 المحافظات/ متابعة المدىشهدت العاصمة بغداد والمحافظات العراقية، أمس الأول، الجمعة, تظاهرات شعبية حاشدة تطالب بإصلاح الوضع السياسي ومحاربة الفساد وتقديم الخدمات وإيجاد فرص عمل للعاطلين, ورفع المشاركون لافتات تهدف إلى الإصلاح والتغيير، و أكد المتظاهرون أنهم لا ينتمون إلى أية جهة سياسية، بل إنهم مواطنون أجبرهم الوضع المتردي في البلد على التظاهر، وانتهت بعض التظاهرات بطريقة سلمية والبعض الآخر شهدت أعمال عنف وعمليات حرق لبعض المباني العائدة للدولة، ما جعل الأجهزة الأمنية تطلق النار على المتظاهرين،  فيما تم اعتقال 200 في كربلاء، واستقالة محافظ البصرة بعد أن سيطر المتظاهرون على مبنى المحافظة وأجبروه على الاستقالة.
ومنذ ساعات الصباح الأولى من يوم أمس الأول الجمعة، ورغم قرار حظر التجوال الذي فرضته قيادة عمليات بغداد، تظاهر مئات المواطنين في ميدان ساحة التحرير، وقد طالب المتظاهرون بإصلاح النظام السياسي في البلد وكذلك دعوا إلى محاربة الفساد الإداري والمالي كما طالبوا بتوفير فرص عمل للعاطلين. وقد قام الآلاف من المتظاهرين بتحطيم الحواجز الأسمنتية على جسر الجمهورية في محاولة منهم للاقتراب من المنطقة الخضراء التي فيها مقار الحكومة والبرلمان، إلا أن قوات مكافحة الشغب منعتهم الاقتراب من المنطقة الخضراء، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ورشاشات المياه والهراوات لتفريق المتظاهرين من ساحة التحرير، ليصيبوا بهذا العديد، ولاحقوا المتظاهرين، على دوي أصوات انفجارات القنابل الصوتية التي أطلقتها القوات الأمنية.وفي نينوى، قام المتظاهرون بمحاولة اقتحام مبنى المحافظة وحرقه. وقد قامت القوات الأمنية بإطلاق النار على بعض المتظاهرين، حيث أشار المتظاهرون أن 5 منهم قتلوا بينما أصيب العشرات بجروح، محملين آمر سرية حماية مبنى محافظة نينوى بإعطائه الأوامر لمنتسبيه برشق المتظاهرين بالرصاص. وقال مصدر طبي محلي إن الاشتباكات التي شهدتها المحافظة أسفرت عن مصرع 8 متظاهرين وإصابة 9 آخرين بجروح مختلفة. وفي المحافظة ذاتها، قالت مصادر محلية بحسب السومرية نيوز إن مدير ناحية حمام العليل قدم استقالته من منصبه استجابة لمطالب المتظاهرين .وفي محافظة  كركوك أفاد مصدر طبي ، أمس الأول  الجمعة، بأن حصيلة المصابين نتيجة اشتباك المتظاهرين مع قوات الشرطة ارتفعت إلى 30 مصاباً. وقال بحسب المصدر السابق  إن حصيلة الاشتباك الذي وقع بين متظاهرين غاضبين وقوات الشرطة المكلفين بحماية مجلس محافظة كركوك ارتفعت إلى 30 مصابا بينهم 23 شرطيا. وأضاف المصدر، أن معظم الإصابات كانت بالحجارة. وكان العشرات من أهالي محافظة كركوك تظاهروا الجمعة، مطالبين بتخصيص واردات النفط للشعب والقضاء على البطالة وتوفير الخدمات ومفردات البطاقة التموينية وتخفيض رواتب الرئاسات الثلاث إلى حد معقول وتقليل عدد الوزارات، كما طالب المتظاهرون بحل هيئة الاستثمار الوطنية وإيجاد وزارة تعمل على توفير مشاريع توظف عمالة عراقية، فيما اشتبك المتظاهرون مع قوات الأمنية التي أطلقت العيارات النارية لتفريق المتظاهرين قرب مجلس محافظة كركوك، مما أسفر عن إصابة اثنين من المتظاهرين في حصيلة أولية.وشهدت مدينة تكريت تظاهرة كبيرة طالبت بإسقاط الحكومة وحل البرلمان، فيما تظاهر مئات الأشخاص في الفلوجة مطالبين بتحسين الأوضاع الخدمية وإصلاح النظام السياسي في البلد. وفي مدينة الرمادي، أدى آلاف من المتظاهرين الصلاة في ساحة وسط المدينة وحملوا لافتات كتب على بعضها "الشعب يريد أصلاح النظام" و"احذروا الخريجين إذا غضبوا". وأعلنت إدارة محافظة الأنبار، أمس السبت، عن فرض حظر شامل للتجوال في مدينتي الرمادي والفلوجة، فيما أكد شهود عيان أن قوات الجيش بدأت حملة اعتقالات لمنظمي تظاهرات الأمس. وقال مستشار محافظ الأنبار للشؤون الأمنية محمد فتحي في تصريحات صحفية  أمس السبت إن إدارة محافظة الأنبار قررت فرض حظر شامل للتجوال في مدينتي الفلوجة والرمادي على المشاة والمركبات، ابتداء من صباح اليوم (أمس) وحتى إشعار أخر. وأضاف فتحي أن قرار فرض الحظر تم اتخاذه بناءً على وجود معلومات استخبارية تفيد بوجود نوايا إرهابية تسعى لاستهداف المواطنين"، مبينا أن "قوات الجيش دعت جميع المواطنين إلى البقاء بمنازلهم". من جهتهم أفاد شهود عيان بأن قوات الجيش بدأت حملة اعتقالات واسعة طالت المشاركين والمنظمين لتظاهرات الأمس في مدينتي الفلوجة والرمادي"، مشيرين إلى أن قوات الجيش منعت تجمعات المواطنين في الشوارع التي تشهد انتشارا أمنيا مكثفا.وكان قائممقام قضاء الفلوجة ورئيس المجلس البلدي وكافة أعضاء المجلس ومدير البلدية ومدير دائرة الماء والمجاري ومدير المستشفى العام في القضاء قدموا، مساء امس الاول  استقالة جماعية تلبية لمطالب المتظاهرين المتواجدين قرب قائممقامية القضاء، مشيرا إلى أن القائممقام فوض سلطاته إلى قوات الجيش العراقي المتواجدة في القضاء. وكان قائممقام ناحية الحبانية، وعدد من أعضاء المجلس البلدي قدموا، عصر أمس أيضا استقالة جماعية تلبية لمطالب المتظاهرين المتواجدين قرب مديرية الناحية.فيما أفاد شهود عيان بأن مبنى محافظة البصرة قد سقط في أيدي آلاف من المتظاهرين .وقال النائب في البرلمان في البصرة جواد البزوني إن محافظ البصرة شلتاغ المياح قدم استقالته وغادر مبنى المحافظة، نزولا عند رغبة آلاف المتظاهرين .وفي كربلاء، وقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوى مكافحة الشغب إثر قيام المتظاهرين بتحطيم السياج الخارجي لمبنى