قراءة: شاكر مجيد سيفو تتشاكل بنية عنونة مجموعة "طغراء النور والماء في أرومة العلاقة السيميائية بخصيصتها الشعرية العلائقية الميثولوجية الكونية في كيانين للهيولى والنوستالجيا ((النور والماء))، يرى الشاعر عبد الزهرة زكي إلى الكون والوجود والحياة كلِّها في المركب الخيميائي الشفيف الذي يحاوره
شعريا من العنونة والى المتن النصي بفيوضاته التي تؤسس وتؤكد وترسخ جريانها وفيوضاتها في جدليات القول الشعري الضاجّ بالرؤى الكونية والميثيولوجية والسحرية وتنصيصات الرؤى الأشراقية من متحفه الشخصي. يعود بنا الشاعر إلى كشوفاته البارعة في براعة نصوصه الأولى في كتابه الشعري - اليد تكتشف - في تجليات الممارسة الشعرية في المغادرة والاكتشاف والابتداع، في التخليق الرمزي للأشياء والموجودات التي تثير التوتر وتوقد المعاني، التوتر والتدفق الشعري بين الفجوة ومسافة التوتر حسب د. كمال أبو ديب... إن الدال في نصوص الشاعر - في طغراء النور والماء – كثيف الدلالة والحضور فهو يجترح شعريته في مستويات بصرية ذهنية متعددة تتجاور وتتحاور بين معادلة التشعير والتشكيل وتنزع الجملة الشعرية في نصوصه إلى التدفق تارةً في فتوحاتها الرؤيوية والجمالية، وأخرى في مساقط العلامة وأخرى في تجسيم نظام الإشارة بانتقالها من الطبيعة الحلمية الفنتازية إلى أفق التأمل والدهشة والسمو والتسامي والتقديس والحلول, فمن الأنظمة البلاغية الحاذقة التي يشتغل عليها الشاعر الاستعارة العالية في النص التي تعكس التجاور و التوازي بين الماء والنور، وتستدعي الصورة النقيضين إلى بنى غير مألوفة، صادمة وتحيلها الذات الشاعرة إلى البعد الجمالي الرؤيوي الذي يشعرن الكلام. إن التماهي الشديد في بنية عنونة مجموعة – طغراء النور والماء - للشاعر عبد الزهرة زكي يمارس فعل المجاورة الحسية والتشكيلية والتشاكلية بإستثمار معامل التخييل، إذ تشتغل فاعلية الرؤية والرؤيا معا في أنظمتهما الحركية على تحريك الجسد الشعري بكامل أعضائه، وتتوافر شعرية النص على امكانات جمالية نصية يتحاور فيها المرئي واللامرئي في حضور الداخل النصي بطاقة المخيلة، إذ يمارس الشاعر إعادة تركيب المعادلة النصية في علاقاتها الخفية التي تؤسس لجماليات النص و يحرر المعنى في نظم الإشارة والانزياح والعلامة من بنية الحضور إلى تخليق الغياب بالإشارة إلى مقتربات الدوال التي تقوم على منظومة لفظية تعمل على تخليق البنية الشعرية في مولّدات البنية التشكيلية , لذا تبدت فاعلية الملفوظة وقواها الخلاقة وسحريتها وأيقونيتها، في فتح النص بكثافته الدلالية وعلاقاته اللغوية التي تأرّضت في كيان شعري مفتوح في معادلة حية تقوم على جدلية "الأفق الدلالي والعلاقات المنبنية" وفاعليتها اللولبية في إنتاج المعاني. تتمتع نصوص الشاعر عبد الزهرة زكي في مجموعته الجديدة "طغراء النور والماء" بخاصية علائقية، بانفتاحها اللامحدود على انبناءات معقدة شديدة التركيب تكشف عن قدرة هذه العلاقات لإرسال منظومة من الأنزياحات في انساق التشكيل والتدليل والوظائف الشعرية الخلاقة.. وهذه الاشتغالات تنبئ عن لعبة شعرية وتظافرها ورسوخها في إمكانات الشاعر الشعرية التخيلية الخصبة، تستدعي رموزها الكشف عن جمالياتها ورؤاها ومعاينة خاصياتها في ممارستها لإنتاج نص الصورة الكليانية في موشوراتها السمعية والبصرية وانتقالات الرؤية الشعرية في التراسل الشديد بين الحواس واستنطاق تجاور الحواس وانتقالاتها من فاعلية تشكيلية بصرية إلى فعالية المخيلة واشتغالاتها الخصبة في تأسيس وتمشهد شعرية النص... إن السارد الشاعر أو الناص يُطلّ على مساحة تصويرية يتحرك فيها بمعامل الرؤية البصرية وحراك عمل المخيلة في المرئي المتحرك، والمتجسد في بنية الزمكان واستنطاق الحدث الشعري، في الاستهلال النصي من نصه الشعري – نهار عباسي – والذي يهديه للشاعر الراحل رعدعبد القادر... يؤسس الشاعر عبد الزهرة زكي مشهدا اشراقيا يؤكد في صياغته شعرية اللغة واللغة الشعرية التي ترشح عن عالم ممتلئ بالحياة، فالرموز والإشارات والعلامات كلها دوال ترشح عن منظومة ترقى بشعريتها في علاقتها التي هي مركب "الراسب التحتي": حسب جاك ديريدا: (يطلع من خاتمك الأزرق/ نهار شتاء مشرقي/ ذلك هو اصبعك البيضاء/ ص9) للخاتم طاقة سحرية كما هو معروف في الذاكرة الجمعية ورواسب الموروث الشعبي الجمعي والذاتي . إذ ينشغل النص بانشغال العقل الشعري بسحرية فاعلية الدال "الخاتم " و بمشهدية الزمكان وتجاورهما وتنافرهما معا، سأقرأ افتراضا إن الخاتم الأزرق هو السماء وان الزمن هو النهار الشتوي، وان إصبعها البيضاء هي ماتدره السماء، ليعاود الوعي الشعري اشتغالاته على تذويب المركب الخيميائي داخل أرومة النص في ((الليل/ فصّ أزرق/ من بخارى/ والخاتم ذائب في البياض ص9)). لم استطع قراءة النص في مصوراته الشعرية المقطعة إلا وعدت إليه ككتلة مشعة بشعريتها التي ترشح إشعاعات شعري
شعرية الميثيولوجيا وفاعلية الذاكرة البصرية والتشكيلية
نشر في: 27 فبراير, 2011: 05:15 م