بغداد / المدى
تسبب نقص الاطلاقات المائية الواردة من تركيا وإيران وقلة الأمطار بمشاكل في الملف المائي في العراق، منها انخفاض منسوب المياه فضلاً عن ارتفاع نسبة الملوحة فيها.
ويشكل ملفّ المياه تحدياً أساسياً في العراق، البلد شبه الصحراوي، حيث حمّلت بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران مسؤولية خفض منسوبات المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات.
وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما أعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه. لكن مشكلة المياه في العراق تنقسم الى قسمين، الأول قلة الايرادات في عموم المحافظات العراقية، والثاني ارتفاع نسبة الملوحة في المياه ولاسيما في جنوب البلاد، وتعد محافظة البصرة الأكثر تأثراً بذلك، كونها تقع أقصى جنوبي البلاد.
وزير الموارد المائية العراقية عون ذياب، سبق أن أعلن عن تعزيز المخزون المائي بـ 300 مليون متر مكعب نتيجة الأمطار الأخيرة والسيول في الشتاء والربيع.
لكن الارتفاع المستمر في درجات الحرارة زاد من استهلاك المياه، وبالتالي قلل شيئاً فشيئاً من الاطلاقات المائية.
بهذا الصدد يقول زكي كريم مدير الموارد المائية في كركوك (255 كم شمال العاصمة بغداد) في تصريح صحفي، إن "الاطلاقات الواردة من سد دوكان حالياً هي نصف المطلوب"، مؤكداً أن "هذه الاطلاقات تستغل بالشكل الأمثل حالياً لتزويد محطات الاسالة بالحد الأدنى التشغيلي لكون الاطلاقات قليلة".
ويعزو زكي كريم ذلك الى "انخفاض مناسيب السدود وتقليل الاطلاقات من ادارة سد دوكان، ما تسبب بمشكلة في تجهيز بعض محطات الاسالة التي تقع على القنوات الفرعية البعيدة على القنوات الرئيسية".
وتستمد كركوك مياهها من سد دوكان، الواقع في محافظة السليمانية باقليم كوردستان.
والى جنوبي العراق، حيث يقول نزار ناصر لعيبي مدير ماء محافظة البصرة (550 كم جنوب بغداد) إن "نقص المياه موجود في كل العراق، وليس في محافظة واحدة".
ويشير الى أن "محافظة البصرة تقع في الأذناب، لذلك تتأثر بنقص المياه، وكان هنالك قرار من وزارة الموارد المائية بتثبيت الاطلاقات باتجاه محافظة البصرة بكمية لا تقل عن 90 متراً مكعباً في الثانية".
ويرى نزار ناصر لعيبي أن "هذه الكمية كفيلة بعدم توغل اللسان الملحي باتجاه شمالي المحافظة"، مضيفاً: "نعاني من تراكيز ملحية عالية، خصوصاً في جنوبي المحافظة ومركز المدينة".
ويلفت الى أن "التراكيز في شمالي المحافظة جيدة، لكن باشتراط الحفاظ على التصاريف التي ذكرناها"، مبيناً أن "قناة البدعة تعد المصدر الرئيس الثاني للبصرة فيما يخص المياه العذبة، ويبلغ طولها 265 كيلومتراً وتأتي من محافظة ذي قار الى محافظة البصرة، ويجب ان لا تقل تصاريفها عن 10 أمتار مكعبة في الثانية".
مدير ماء محافظة البصرة يشير الى أنه "بسبب قلة التصاريف ونزول المنسوب في نهر الغراف، فإن التصاريف لا تتجاوز 7 أمتار مكعبة في الثانية"، منوهاً الى "وجود مشكلة بنوعية المياه وليست الكمية، وذلك بسبب ارتفاع نسبة الأملاح في شط العرب، وهي التي تسبب لنا المشاكل، لذا تصبح نوعية المياه رديئة".
في اجراء لمعالجة هذه المشكلة، يقول نزار ناصر لعيبي: "بسبب ذلك نضطر الى الضخ بطريق المراشنة (التوقيتات) لتغطية أكبر عدد ممكن من المناطق".
أما بخصوص المناطق التي لا تصل اليها المياه، يوضح أن "النقل بالحوضيات يتم للمناطق التي لا تصل اليها المراشنة، وهي في قضاء أبي الخصيب بنسبة تصل تقريباً الى 10% من القضاء".
وكانت وزارة الموارد المائية العراقية قد أعلنت في وقت سابق أن المخزون الرئيسي في البلاد هو الأقل مقارنة بالسنوات السابقة.