 ذي قار / حسين العامل

كشفت مصادر حكومية، عن تواصل التحقيق بحادثة طلاب الكلية العسكرية الرابعة في محافظة ذي قار الذي اودى بحياة طالبين من طلّاب الكلية، وتعرّض طلبة آخرين لأعراض مرضية، مؤكدين وصول لجنة خاصة للوقوف على أسباب الحادث الذي اعفي على أثره عدد من كبار الضباط في الأكاديمية العسكرية والكلية المذكورة.

وذكر بيان لوزارة الدفاع ان "اللجنة العليا المكلّفة بالتحقيق وصلت إلى الكلية العسكرية الرابعة في محافظة ذي قار وباشرت بالتحقيق مع المعنيين للوقوف على كيفية وقوع هذه الحادثة الأليمة".
وأشار البيان الذي تابعته (المدى) الى ان اللجنة التي جرى تشكيلها بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة، ويترأسها قائد القوات البرية الفريق الركن قاسم محمد المحمدي أجرت جولة في أروقة الكلية، وزارت الأماكن التي كان يتواجد فيها الأطباء، وبدأت التحقيق معهم ومع المنتسبين الموجودين في الكلية.
وتابع البيان "بعد ذلك، انتقلت اللجنة إلى مستشفى الناصرية للاستفسار من الكوادر الطبية التي قدّمت الإسعافات الأولية للطلاب المصابين، حول حالتهم الصحية عند وصولهم إلى المستشفى، والأعراض التي كانوا يعانون منها، حيث استمعت اللجنة إلى كل التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالحادث".
وأشار البيان الى ان "اللجنة توجّهت بعد ذلك إلى عدد من الطلاب الراقدين في المستشفى المذكور، قبل انتقالهم إلى بغداد لاستكمال علاجهم، واستفسرت منهم عن الأسباب التي أدّت إلى وقوع هذا الحادث"، مؤكدا استمرار اللجنة في أعمالها التي باشرت بها، حتى استكمال التحقيقات ورفعها إلى الجهات المختصة".
ولفت ان "التحقيق لا يزال جارياً للوقوف على ملابسات الحادث كافة، واستكمال كل التفاصيل التي أدّت إلى وقوع هذه الحادثة ".
بدوره، أكد وزير الدفاع، ثابت محمد سعيد العباسي تشكيل مجلس تحقيقي على أعلى المستويات للوقوف على حيثيات الحادث.
وأكد خلال زيارته التفقدية للطلاب الراقدين في مستشفى الحسين العسكري، أن "الوزارة تولي صحتهم اهتماماً بالغاً، وأنه سيتابع حالتهم الصحية متابعة مباشرة حتى يتماثلوا للشفاء التام".
وكان رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، قد وجّه يوم الأربعاء (21أيار2025) بتشكيل مجلس تحقيقي لكشف المُقصّرين واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، وذلك على خلفية وفاة طالبين من طلّاب الكلية العسكرية الرابعة في محافظة ذي قار، وتعرّض طلبة آخرين لأعراض مرضية.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان ان "السوداني أمر بإعفاء كل من رئيس الأكاديمية العسكرية ومعاونه، وعميد الكلية العسكرية الرابعة، وآمر الفوج المختص، وسحب يدهم من العمل".
كما وجه القائد العام للقوات المسلحة، بمنح رتبة (ملازم)، لـ"لطالبين المتوفيين"، وأضاف "مع التأكيد على الالتزام بالتوجيه السابق الصادر من مكتب القائد العام للقوات المسلحة، الذي يشدد على "أهمية حسن التعامل مع المتدرّبين في الكليات والمؤسسات التدريبية والدورات المختلفة".
وشدد على "مراقبة المبالغة في تعامل الضبّاط وضباط الصف مع المتدربين، وألّا تصل لحد الاستهانة بكرامتهم والإيغال بالإساءة، التي تؤدي أحيانا إلى الأضرار الجسدية والانسحاب من الدورة والتخلي عن مُخرجاتها الوظيفية".
وتابع البيان "على الآمرين والقادة وعمداء الكليات مراقبة ذلك ومحاسبة المقصرين، فإن الذات الإنسانية هي الأسمى في الشخصية العراقية التي نتوسم فيها المستقبل".
وأفادت وزارة الدفاع، يوم الأربعاء (21 ايار 2025)، بوفاة طالب واصابة 9 أخرين من طلاب الكلية العسكرية في محافظة ذي قار بوعكة صحية جراء تعرضهم الى اشعة الشمس المباشرة.
وقالت الوزارة في بيان، إنه بعد التحاق طلاب الدورة الـ89 إلى الكلية العسكرية الرابعة في الناصرية يوم الأحد 18 من شهر أيار/مايو الجاري، وأثناء عملية الاستقبال وتدقيق أسماء الطلاب المتقدمين وتوزيعهم على السرايا والفصائل ظهرت بعض علامات الإعياء والتعب على عدد من الطلبة والبالغ عددهم 9 طلاب نتيجة تعرضهم إلى أشعة الشمس مما تسبب بإصابتهم بالجفاف ووعكة صحية نقلوا على أثرها عن طريق طبابة الكلية العسكرية إلى مستشفى الناصرية".
ووفقا للبيان، فإنه "وبعد تلقيهم الإسعافات الأولية من قبل الكادر الطبي في المستشفى تم اكتساب ستة من الطلاب الشفاء التام وسيغادرون المستشفى، واثنان من الطلاب الآخرين حالتهما الصحية مستقرة وتحت المراقبة، فيما توفي أحد الطلاب نتيجة المضاعفات الصحية التي ألمت به".
وبالمقابل تشكك مصادر اخرى وافراد من اسر الضحايا بما أعلنته وزارة الدفاع حول تعرض طلبة الكلية الى وعكة صحية جراء تعرضهم الى اشعة الشمس المباشرة، عازين ذلك الى استخدام أساليب عنيفة في التدريب واجبار الطلبة الجدد على شرب كميات كبيرة من المياه غير الصالحة للشرب.
منوهين الى ان "ما يثبت صحة ما ذهبوا اليه هو صدور توجيهات من رئيس مجلس الوزراء، تشدد على اعتماد حسن التعامل مع المتدرّبين في الكليات والمؤسسات التدريبية ومراقبة المبالغة في تعامل الضبّاط وضباط الصف مع المتدربين".
وشددت المصادر على أهمية مراعات الجانب الإنساني في التدريبات العسكرية، واعتماد وسائل تدريب حديثة.