TOP

جريدة المدى > محليات > الحكومة تقلل غلة شراء الحنطة وتمنع فلاحي نينوى من تسويقها خارج السايلوات

الحكومة تقلل غلة شراء الحنطة وتمنع فلاحي نينوى من تسويقها خارج السايلوات

 الإجراءات تدفع المزارعين إلى العزوف عن الزراعة

نشر في: 1 يونيو, 2025: 12:02 ص

الموصل / سيف الدين العبيدي

تشهد محافظة نينوى تراجعاً حاداً في المساحات المزروعة بالقمح إلى 283 ألف دونم هذا الموسم، بعدما خفضت الحكومة حصة شراء القمح إلى 650 كغم للدونم ومنعت تسويقه خارج السايلوات ضمن الخطة الزراعية الجديدة. أدى ذلك إلى شلل الحركة التجارية وتهديد الفلاحين بالعزوف عن الزراعة. وتشمل الخطة الزراعية في نينوى للموسم الحالي حوالي 283 ألف دونم من أصل 7 ملايين، بينما كانت الخطة في العام الماضي تغطي 4 ملايين دونم. يعد هذا الموسم الأسوأ في تاريخ المحافظة بوصفها “سلة خبز العراق”، نتيجة قلة الأمطار واعتماد المزارعين على أنظمة الري بالمرشات فقط. وتمنع الحكومة دخول المنتج إلى السوق المحلي وتسوقه خارج السايلوات، وتلزم الفلاحين بتسليم إنتاجهم إلى مخازن السايلوات ضمن الخطة الجديدة. كما تقلل وزارة الزراعة كميات الشراء لتصبح 650 كغم فقط للدونم الواحد، بعدما كانت تشتري طناً و50 كغم في الموسم الماضي. تؤدي هذه الإجراءات إلى شلل الحركة التجارية في سوق اليابسات بالجانب الأيمن من الموصل منذ عشرة أيام وحتى الآن، حيث كان نحو 200 مكتب تعمل على تسويق القمح وتوفير فرص عمل للفلاحين والعمال.

تأثير القيود على الفلاحين
يوضح الفلاح أحمد عبد الإله أن إنتاجه يبلغ طناً واحداً للدونم، إلا أن الحكومة تستقبل منه 650 كغم فقط وتعيد إليه 350 كغم دون أن يملك طريقاً لتسويقها. يذكر أنّه حصّد 35 طناً هذا الموسم، لكن الكمية الممنوحة له لا تتجاوز 18 طناً. يؤكد أنّ هذه الإجراءات تضيق عليه وتسهم في عجزه عن تسديد تكاليف الزراعة، وتضر بمئات الفلاحين في المحافظة.
يشير سالم الحيالي، أحد مسوقي القمح، إلى أن المئات من العمال ينتظرون بدء الموسم ويعملون بأجور منخفضة للغاية. يعمل الحيالي في السوق منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكانت المنطقة سوقاً للخضار قبل أن تتحول في عام 1999 إلى سوق لبيع وتسويق القمح وبيع الأعلاف. يبدأ موسم عملهم من أيار وحتى تشرين الأول، ويتقاضى المسوقون عمولة بنسبة 1% من البائع للطن الواحد. يؤكد الحيالي أن ضعف التسويق منذ عام 2020 جعل الموسم الحالي الأسوأ في تاريخ السوق، نتيجة قلة الأمطار وجفاف ملايين الدونمات في منطقة الجزيرة. يضيف أنّ تسويق محصول العام الماضي استغرق أسبوعين فقط، بينما كان يستمر العمل طوال الصيف في السابق. أمّا جاسم الجبوري، أحد العمال في السوق، فيعتمد في دخله اليومي على تفريغ القمح من الشاحنات، ويتقاضى ألفي دينار فقط عن الطن الواحد. يبقى عاطلاً منذ بداية الموسم بسبب منع دخول القمح إلى السوق، ويقول إنّ هذه الإجراءات أدت إلى بطالة مئات العمال وارتفاع نسب العاطلين عن العمل.

تحذير من كارثة زراعية
يحذر الناشط البيئي أنس الطائي من عزوف المزارعين عن الزراعة في المواسم القادمة إذا استمرت شحة الأمطار وقيود الدولة على تسويق المحصول. ينبه إلى أن استمرار هذه الظروف قد يفاقم الأزمة الزراعية الحالية ويؤدي إلى حاصل زراعي أدنى وأكثر ضعفاً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

ذي قار تتحدث عن تحديات مقلقة في مواجهة مخاطر المخدرات
محليات

ذي قار تتحدث عن تحديات مقلقة في مواجهة مخاطر المخدرات

 ذي قار/ حسين العامل كشفت إدارة محافظة ذي قار عن جملة من التحديات المقلقة في مواجهة مخاطر المخدرات، وفيما أشارت إلى خطوات ميدانية للحد من مظاهر التعاطي والاتجار والترويج، دعت إلى تضافر الجهود...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram