الموصل / سيف الدين العبيدي
منذ سنة ٢٠٠٠ تخرج المخرج السينمائي الكردي زرادشت احمد ذو ٥٧ سنة من دراسته عن السينما والتلفزيون ودخل عالم صناعة الافلام الوثائقية والقصيرة، هاجر مدينته السليمانية في تسعينيات القرن الماضي الى اوروبا، ودرس السينما والتلفزيون في جامعة "ستافانغر" النرويجية، وانتج لغاية اليوم ٧ افلام اغلبها تتكلم عن معاناة الشخصيات مع الحياة، كلٌ بحسب مهنته، زار الموصل لأول مرة عام ٢٠٢٠ وصدم بحجم الدمار في المدينة القديمة، فقرر ان يصنع عنها فيلما وثائقيا جاء بعنوان (الاسود على ضفاف دجلة) رسالته ان يعرف العالم بما حصل للمدينة من انتهاكات للإنسان والعمران، بدأ بالبحث عن الشخصيات تسرد القصة واختار ٣، اولهم بشار محمد بائع للسمك كان يسكن في بيت تراثي ودمر بالكامل ويقطن حالياً في منزل مؤجر، والثاني هو فخري الجوال المهتم بالمقتنيات التراثية وكيف اسس متحف شخصي له، والثالث هو الموسيقار فاضل البدري الذي اظهر ان في الموصل موسيقى وفن وحياة ما تزال مستمرة رغم ما حصل لها.
زرادشت في حديثه لـ(المدى) اوضح انه اغترب منذ ٣٥ سنة اغلبها كانت بالنرويج ولكنه يأتي دائماً للسليمانية بين فترة واخرى، واكد ان الفيلم كله كان عفوياً ولم يكن هناك اتفاق مسبق وهذه هي طبيعة الفيلم الوثائقي، وان الموافقات للتصوير والمونتاج وسبقها البحث عن الشخصيات كلها استغرقت ٤ سنوات، وانه انتهى من الفيلم مع بداية العام الحالي وقدم عرضه الاول في النرويج في آذار الماضي، واليوم قدم العرض الخاص في الموصل وبحضور شخصيات الفيلم مع عوائلهم من اجل ان يشاهدوا انفسهم كيف ظهروا بالتصوير وامكانية إجراء تعديلات عليه إذا كان هناك اعتراض على لقطة او مشهد معين، والجميع اعجب بالعمل ولم يكن لديهم اي اعتراض وقد شعر بالفرح. زرادشت اكد ان العمل كان صعباً جداً خاصة بين انقاض المنازل وكانت خطرة، شاهدوا فيها بقاية المتفجرات ورفات الجثث، وقاوموا الظروف الجوية في الصيف والشتاء، كذلك حتى السفر بين السليمانية والموصل كان يراه صعب جداً وطريق يمتد ل ٥ ساعات او اكثر.
صنع فيلما عام ٢٠١٤ بعنوان (لا مكان للاختباء) كان عن نوري شريف وعائلته وهو مضمد من ديالى وعرض بـ ١٥٠ مهرجان، وفيلم اخر بعنوان ( طريق الى ديار بكر) عن الفنان الكردي جوان حاجو صوره بين تركيا والسويد، وفيلم (الملاحق) عن منصور الراجح الكاتب السياسي والشاعر اليمني الذي حكم عليه بالإعدام من قبل حكومة علي عبدالله صالح وبقي ينتظر بالسجن لمدة ١٥ سنة ، وفيلم (السراب) تكلم عن اثنين شباب يهربون من المغرب الى اسبانيا، واحد منهم نجح والاخر فشل، وصوره في مدن طنجة وبرشلونة وملقا، وفيلم (الاخوة) كان عن عائلة من كمبوديا من ضحايا حرب الخمير الحمر.










