TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لمـــاذا؟

لمـــاذا؟

نشر في: 28 مايو, 2025: 12:02 ص

د. عماد عبد اللطيف سالم

" أنا" الآنَ "مواطِنٌ" عاديٌّ جدّاً، يرغبُ في طَرحِ بعضِ الأسئلةِ الساذجةِ جدّاً، على الحكومات العراقيّةِ المُتعاقِبة "الذكيّةِ جدّاً":
- لماذا هذا الشَغَفُ بـ "مُعدّل التضخُّم"، والفخر بكونهِ بين 2% و 4%، وعَدِّ انخفاضهِ الدائم إنجازا اقتصاديّاً (وكأنّنا في الولايات المتّحدةِ الأمريكيّة)، بينما يُعاني الاقتصاد العراقي من الركود، والركودُ يُفضي إلى معدّلات تضخُّم منخفِضة بالضرورة؟
- من هذا الاقتصاديُّ "الباسِل" الذي لا يُدرِك أنّ الاقتصاد بحاجة (أحياناً تكونُ ماسّةً) لمُعدّل تضخّم مرتفع "نسبيّاً، لانتشالِ الاقتصاد من الركود شديد الضَرّر على الجميع؟
- ما هذا الشغف بانخفاض قيمة الدولار مقابل الدينار (في السوق الموازي)، وعَدِّ هذا الانخفاض "الوقتيّ" انجازاً اقتصاديّاً، بينما يعرِفُ الجميعُ بأنّ هذا الانخفاض يعودُ لعوامل داخلية وخارجية مٌتعدّدة ومُعقّدة ومُتداخِلة لم تُمارِس السياسة النقدية إلاّ دوراً هامشيّاً فيها؟
- إذا لم يكن الاقتصاد يُعاني من التضخُّم، بل يُعاني من الركود.. فما هو "المنطق" والحساب الاقتصادي السليم في كُلُّ هذا الشغف الحكومي المحموم باستخدام "حُزمة" سياسات مالية – نقدية متناقِضة ومتعارِضةَ الأثر، مثل الإبقاء على معدلات سعر الفائدة ضمن مستويات مرتفعة نسبيّاً، وبيع السندات الحكوميّة، واستخدام الأرصدة المصرفيّة "العاطِلة" و "المُعَطّلة" لتأمين مستوى آمن من"السيولة"، واستنزاف الاحتياطي الأجنبي لدى البنك المركزي.. ويحدثُ كلُّ هذا بهدف تمويل الانفاق التشغيلي الهائل، وغير المُنضَبِط، في الموازنة العامة للدولة؟
- لماذا لا يتمّ العمل، وعلى الفور، بـ "خطّة طواريء" وطنيّة، يقوم بإعدادها وادارتها "مجلس اقتصادي" مهني مُحتَرِف وكفوء، يضُمُّ في عضويتهِ خبراء دوليّون مشهودٌ لهم بالكفاءة، بهدف بناء "سياسات" متوسطة وطويلة الأجل، واتّخاذ "إجراءات" قصيرة الأجل تعمل على الحَدِّ من المخاطر الهائلة على الاقتصاد، والمتأتيّة من الانخفاض في أسعار النفط، وضآلة مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي إلى حدٍّ مُخجِلٍ ومُعيب، وارتفاع الدين العام، وانخفاض "الاحتياطيّات" الأجنبية، وتراجع الإيرادات العامة غير النفطية، و "نفور" الاستثمار الأجنبي المباشر من العمل في القطاع غير النفطي من الاقتصاد؟
- لماذا هذا الاهتمام والشَغف بـمطاردة "مظاهر" الفساد الصغير و"أسماكهِ النحيفة"، بينما تبقى "بُنية" الفساد الكبير، و"حيتانه السمينة" مُعزّزةً ومُكرَّمة، وخارج التغطية؟
- لماذا هذا الاهتمام بالانتخاباتِ التي لن تُفضي إلى شيء غير تعزيز وترسيخ حكم "الاوليغارشيّات" الطائفيّة- العرقيّة- المناطقيّة- العشائريّة- العائليّة، التي تتحمّل المسؤولية (كاملةَ غيرُ منقوصة) عمّا آلَ إليهِ "الحالُ" العراقيُّ الآن؟
- لماذا، وإلى الآن، فقط النفط، "مولانا" النفط.. لا كبريت، ولا فوسفات، ولا صناعة تسُدُّ احتياجاتنا "الخفيفة"، ولا زراعة تُطعِمُنا حدّ الكفاف، ولا سياحة تُغطّي ولو جزءاً يسيرا من تكاليف "السائحينَ" بيننا، وفينا؟
- لماذا هذا الشغف الإعلامي- الشعبوي بـالمشاريع "المظهريّة" Prestige projects، وعدم الاهتمام "الموازي" ببناء قاعدة إنتاجية فاعلة وكفوءة ومُستدامة.
- لماذا هذا الشَغف والاهتمام بـ "القصور المَلَكيّةِ" لرؤساءِ "الجمهوريّاتِ الثوريّةِ"، بينما كُلّ ما نحتاجهُ الآنَ هو "معملُ ثلج" يجعلُ الماءِ "الآسنَ" بارِداً (على الأقلّ) لمن يفتِكُ بهم "الحَرُّ" على امتدادِ العراق.. وهو ما أوصانا به "المَلِكُ المؤسّس" فيصل الأوّل: " بناءُ معملِ ثلج، أفضلُ من بناء قصرٍ ملَكيّ"؟
- لماذا، وإلى الآنَ، لا ماءَ ولا كهرباءَ ولا غازٍ كاف..
ولا مستشفياتَ تليقُ بآدميّتنا..
ولا زرائبَ تليقُ بـ "مواشينا؟
لماذا؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram