متابعة / المدى
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أمس الإثنين، إن الأوضاع في قطاع غزة «لا تُطاق» وتزداد سوءًا يومًا بعد يوم، مؤكدًا على ضرورة الإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين في القطاع. وأوضح ستارمر خلال مؤتمر صحفي في إسكتلندا أن «الوضع يزداد تدهورًا، ويجب التأكد من وصول الإغاثة بسرعة وبكميات كافية، إذ أن غيابها يتسبب بدمار هائل». وكانت الحكومة البريطانية قد استدعت السفيرة الإسرائيلية لدى لندن، تسيبي حوتوفلي، في 20 أيار/مايو الماضي، احتجاجًا على توسيع العمليات العسكرية في غزة.
من جهته، انتقد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي السياسة الإسرائيلية في القطاع، واصفًا توسيع العمليات العسكرية بأنه «غير مبرر أخلاقيًا»، وقال إن «هذا ليس سبيلًا لاستعادة الرهائن»، مضيفًا أن الممارسات الإسرائيلية تضر بالعلاقات الثنائية.
وفي كلمة أمام مجلس العموم، صرّح لامي أن «ما يجري يمثل تطرفًا خطيرًا»، وأدان بشدة خطط الحكومة الإسرائيلية لإجلاء الفلسطينيين وتقييد وصول المساعدات، لافتًا إلى أن غزة تعاني من انعدام تام في الغذاء والدواء. كما أعلن تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة وإسرائيل على خلفية استمرار التصعيد في القطاع.
حصيلة دامية للأطفال في غزة
في السياق ذاته، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن أكثر من 50 ألف طفل قتلوا أو أصيبوا في قطاع غزة خلال الأشهر العشرين الماضية، في واحدة من أشد النزاعات دموية بحق الأطفال في العالم الحديث. وأكدت الوكالة أن المدنيين، وبينهم الأطفال والعاملون في المجال الإنساني والطبي والصحفيون، لا يزالون يتعرضون يوميًا للهجمات، وسط استمرار القصف والمعارك العنيفة. وجاء إعلان الأونروا عقب بيان أصدرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، نقلًا عن مديرها الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوارد بيغبيدر، الذي حذر من التصعيد غير المسبوق لمعاناة الأطفال منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقال بيغبيدر إن الصور التي وثّقت خلال 72 ساعة فقط من نهاية الأسبوع الماضي تكشف حجم الكارثة، مشيرًا إلى مشاهد انتشال جثث أطفال من عائلة النجار في خان يونس، حيث نجا طفل واحد من بين عشرة إخوة، وجميعهم دون سن الثانية عشرة.
كما أظهرت صور أخرى طفلاً محاصرًا داخل مدرسة محترقة في مدينة غزة، إثر قصف أوقع 31 شهيدًا، بينهم 18 طفلًا. شدد بيغبيدر على أن الأطفال الضحايا «ليسوا مجرد أرقام»، بل هم جزء من سلسلة انتهاكات جسيمة تشمل القتل والإصابة، والحصار والمجاعة، والتشريد القسري، وتدمير المستشفيات والمدارس والبنية التحتية.
وأضاف أن 1309 أطفال قتلوا، وأصيب 3738 آخرون منذ نهاية اتفاق وقف إطلاق النار في 18 آذار/مارس الماضي، بحسب بيانات اليونيسف. وتساءل: «كم من الأطفال يجب أن يُقتلوا بعد؟ وما حجم الرعب الذي يجب أن يُبث على الهواء حتى يتحرك المجتمع الدولي؟»، محملًا الحكومات الدولية مسؤولية الصمت، ومطالبًا باستخدام النفوذ السياسي لحماية المدنيين. وجددت اليونيسف دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحماية الأطفال والمدنيين، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني، والسماح الفوري بإدخال المساعدات، وإطلاق سراح جميع الأسرى.
واختتم بيغبيدر بالقول: «أطفال غزة بحاجة إلى الغذاء والماء والدواء.. بحاجة إلى وقف إطلاق النار.. لكن أكثر من أي شيء، هم بحاجة إلى تحرك جماعي عاجل يضع حدًا لهذه المأساة».










