ذي قار / حسين العامل
صادَق مجلس محافظة ذي قار على خطة مشاريع لإنعاش الأهوار بكلفة إجمالية بلغت 50 مليار دينار، تشمل ست وحدات إدارية متاخمة لمناطق الأهوار. في المقابل، أكدت لجنة الصحة والبيئة في المجلس أن هذه التخصيصات لا تفي بكامل احتياجات البنى التحتية، لكنها تمثل خطوة أولى في الاتجاه الصحيح.
وقال رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة ذي قار، الدكتور أحمد غني الخفاجي، في تصريح لـ(المدى)، إن «موازنة خطة إنعاش الأهوار تبلغ 50 مليار دينار، وتغطي ست وحدات إدارية مجاورة لمناطق الأهوار»، موضحًا أن «توزيع المبالغ جرى وفق الكثافة السكانية والحاجة الفعلية، وشمل قطاعات الخدمات البلدية والصحية والتربوية، إضافة إلى الطرق والكهرباء».
وأضاف الخفاجي أن «هذه التخصيصات غير كافية لتأمين كامل احتياجات مناطق الأهوار من الخدمات الأساسية، لكنها تساهم في تحسين جانب من الواقع الخدمي في هذه المناطق التي عانت من الإهمال على مدى عقود، منذ القرن الماضي».
وكان مجلس المحافظة قد صادق في جلسة سابقة على خطة المشاريع، حيث أُعلن في بيان صحفي تلقت (المدى) نسخة منه، أنه «تم التصويت بالأغلبية المطلقة على خطة مشاريع إنعاش الأهوار بموازنة قدرها 50 مليار دينار، تُوزّع على أقضية الجبايش والفهود والمنار والطار وكرمة بني سعيد وناحية الفضلية»، مشيرًا إلى «تخصيص مبلغ إضافي قدره مليار و500 مليون دينار لناحية الطار كونها من المناطق الأقل حصولًا على الخدمات».
وأفاد البيان بأن المجلس حدّد سقفًا زمنيًا قدره 14 يومًا أمام الدوائر المعنية لاستكمال كشوفات المشاريع ورفعها إلى المجلس لاستكمال الإجراءات.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة ذي قار، أحمد فرحان الخفاجي، إدراج مشاريع حيوية ضمن قطاع التربية، موزعة بين خطتي «إنعاش الأهوار» و«المنافع الاجتماعية».
وأوضح الخفاجي في بيان تابعته (المدى) أن «هذه المشاريع تمثل نقلة مهمة في تحسين البنى التحتية للقطاعين التربوي والخدمي في مناطق متعددة من المحافظة»، مبينًا أن «خطة إنعاش الأهوار شملت أقضية ونواحي جنوب ذي قار، فيما تركزت مشاريع خطة المنافع الاجتماعية في شمال المحافظة».
وأشار إلى أن «الجهود أثمرت عن شمول أكثر من عشر مدارس نموذجية مكوّنة من 12 صفًا، موزعة على عدد من الأقضية والنواحي، إلى جانب إنشاء أربع قاعات امتحانية ومخازن لمديرية تربية ذي قار في مركز المحافظة، قضاء الناصرية».
كما لفت الخفاجي إلى «إدراج مجموعة مشاريع أخرى ضمن خطة المنافع الاجتماعية، من بينها إنشاء بناية جديدة لقطاع الغراف الصحي، ومركز صحي رئيسي في حي الحرية، وبناء جناحين إضافيين في مدرستي التحصيل وعلي الأكبر، إلى جانب تنفيذ مشاريع لإنشاء طرق ريفية بطول 12 كيلومترًا في مناطق متعددة من قضاء الغراف».
وأكد الخفاجي أن «هذه المشاريع ستُسهم في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتعزيز البنى التحتية في قضاء الغراف»، داعيًا إلى «ضرورة متابعة تنفيذها وفق الجداول الزمنية المعتمدة».
وكان مجلس محافظة ذي قار قد أعلن في مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2024 عن المصادقة على خطة مشاريع خدمية وصحية وتربوية تزيد قيمتها على 120 مليار دينار، ضمن مخصصات المنافع الاجتماعية لحقلَي الغراف وأريدو النفطيين، مشيرًا إلى شمول خمس مدن في شمال وغرب الناصرية بهذه المشاريع.
وتجدر الإشارة إلى أن مناطق الأهوار تشكل نحو خمس مساحة محافظة ذي قار، وتتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 22 تضمّها المحافظة. وتُقدَّر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها في مطلع تسعينيات القرن الماضي بمليون و48 ألف دونم، فيما لم يُعَد غمر أكثر من 50% من تلك المساحة بالمياه بعد عام 2003، علماً بأن هذه النسبة تتقلّص بشكل كبير في كل أزمة مياه تمر بها البلاد.
وتواجه الأهوار، بما فيها أهوار محافظة ذي قار، تحديات كبيرة خلال السنوات الأخيرة بسبب أزمة المياه والتغيرات المناخية، إذ تعرّضت مساحات واسعة منها إلى الجفاف، ما أدى إلى تضرر مئات القرى من شح المياه، ونزوح وهجرة آلاف الأسر من مناطق سكناها.
وفقد سكان الأهوار مصادر رزقهم الأساسية، التي تعتمد على الزراعة وصيد الأسماك وتربية المواشي، حيث تسبب الجفاف بنفوق الجزء الأكبر من الثروة السمكية، وانتشار الأمراض بين قطعان الجاموس التي تُعدّ سمة مميزة لهذه المناطق. كما أدت العواصف الغبارية إلى مشاكل صحية وحالات اختناق في صفوف السكان المتبقين وسكان المدن المجاورة.
وفي هذا السياق، كشف مصدر بيئي مطلع في محافظة ذي قار، مطلع آب/أغسطس 2024، عن جفاف نحو 85% من مساحة الأهوار في المحافظات الجنوبية الثلاث (البصرة، ذي قار، ميسان)، محذرًا من التداعيات الخطيرة للجفاف على حياة السكان المحليين والتنوع الأحيائي في المنطقة.
مجلس ذي قار يصادق على خطة لإنعاش الأهوار بـ50 مليار دينار
اللجان المختصة تؤكد: التخصيصات غير كافية لتأمين البنى التحتية

نشر في: 22 مايو, 2025: 12:38 ص