علاء المفرجي
الفنان العراقي ناظم رمزي (1927 – 2013)، هو أحد أشهر الشخصيات العراقية في تطوير فن الطباعة وحروف الطبع والفوتوغراف والفن التشكيلي في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي. ناظم رمزي المولود في بغداد من عائلة كردية تتحدر من محافظة السليمانية، عرف بروعة فنه في تصميم المطبوع العراقي وجهوده في التصوير الفوتوغرافي، غادر العراق وتعرض بيته للسرقة وأعماله للنهب، وعن ذلك قال:)بلغني وأنا في لندن عام 1998 أن أحد أبناء مسؤول كبير في الدولة قد استولى على دارنا في المنصور مستعملاً وثائق مزورة راجع بواسطتها دائرة الطابو بغية بيعه).
حياته
وبدأ في شبابه بالتعرف على جمال بيئته الطبيعية والسكان المحليين في مختلف أنحاء العراق بسبب تنقل والده المستمر. كان والده موظفًا إداريًا للفترة من عام 1934 إلى العام 1944. أحب رمزي صيد الطيور وتعلم رسمها، كما أحب الحياة البرية والسكان الأصليين. شرع رمزي في الانخراط والمساهمة في الكثير من الهوايات التي شكلت مستقبله المهني.
بدأ ناظم رمزي بممارسة الأعمال التي تهتم بالأنماط الهندسية الإسلامية في مدينة اليوسفية وأصبح مهووسًا بها، وفي منطقة خان بني سعد وجد السعادة في حياة الريف ورعي الأغنام. وقال في تلك المنطقة: "كان لهذه القرية الصغيرة تأثير كبير على أسلوب حياتي وسلوكي". شاهد الحرفيين وهم يصنعون السجّاد والفخّار المزجج، مما أثار اهتمامه بالتصميم التقليدي. علّم نفسه الرسم في سن مبكرة جداً. وفي مدينة المحاويل، ظل على تواصل مع التلول الأثرية وأطلال الحضارة البابلية التي أدهشته وألهمته من فن بلاد ما بين النهرين الذي بقي شامخاً لعقود من الزمن. إتخذ رمزي التصوير الفوتوغرافي كهواية من سن السادسة عشرة من عمره، وذلك عندما حصل على أول كاميرا تصوير فوتوغرافي كهدية له. " وصف رفعت الجادرجي، وهو صديق رمزي المقرب، في مقابلة، نهج المصور بالقول: "كان ناظم رمزي صديقي المقرب، وعلمت بعمل لطيف العاني من خلال المنشورات والمعارض الفنية التي تم تصويرها بعناية وتحويلها إلى صيغ جمالية ترتكز فيها التكوينات الجميلة. لقد صورت الاشياء كما هي عليه. في أحد الأيام، خرجت لالتقاط الصور برفقة ناظم رمزي ورأينا مصطبة، وعلى الفور التقطت عدة صور، مركزا فيها على بُنيتها، بينما طاف رمزي حولها لخمس دقائق، وانهى العمل بالتقاط صورة واحدة فقط. ذلك هو الفرق بيننا. وثقت ذلك بسرعة وتحركت".
كانت لوحات رمزي الفوتوغرافية في بغداد حاضرة دائما، خاصة البورتريهات التي التقطها لوجوه الفلاحين والفلاحات والصيادين والباعة في الأسواق الشعبية والأطفال أين ما وجدوا، من جنوب العراق إلى شماله. ما بالها اليوم تخاطبني بلغة مختلفة! سواء أكان رمزي واعيا أم غير واع، تنبهت إلى حقيقة أن الوجوه العراقية التي صورها والمشاهد المختلفة، كانت منذ المراحل الأولى لنشاطه تذهب إلى أبعد من الواقع الذي تمثله. بابتسامة غامضة، أو نظرة متحدية، أو تساؤل لا يخلو من فضول، كانت هذه الموديلات التي التقطها في الأربعينيات أو الخمسينيات من القرن الماضي، تقف أمام عدسته بطواعية ورضا لا يخلو من فرح. كان يعشق موضوعته، فيرسل عدسته لتتوغل إلى ما بعد هذا الظاهر الذي أمامه، وتسعى أبدا للتسلل إلى أسرار هذه الكائنات التي تبادله المحبة فتخبره همسا بما لا تقدر على الافصاح به جهرا. وذلك سر عظمة صور مجموعته ‘العراق.. الأرض والناس’ أو بعض ما نجا منها.
بدأ رمزي التصوير هاويا عندما امتلك في صباه كاميرا بوكس فبدأ يلتقط صور مَن حوله من المشاهد الغنية بالإنسان والمتعة والفرح البريء؛ المحيط الذي ألقى بنفسه في لجته هربا من المدرسة الأمريكية أو حتى كلية فيصل التي كانت لا تقبل إلا المتفوقين من خريجي الابتدائية. أراد والده أن يحظى ابنه بأعلى درجات التعليم المدرسي، وآثر هو أن ينتمي إلى مدرسة الحياة، وملامسة الأرض والناس من كثب، يصنع نفسه بنفسه كما يحب. لقد عشق الحياة الحرة، وحافظ عليها قدر الإمكان حتى لو اضطر إلى التنازل عما يملك.
تهيأ لرمزي في سنوات طفولته وصباه أن يتعرف إلى الطبيعة العراقية وناسها في مختلف أنحاء العراق بحكم انتقاله مع والده الذي كان موظفا إداريا خلال السنوات 1934-1944. أحب صيد الطيور وتعلم فنون صيدها، كما أحب البرية واقترب منها ومن ناسها حتى أصبح واحدا من أهلها، ومارس شتى ألعاب الصبية التي تمارس في الحارات. من كل مكان حلّ فيه اكتسب عاداته، وعلقت في قلبه هوايات أصبح لها شأن في مستقبله. في ‘اليوسفية’ بدأ يمارس رسم الزخارف التي استهوته، وفي ‘خان بني سعد’ وجد سعادته في حياة الريف ورعي الأغنام:’كانت لهذه القرية الصغيرة تأثير كبير على نمط حياتي وسلوكي ولهوي وطبيعة المعيشة..’ كان رفاقه من أسر فلاحية فقيرة ‘وقد قدر لي أن أصبح وكأني واحد منهم.. كان يصعب لمن يراني أن يكتشف أنني ابن مدير الناحية، فلا فرق بيني وبين أبناء الفلاحين، وكان ذلك يسعدني.›(من الذاكرة ص 20) وفي ناحية ‘المحاويل’ كان يتنقل بين التلال ويعايش عن قرب ما فيها من آثار الحضارة البابلية.
في كلية فيصل الثانوية أنجز أول رسم له، وشاهده منشورا في المجلة. ثم بدأ يتردد على مرسم دار المعلمين ويحضر المعارض الفنية. ارتبط بعلاقات وثيقة مع رواد الفن آنذاك. ثم وجد نفسه منغمرا في الرسم والتصميم والخط، فتعرف على الفنانين هاشم البغدادي، وكان يمضي الساعات في مراقبة عمله الدقيق، كما تعرف إلى جل الخطاطين الكبار آنذاك. ذلك ما قاده إلى للتوغل في ممارسة الخط ورسم الاعلانات وتزيين الواجهات. ومن هذا الباب دخل عالم الطباعة وتعلم الطباعة بالشاشة الحريرية، وكانت تقنية جديدة تعلمها الفنان عيسى حنا في أمريكا، حتى تهيأت له فرصة الدخول شريكا في مطبعة يحيى ثنيان، فعرفت بعد ذلك باسم مطبعة رمزي وثنيان. هناك تعرف إلى شخصيات عراقية مرموقة تعمل في حقلي التجارة والصناعة مما وسع أعماله وشهرته. لقد قربه عالم الطباعة والزنكوغراف من الخطاطين والصحفيين والكتاب فضلا عن الفنانين المحدثين الكبار الذين وجد نفسه قريبا منهم يستفيد من تجاربهم وملاحظاتهم. بل وجد رمزي نفسه منغمرا في العمل السينمائي حيث أسهم في إعداد الديكورات لفيلم عليا وعصام، أول أنتاج لستوديو بغداد في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي.
كان كل من الفنانين فائق حسن وجواد سليم قد لاحظا طبيعة التصوير الفوتوغرافي الذي يمارسه ناظم رمزي، وحثاه على تصوير موضوعاته بحس إنشائي تعبيري. كانت رغبته في التصوير تدفعه إلى السفر إلى مناطق عديدة في العراق ودائما بصحبة فنانين ومعماريين. هكذا اكتسب رمزي خبرته المعرفية والعملية من خلال التجارب الشخصية أولا، ومن خلال زملائه ورفاقه المبدعين. كما هيأ له تغلغله بين الناس معرفة المجتمع العراقي بجميع طبقاته وشرائحه. لم يكن منفتحا على الناس فقط وإنما على المعارف شتى، يتلقفها من العلماء بقدر ما يتلقفها من البسطاء الذين يجالسهم، فجاء عطاؤه انعكاسا لتجربته الفذة التي جعلته نموذجا عراقيا بامتياز.
يعد ناظم رمزي أول مصور فوتوغرافي عراقي نقل الفوتوغراف من مجرد توثيق جمالي إلى فن تعبيري. كان لمعرفته بفنون الرسم الزيتي وممارسته له، ثم اقترابه الشديد من كبار الفنانين العراقيين الذين لمسوا لديه القدرة والموهبة على تقديم فن فوتوغرافي راق، وقدرته على التقاط التعبيرات الدرامية والمشاهد التي لا تخلو من إنشاء تصويري وموضوعات محض عراقية، خاصة في استخدامه تقنيات الظل والضوء، قد أهّله للمشاركة في الجناح العراقي لمعرض اليونيسكو في بيروت 1954 إلى جانب نخبة من الفنانين البارزين. أيضا، كان أول مصور فوتوغرافي يقيم معرضا شخصيا في مطلع عام 1959 تحت عنوان ‘العراق.. الأرض والناس’، بافتتاح رسمي من قبل رئيس الوزراء الزعيم عبد الكريم قاسم.
يغادر رمزي بغداد إلى باريس (1964) ليمضي فيها سنتين، ذهب خلالها إلى براغ عند محمود صبري ومنها إلى أمكنة مختلفة للاطلاع على طرق الطباعة وتقنياتها. حين عاد إلى بغداد أسس مطبعته الخاصة ‘مطبعة رمزي’ بمساعدة صديقه مريوش فالح وأصحابه.
أحلام رمزي ومشاريعه الفنية لم يكن لها حدود وما كانت لتقف عند شكل واحد. في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، أسس في بغداد الدار العربية للطباعة والنشر، وبدأ مع نخبة من المبدعين العراقيين تحقيق حلم كبير طالما راوده هو إصدار مطبوعات وكتب فنية مرموقة، وتحقيق ما راوده دائما من إصدار مجلة عربية متخصصة بالفنون. ولضمان جودة الطباعة بالمستوى الذي يتطلبه إصدار مجلة كهذه، أقيم للدار فرعا في لندن مع اختيار فريق عمل في لندن يتكون من بلند الحيدري وضياء العزاوي وهاشم سمرجي ومحمد كامل عارف وكاميران قره داغي ولمعان البكري، ورأس تحريرها جبرا إبراهيم جبرا الذي كان مقيما في بغداد. صدر العدد الأول من المجلة في 1981، وتلته سبعة أعداد (رمزي يذكر أن مجموعها تسعة) قبل أن تتوقف المجلة نتيجة الصعوبات المالية التي أوجدها اندلاع الحرب العراقية الإيرانية. في هذه المرحلة أصبح رمزي يواجه صعوبات وضغوطات أخرى في بغداد تهدد حريته الشخصية، الأمر الذ اضطره إلى التنازل عن حصته في المطبعة لشريكه، ومغادرة العراق إلى غير عودة (1988). هكذا بدأ رمزي حياة جديدة في لندن بإقامة مكتب باسم آرت سكان Art Scan، يمارس فيه نشاطه الفني في التصميم والطباعة والرسم.
في السنوات الأولى من نشأته، تعلم رمزي شيئا من كل مكان أقام فيه مع والده. كان عشقه الفني الأول قد تجلى في رسم الزخارف في اليوسفية عندما كان والده مديرا للناحية. وحين رأى حائك السجاد يصبغ خيوطه بالألوان الزاهية التي اشتهرت بها البسط العراقية، صار يجلس أمامه ساعات يراقب عمله على الجومة وهو ينسج الأشكال الهندسية الملونة الصغيرة ويجاور بعضها بعضا. من هذا المدخل البسيط توغل رمزي إلى عالم التصميم والزخرفة والخط الجميل. ربما ما كان في حسبانه أن هذا الطريق سيأخذه في الحقبتين الأخيرتين من حياته إلى تكريس وقته وحياته لتحقيق أكبر إنجاز فني إسلامي.
شركة رمزي للطباعة
سافر رمزي إلى باريس عام 1964 حيث مكث لمدة عامين وتعرّف على أساليب الطباعة وتقنياتها، وأسس شركة طباعة في بغداد وأطلق عليها اسمه، وكانت من أفضل شركات الطباعة في العراق، وهي تقع بالقرب من الطريق الرئيسي لمعسكر الرشيد. تأسست الشركة في سبعينيات القرن الماضي وأسسها رمزي بنفسه، وقد قدمت الشركة مجموعة متنوعة من منتجات وخدمات الطباعة مع التركيز على الجودة والخدمة المقدمة، ومن هذه المنتجات المميزة طباعة نسخة فاخرة من المصحف الشريف بخطي الثلث والنسخ بقلم رئيس جمعية الخطاطين العراقيين الخطاط روضان بهية انجزت عام 1993
كانت تحتوي الشركة على ثلاث أقسام رئيسية: الورشة الفنية (يديرها رمزي بنفسه)، قسم المالية (بإشراف المحامي مهدي علي زيني)، قسم الطباعة (يديره مريوش فالح).
جدارية أبو رمزي المهملة
اللوحة الجدارية المهملة للفنان ناظم رمزي، وهي من اعمال الفسيفساء الجدارية المتميزة للعالم ابن سينا التي تزين مدخل مستشفى فيضي في بغداد قبل تنتقل المستشفى وتحولها إلى ساحة لوقوف السيارات ويصبح المبنى مهجورا...هذه الجدارية لم تلق اهتماما جديا من قبل وزارة الثقافة او اي جهة أخرى تعنى بالثقافة والفن والتراث. منذ سنوات اتجه التفكير في وزارة الثقافة إلى نقلها إلى مكان آخر؛ ربما طريق المطار، ولكن لم يتم ذلك في حينها صعوبات فنية، ويبدو أن الاهتمام قد انصرف عنها، وقد اصبحت الجدارية الآن معرضة للاندثار.
اللوحة التي هي بطول 6 أمتار وعرض 4 أمتار تمثل العالم الاسلامي ابن سينا، يقال ان الفنان ناظم رمزي اشتغلها قبل اكثر من ستين عاما لمستشفى حمل اسم (ابن سينا) يقع في الكرادة بين شارعي النضال السعدون خلف بدالة العلوية، قبل ان تتحول الى اسم اخر هو (مستشفى فيضي) لصاحبه الدكتور الشهير فيضي الفيضي، بعد ان نقل مستشفى ابن سينا الى داخل المنطقة التي فيها القصر الجمهوري (المنطقة الخضراء حاليا) وظلت اللوحة علامة دالة في باب المستشفى الى ان تم التخلي عنها ومن ثم نسيانها وسط الاحداث الكبيرة التي عاشها العراق، حتى جار الزمن على البناية وتحولت الى (خرابة)، ولا احد يعلم تفاصيل ما جرى، ولم تعد اللوحة ترى بسهولة بعد ان بني امامها جدار وتحول المكان امامها الى (ساحة وقوف للسيارات) لكن الفنانين انتبهوا الى وجودها وتحركوا من اجل انقاذها، فذهبوا اليها وعاينوا المكان واعلنوا قيامهم بزيارات لمن يهمهم الامر من اجل الحفاظ على هذا الارث الفني لفنان كبير،
المعارض الشخصية والجماعية
1958 -معرض التصوير الفوتوغرافي بغداد. 1972 معرض الكاريكاتير السياسي بغداد. 1977 ـ معرض التصوير الفوتوغرافي في المركز الثقافي العراقي بلندن. 2010 -المعرض الأخير، بغداد. 1956-1960-معرض مجموعة اس بي، جمعية الفنانين العراقيين، بغداد. 1957 -الفن العراقي الحديث، بيروت. 1970 -معرض الملصقات العراقي بالمتحف الوطني للفن الحديث بغداد. 1977 -ستة فنانين عراقيين بالمتحف الوطني للفن الحديث بغداد. 1980 -سبعة فنانين عراقيين، المركز الثقافي العراقي، لندن.
منشوراته
نشر رمزي عددًا من الكتب، معظمها يتكون من صوره، منها: العراق: الأرض والناس، لندن، المركز الثقافي العراقي، (1977) 1989. من الذاكرة، بيروت 2008 العراق: تصوير بعض ملامح الحياة في القرن العشرين، بيروت، 2009، رحلتي مع الكاميرا، عمان، 2010.
قالوا عن ناظم رمزي
الفنان والخطاط محمد سعيد الصكار:
ناظم رمزي، لا يوحي هذا الاسم المبارك بأي انتماء عرقي أو ديني أو طائفي؛ بل ربما كان أقرب لأن يكون اسماً مسيحياً، لكنه لم يكن كذلك؛ فقد كان عراقياً كردياً مسلماً، لم يكن همه من يكون سوى رمزي؛ وبهذا الاسم دخل دفاتر عدة تواريخ كان له فيها الحضور البهي.
الكاتب والروائي جاسم المطير:
في بدء سطور ذكرياته يقول إن فكرة كتابتها تبلورت عنده عام 1986 ثم سافر إلى لندن، مهاجراً من بغداد المحببة لديه بعمق شديد، منشغلاً في أول إقامته فيها بمتابعة نشاطه الفني والطباعي وقد زرته شخصياً في الأستوديو، الذي أسسه هناك مرتين في عامين متعاقبين في نهاية الثمانينيات وجدته فيهما منكباً على إنجاز عملين مهمين: الأول هو إنجاز كتاب مصور عن العراق، تتوافر عندي نسخة منه استعارها، ذات يوم، الفنان التشكيلي المقيم في لاهاي فاضل نعمة وعندما أعاده إلي وصفه بقوله: إنه كتاب فني متميز في تصوير دفق الحياة العامة للإنسان العراقي.
الناقد والمعماري خالد السلطاني:
إن رمزي أنجز عدداً كبيراً من اللوحات المبدعة على مدار مسار حياته العملية الطويلة. اهتماماً كبيراً أولاه ناظم رمزي لبيئة المدن المصورة ومفرداتها العمرانية المتنوعة، شوارعها ومبانيها وتفاصيلها العديدة المؤثثة لفضاء تلك المدن. أن الأهم في أعمال رمزي هو حضور الإنسان فيها، الإنسان بكل حالاته، إذ من النادر أن تخلو صوره عن وجود إنسان". وينتمي ناظم رمزي إلى جيل ما بعد الرواد، لكن ذلك لم يجعله مستسلماً للثوابت التي حددت القيم الجمالية في الفن، كما يرى الباحث والتشكيلي العراقي بلاسم محمد الذي يقول إن رمزي "سعى دائماً إلى فضاء التجاوز والمغايرة، وكان طوال عمره مسكوناً بحس التجديد.
الفنان بلاسم محمد:
أن منجزات ناظم رمزي لم يدوَّن منها إلا القليل، بسبب أحادية الثقافة الفنية التي عرف بها تاريخنا الفني وضعف القراءة النقدية وعدم تبلور منهجها". بل إنه يرى أن "منجزات رمزي بعيدة عن الرصد والمراقبة". رمزي الذي وصف جبرا إبراهيم جبرا أعماله بأنها "ترحالٌ منعش مقلق مثير للعين ومحرك للأخيلة"، خبير في تقريب مشاهد الحياة المتناقضة، ويجعل المتلقي متأكداً أن الصورة كأنها "مستعدة للنماء والتطور والحياة، وربما الحركة". ففي صوره كل شيء، ومنها يظهر الإنسان باكياً ضاحكاً، شقياً سعيداً... إنه يصور لحظة ما، فيها كل هذا الشحن من العواطف المتضادة.
الفوتوغرافي فؤاد شاكر:
ناظم رمزي يشكل حلقة من أهم الحلقات في فن الفوتوغراف حيث عمل رمزي على حياة الإنسان والمهن حاملا كاميراته إلى الهم الإنساني الكبير وصور أغلب مفردات الحياة العراقية من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق وحقق في هذا الجرد التصويري صورا رائعة عن حياة الإنسان.
الناقد مؤيد البصام:
هذه اللوحة يمتد عمرها الى زمن عبد الكريم قاسم، وهذه مستشفى فيضي، واقيمت اللوحة مع المستشفى، وهي لوحة رائعة حقيقة في تكوينها وفي اللون والخط وفي كل جزء من اجزائها، والحركة التي فيها، كلها لوحة من اللوحات الرائعة وليس من الصعوبة نقلها او حملها من هذا المكان حيث يقال ان هذه البناية عليها ضرائب وما شابه ذلك وربما تتهدم، فهذه اللوحة يجب ان ترفع من هناك وتتم المحافظة عليها.
ناظم رمزي: فنان محدث أرسى قواعد فنية ومهنية عالية في السلوك والعطاء والإبداع
أحد أشهر الشخصيات العراقية في تطوير فن الطباعة وحروف الطبع والفوتوغراف

نشر في: 20 مايو, 2025: 12:01 ص