ذي قار / حسين العامل
شدد مشاركون في سلسلة ندوات توعوية أقيمت في مناطق الأهوار بمحافظة ذي قار على أهمية اعتماد برامج تنمية مستدامة للحفاظ على الثروة السمكية والطيور، وسط تحذيرات من تفاقم الصيد الجائر وتداعياته على التنوع البيئي. كما تناولت الندوات سبل الوقاية من الحمى النزفية وحماية الثروة الحيوانية من الأمراض المتوطنة.
ندوات توعوية بمشاركة خبراء
أقيمت الندوات بتنظيم من منتدى سوق الشيوخ البيئي والمجتمعي، وركزت على واقع هور أم الودع، بمشاركة خبراء في الشأن البيئي والبيطري والزراعي، من بينهم الدكتور عبد الأمير محارب الحجامي، المختص في الأحياء المائية بمديرية زراعة ذي قار.
وقال عضو المنتدى مصطفى عادل السعيدي لـ(المدى) إن الفعاليات تهدف إلى دعم المجتمعات المحلية في الأهوار عبر نشر الوعي العلمي حول حماية الموارد الطبيعية والوقاية من الأمراض، مؤكّدًا أن المنتدى استعان بمحاضرين مختصين لتقديم محتوى علمي عملي لسكان المناطق الريفية والهامشية.
أنواع مهددة بالانقراض
وخلال الندوة، سلط الحجامي الضوء على واقع هور السناف والتهديدات التي تواجهه، لافتًا إلى وجود طيور مستوطنة ومهاجرة مهددة بالانقراض مثل البرهان والحذاف والخضيري، نتيجة التدهور البيئي والصيد العشوائي.
وأكد أن «الحفاظ على أهوار العراق مسؤولية وطنية ومجتمعية، تتطلب تطبيق برامج تنمية مستدامة واستراتيجية واضحة لحماية التنوع الأحيائي».
مخاطر بيئية متزايدة
تناول المشاركون في الندوات تحديات متعددة أبرزها انخفاض مناسيب المياه، تصريف المجاري والصرف الصحي دون معالجة، استخدام الزوارق البخارية التي تسرب المشتقات النفطية، مما يؤثر سلبًا على نوعية المياه والأحياء المائية.
كما دعا المشاركون إلى تفعيل قانون صيد واستغلال الأحياء المائية رقم 48 لسنة 1976 المعدل، وتشديد الرقابة لمنع التجاوزات على البيئة المائية.
وفي ختام اعمال الندوة طرح المشاركون فيها عددا من الحلول الممكنة للحفاظ على البيئة وتحسين الواقع المعيشي لسكان الأهوار، من بيها فتح مجالات اقتصادية بديلة، كإدخال أساليب إنتاجية حديثة كاستخدام الأقفاص الثابتة في تربية الأسماك مع التركيز على الأنواع المقاومة لظروف المياه المتغيرة كـ"الكارب العشبي"، مؤكدين على أهمية دعم قطاع السياحة البيئية ليكون مصدر دخل إضافي للسكان المحليين.
وكان منتدى سوق الشيوخ البيئي والمجتمعي قد نظم مؤخرا ورشة توعوية وتدريبية حول الحمى النزفية واثارها على المجتمعات المحلية وذلك بالتعاون مع منظمة المناخ الأخضر العراقية وبدعم من منظمة GIZ الألمانية.
وشهدت الورشة مشاركة محاضرين مختصين في الطب البيطري إلى جانب مسؤول منتدى شباب سوق الشيوخ، حيث قُدمت معلومات تفصيلية حول طرق الوقاية وأهمية الكشف المبكر عن اعراض مرض الحمى النزفية إلى جانب التحديات التي تواجه مربي المواشي في هذا المجال.
يشار الى ان جمعية الصيادين في مناطق اهوار الناصرية ومسؤولين محليين حذروا في (منتصف تموز/يوليو 2024) من مخاطر الصيد الجائر وتداعياته على الثروة السمكية والاحياء المائية في مناطق الاهوار، داعين الى تشديد الاجراءات الامنية والرقابية للحد من هذه الظاهرة التي أكدوا انتشارها في حينها في اهوار الجبايش والطار وكرمة بني سعيد.
وكانت مديرية زراعة ذي قار فاتحت الحكومية المحلية في (الثامن من تشرين الثاني 2020) لتفعيل قانون صيد واستغلال الاحياء المالية، وجاء في كتاب رسمي اطلعت عليه (المدى) انه "نظراً لعدم التزام الصيادين بالصيد القانوني وانتشار ظاهرة الصيد الجائر للأسماك في المسطحات المالية التابعة لمحافظتنا، وما يخلفه من اثار سلبية على الأحياء المالية والتنوع الاحيائي في البيئة الطبيعية، ولفرض السيطرة على هذه الظاهرة السلبية والمحافظة على الثروة السمكية والاحياء المائية الأخرى وحمايتها من الانقراض، واستناداً المادتين (٣1 و ٣٤) من قانون صيد واستغلال الاحياء المالية وحمايتها رقم (48) لسنة 1976 المعدل والمادة (1) من قانون رقم (١٠) لسنة ١٩٨١ التعديل الأول للقانون اعلاه.
كما اقترحت مديرية الزراعة ان تضم اللجنة ممثلين عن الدوائر ذات الصلة ومنها قيادة شرطة ذي قار، مديرية بيئة ذي قار، فضلا عن مديرية الزراعة وجهة اعلامية تطوعية لغرض توعية الصيادين بخطورة الصيد الجائر، مشددة على اهمية ان تتولى اللجنة تنفيذ حملة واسعة لتطبيق القانون من خلال الايعاز إلى الوحدات الادارية والتشكيلات الأمنية لملاحقة القالمين بالصيد الجائر واحالتهم القضاء.