بغداد/ تميم الحسن
أعلنت "عصائب أهل الحق" في البرلمان أنها ستقوم بـ"استجواب فالح الفياض"، بعد يوم من هجوم شنه زعيم الكتلة "قيس الخزعلي" على رئيس الحشد.
ويبدو أن قرب الانتخابات يدفع أطرافًا في "الإطار التنسيقي" لإطلاق تحذيرات بشأن استخدام "المال العام"، و"الإفلاس"، و"عودة البعث".
وأعلن النائب عن كتلة الصادقون (العصائب)، أحمد الموسوي، عزم كتلته استجواب رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض بشأن عدد من الملفات المثيرة للجدل داخل الهيئة، وذلك في جلسة مرتقبة.
وأوضح الموسوي في تدوينة أن محاور الاستجواب ستشمل ملف "حرس نينوى" و"درع كركوك"، إضافة إلى ما وصفه بـ"الحشود العشائرية ذات الطابع الانتخابي والسياسي"، مؤكدًا أن الاستجواب لا يتطرق إلى الحشود العشائرية المجاهدة.
وأشار النائب إلى وجود تساؤلات حول العقود المفسوخة، وما إذا تمت إعادة أصحابها إلى الخدمة، أو تم استبدالهم بأشخاص لا صلة لهم بالحشد، مشددًا على امتلاكه وثائق وأدلة وجردات تثبت صحة هذه الادعاءات.
ويُعد فالح الفياض، رئيس الحشد الشعبي، أقدم موظف في العراق بعد 2003، وهو مستمر في عمله منذ 11 سنة دون انقطاع (باستثناء 5 أشهر)، وقد عاصر 7 رؤساء حكومات ويطمح للبقاء.
نقطة سوداء
واتهم النائب الموسوي في بيان آخر رئيس الحشد بـ"تعيين 1500 عنصر" تابعين لتركيا، وآخرين "بعثيين".
ووجّه الموسوي في البيان سؤالًا إلى الفياض، قائلًا: "هل تستطيع أن تنكر آمر لواء 59 ومجموعة من أمراء الأفواج والسرايا المشمولين بإجراءات المساءلة والعدالة وتم تعيينهم بأمر منك شخصيًا؟"
وأضاف: "هل تنكر بأنك أدخلت إلى الحشد 1500 عنصر تم تدريبهم وتجهيزهم من قبل تركيا؟"
وتابع: "هل تستطيع أن تنكر أنك حرمت المجاهدين من أصحاب العقود المفسوخة من العودة إلى الخدمة، وعيّنت أشخاصًا آخرين من أجل دعم مرشحيك في المحافظات؟ وهل تنكر استغلالك السياسي للهيئة ومقدراتها وأنت رئيس حزب ومشارك في الانتخابات؟"
وقال الموسوي: "فمن هو الذي استغل الحشد سياسيًا وانتخابيًا؟ من يطالب بخروجك، أم الذي يتشبث بالمنصب ويستقتل عليه؟ مرة يستجدي الدعم الخارجي، ومرة أخرى يُقبّل الأيادي داخليًا".
وأكمل بالقول: "وأخيرًا، أين حقوق المجاهدين وفروقاتهم؟ ألم تُخصص في الموازنة؟ وإلى الآن لم تُصرف. أين قانون الخدمة والتقاعد الذي استقتلت على عدم إقراره أنت ومن معك، حتى تستمر هيمنتك ومن يدعمك على مقدرات الهيئة وأبطالها المجاهدين؟"
وأضاف: "لذلك نقول لك ولكل من يساندك: وجودك في هيئة الحشد هو النقطة السوداء التي يجب إزالتها بأسرع وقت".
شرف الخصومة
وجاءت هذه الاتهامات بعد بيان أصدره "الحشد" دفاعًا عن رئيسه عقب هجوم شنه قيس الخزعلي على الفياض.
وقال بيان الهيئة إنها "تابعت بأسف شديد التصريحات الإعلامية التي أدلى بها إحدى الشخصيات السياسية، والتي تضمنّت اتهامات باطلة ومجافية للحقيقة".
وأكدت الهيئة - بحسب البيان - على "ضرورة إبعاد هذه المؤسسة الوطنية والمقدسة عن أي صراع انتخابي أو سياسي"، فيما دعت إلى "الالتزام بشرف الخصومة، وعدم الزج بالحشد في سجالات تضر بوحدة الصف".
وكان الخزعلي قد أكد أن جهات سياسية "تحمي الفياض" في البقاء بمنصبه، و"ليس الله بالتأكيد".
ويدير الفياض، الذي تحالف مؤخرًا مع رئيس الحكومة محمد السوداني، هيئة الحشد منذ 2014 وحتى الآن، باستثناء 5 أشهر أقاله فيها حيدر العبادي (رئيس الوزراء الأسبق) من منصبه في 2018، بسبب تشكيله حزبًا سياسيًا هو "عطاء"، قبل أن يعيده القضاء مرة أخرى إلى موقعه.
"أكيد مو رب العالمين"
ويُجيب الخزعلي في لقاء تلفزيوني عن سؤال: من يحمي فالح الفياض؟ فيقول: "من يحمي فالح الفياض في منصبه؟ (أكيد مو رب العالمين)، هناك جهات سياسية تحميه من خلال التقاء المصالح والقناعات فيما بينهم، وتعتقد أن الأفضل بقاء الفياض إلى ما بعد الانتخابات، وليس إلى ما لا نهاية".
وأضاف زعيم العصائب: "هناك ملاحظات على رئاسة الحشد الشعبي، والحشد قوة مكانها خارج المدن".
وأكد الخزعلي وجود "13 ألف عراقي يمتثلون لأوامر أجنبية، 5 آلاف في نينوى، و8 آلاف في كركوك، ينتمون إلى الحشد".
وهذه هي المرة الثانية التي تهاجم فيها "العصائب" رئيس الحشد، بسبب شموله بـ"التقاعد"، و"استغلال الهيئة للدعاية الانتخابية".
وقد حاولت كتلة الخزعلي إخراج "الفياض" من منصبه عبر قانون "تقاعد الحشد" الذي سحبه السوداني من البرلمان.
التقاعد والتحالفات
ويؤكد الخزعلي في المقابلة الأخيرة، أن "سحب القانون (تقاعد الحشد) من البرلمان من صلاحية رئيس الوزراء، ولا أعتقد أن القرار كان من قناعات رئيس الوزراء، بل كانت هناك قناعات أخرى مؤيدة لسحب القانون".
وتعود جذور المشكلة بين "الفياض" و"العصائب" إلى انتخابات 2023 المحلية، حيث أجرى رئيس الحشد تفاهمات مع قوى سنية في صلاح الدين، مما قلّص من مناصب مجموعة الخزعلي هناك.
وتكررت المشكلة – على ما يبدو – هذه المرة مع دخول الفياض في قائمة الحكومة في الانتخابات القادمة.
وتضم قائمة الفياض "الحزب الإسلامي"، وبعض الشخصيات السنية في مدن الموصل والأنبار، ما يعني سحب البساط من تحالفات شيعية تضم "العصائب" وغيرها في تلك المدن.










