TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يجمع الأدباء لتأبين موفق محمد.. المدافع عن الناس والساخر من الساسة

بيت المدى يجمع الأدباء لتأبين موفق محمد.. المدافع عن الناس والساخر من الساسة

نشر في: 25 مايو, 2025: 12:04 ص

 متابعة المدى

أقام بيت المدى في جلسته الاسبوعية في شارع المتنبي يوم الجمعة الماضي، جلسة تأبين للشاعر موفق محمد الذي توفي الاسبوع قبل الماضي وحضر الامسية جمع من الأدباء والمثقفين، ومن أدباء الحلة الفيحاء، من زملاء وأصدقاء الشاعر، وغاب -للأسف- أتحاد الادباء عن هذه الجلسة رغم دعوته لها.

قدم الجلسة الاكاديمي أحمد الظفيري مستهلا إياها بالطلب من الحضور الكرام الوقوف دقيقة حداد على روح الفقيد الشاعر موفق محمد ثم تحدث عن الراحل قائلا: نلتقي اليوم لنؤبن واحدا من شعرائنا الكبار، صوت متميز من أصوات الشعر والرفض في العراق، نلتقي اليوم لنستحضر سيرة شاعر ليس ككل الشعراء، نؤبن الشاعر موفق محمد هذا الشاعر الحلي، ونجتمع اليوم لا لان الشاعر مات بل لان الشعر لا يموت.
وكلن اول البادئين في الحديث الاكاديمي د.علي إبراهيم: بدأت مأساة الشاعر باستشهاد ولده اثناء انتفاضة اذار، ومرض زوجته.. وأضاف: السخرية عند موفق لم تكن سخرية من اجل السخرية مثل الشاعر ابي نواس، بل كان ساخرا من أجل تعبئة الجمهور واثارته، فقد كان يوظف المقدس في الشعر، مثل ما قاله عن القرضاوي من رأى منكم عراقيا فليذبحه بيده فأن لم يستطع فبمدفع هاون، وإن لم يستطع فبسيارة مفخخة وذلك أضعف الايمان، رواه القرضاوي. وهناك الكثير من الأمثلة. الصورة الساخرة التي وظفها، ومنها ما تقوم به الحكومة لا يخدم الفقراء بل الفاسدين. ويشير ان الشاعر يرى في الطواغيت طوابير على الرغم من جبروتهم. ويرسم صورة أخرى تعبر عن فضاعة الدمار والقتل. والسخرية هنا وظفها في الشعر الشعبي أيضا.
ثم قرأ الناقد المسرحي د. محمد أبو خضير كلمة قال فيها: تحرص السلطة الصحية على دس ورقة تتضمن مصطلحات مختبرية ثم تقوم بشرح هذه المصطلحات لغرض تسهيل العلاج وبحث كيميائية هذا العلاج ومكوناته، نستعير من هذا النسق مجموعة من المصطلحات الأدبية والفنية، والجمالية والفلسفية، لنتابعها داخل نص موفق، لان منجز موفق هو النص، والنص هو موفق. اول هذه المصطلحات هو البونية أو البروكسيما والتي يقصد بها علاقات المكان، أي أن القرب هو الذي يحدد حميمية هذه العلاقة، والبعد هو الذي يحدد الفجوة بين الطرفين، أسميتها البروكسيما المتعدية، أو بروكسيما التفرضية، فموفق عادة ما يجتاح كما يسميها هابرماس الفضاء العام أو الفضاء المؤسساتي، الخاص بالمؤسسة، أو بفضاءات فرعية أخرى، هذه البروكسيمات تأخذ اتجاهات عدة خاج النص وداخل النص، خاد النص تمثلت بإداء الفيزيقي أو الوجداني، عبر حركات وعلامات كما نقول في المسرح.
وقرأ الشاعر عادل الياسري كلمة قال فيها: علاقتي بموفق محمد تعود الى أوائل سبعينيات القرن الماضي، حيث منا نشكل ثالوثا أنا وموفق محمد والناقد ناجح المعموري، ونكاد لا نفترق. وهنا ونحن نؤبن شاعرنا أريد أن أؤكد أن مدينة الحلة مدينة معطاءة اعطتنا الكثير من الرموز الثقافية والفكرية في شتى أنواع المعرفة، وهذه المرة اعطتنا قبرا يتمشى، قبرا مليئا بالأوجاع.. ولفجيعتي بموت موفق محمد كتبت قصيدة نشرت في طريق الشعب غداة وفات الشاعر، اخاطب فيها الشط، لأن هناك سر بين موفق وشط الحلة، أقول فيها:
موفق
مات يا شط الحلة
مالك يا شط الحلة
مال للموجة حاسرة الرأس
على الخد دمعتها
وفي الروح غصة
هل ان الوجع النائم فيك..
ثم قرأ الناقد زهير الجبوري كلمة قال فيها: لو عدنا وتحدثنا عن تجربته، هو شاعر عندما كتب قصيدته الأولى في ستينيات القرن الماضي، وهو شاعر ستيني، هذا الجيل الذي تربى على ثقافة واسعة، وقراءات متعددة، وكان مختلفا منذ كانت قصيدته في الكوميديا العراقية التي لفتت الأنظار وجعلت منه شاعرا شابا يقف بين الكبار، موفق الذي يبث علامات ويبث بعض الأشياء التي تجعل منه مقبولا بين الجمهور، مثلما ذكر ذلك الناقد د. أبو خضير. في جل ما قدمه من تجارب شعرية في عبدئيل وفي الحلي، والمجموعة الكاملة، انتهاء بما طبع له من كتاب بمساهمة من الشاعر عمر السراي واتحاد الادباء. وكنت أتمنى أن يكون الاتحاد حاضرا ليودع هذه المجموعة. ما يخص أسلوبه كشاعر فهو يأخذ على عاتقه أنه شاعر لا يمتلك فقط نمط القصيدة المكتوبة حسب بل يأخذ بين طيات هذا الجانب، المتلقي والطريقة التي يكتب فيها كل بشكل متساوي. جعل الاخر يستنهض من مكانه ليقول الله، فهو بهذا شاعر مختلف فهو لا يعتمد نسق واحد وشكلت شخصيته الشعرية. وتلى الناقد د. أحمد ضياء كلمة قال فيها: ساتحدث عن شاعر كبير، شاعر الانتظارات الصاخبة، كتب نص عذي ولم يكتبه وبالتالي مثل هذا النص شكل حضورا داميا منذ 1991 وحتى وفاته، ولم يكتب عدي وحده، بل كتب نص عدي والمقابر الجماعية، فدائما كانموفق محمد حاضرا في هذا النص، وما عنى الشاعر أيضا بالشفاهية، وكان يعلمنا أن نلتزم بها، اعني الشفاهية، كان مقارعا للنظام البائد، وللنظان الحالي، وحاول أن ينتج نصا باروديا ونصا ساخرا، وهذا ما نعتده بالشاعر الأصيل. القضايا الاجتماعية كانت رحم الواقع، وكان يتحكم بالجمهور، فحين يعتلي المنصة هناك صمت مطبق من الجمهور، وإذا حاول أحد في الحديث الجانبي فأنه يتوقف وبالتالي، ومهناك أيضا واقعية النص، ففي نص (سعدي الحلي في جنائنه) كان عائش تجربة سعدي الحلي وبالتالي فأنه يرجع سعدي الحلي الى مضامير أخرى. كان موفق محمد خجلا من الذهاب الى الموت، لا بجسد كامل بل يريد أن يذهب مثلما ذهب الشبان. ثم قرأ الكاتب ماهر الربيعي: الكلام عن موفق محمد وخاصة بالنسبة لنا نحن مجايليه، موفق محمد الانسان والمدرس والصديق، في عام 1976 تعرفنا الى موفق محمد، في الحلة الكبير ونحن نقرأ قصيدة له، هو الشاعر الحلي الذي يكره الحكومات، التي كان يعري فسادها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

ذي قار تستعد لإطلاق النسخة الثامنة من مهرجان مصطفى جمال الدين

فخري كريم: النون العراقية.. ذاكرة الوطن وقوّة نهوضه

ظاهرة التحرش بالأطفال ... جلسة تثقيفية تبحث الأسباب والمعالجات

«مركبة التراث» تجوب الأقضية لترسيخ الوعي بالتاريخ والفن

" سقوط الأفكار" يزجّ بشاعرة شابة إلى الساحة الأدبية الموصلية

مقالات ذات صلة

بيت المدى يحتفل بمؤية نجيب محيي الدين..عاشق الوطن والديمقراطية

بيت المدى يحتفل بمؤية نجيب محيي الدين..عاشق الوطن والديمقراطية

 متابعة المدى   أقام بيت المدى في شارع المتنبي جلسة استذكار للشخصية الوطنية والديمقراطية نجيب محيي الدين، بمناسبة مرور 100 على ولادته، وشارك في الجلسة التي أشرف على إداتها الزميل رفعت عبد الرزاق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram