متابعة/ المدى
أعرب زعيم حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون عن صدمته العميقة إزاء ما وصفه بـ"السادية الإبادية" التي تمارسها "إسرائيل" ضد سكان قطاع غزة، فيما أكد أن أوروبا ستُجبَر عاجلا أو آجلا على اتخاذ موقف واضح أمام شعوبها إزاء الجرائم الجارية.
وفي مقابلة به خلال تواصله مع طاقم المتطوعين على متن قارب "مادلين" التابع لأسطول الحرية والمتوجه إلى شواطئ غزة، قال ميلانشون “أشعر بالرعب إزاء سادية عنف الإبادة الجماعية التي تُرتكب في غزة. ما نشهده لا يمكن أن يستمر، والمجرمون سيُحاسَبون مهما طال الزمن".
وأضاف السياسي اليساري البارز: "نتنياهو يقتل الملايين، وأصدقاؤه في فرنسا وأوروبا يحاولون صرف الأنظار عما يحدث. هناك حملة منظمة لإلهاء الرأي العام، وعلينا أن ننتبه لذلك جيدا".
وأوضح ميلانشون أن الاتحاد الأوروبي يلتزم الصمت رغم امتلاكه أدوات ضغط حقيقية، قائلا "الاتفاق بين أوروبا وإسرائيل ينص صراحة على احترام حقوق الإنسان. ومع ذلك، فإن 50% من الأسلحة التي تصل إلى نتنياهو مصدرها أوروبا، بحسب ما صرَّح به مسؤول السياسة الخارجية الأوروبي السابق جوزيب بوريل نفسه".
وشدد على أن "الأوروبيين عادة ما ينددون بأي دولة تنتهك حقوق الإنسان، لكنهم اليوم يلتزمون الصمت أمام جريمة إبادة جماعية واضحة وضوح الشمس"، مؤكدا أن "اتحادا كهذا، أمام صدمة الشعوب الأوروبية، سيضطر عاجلا أو آجلا إلى اتخاذ موقف".
وفي رده على سؤال بشأن الرحلات البحرية المتجهة إلى غزة، قال ميلانشون إن ما يقوم به الناشطون والمتطوعون “مثال سياسي وإنساني رائع”، مضيفا "الصور التي نشاهدها من غزة يجب أن تُحدث تغييرا في مواقف القادة، كي ينتقلوا من الكلام إلى الفعل".
ووجَّه ميلانشون رسالة إلى الأوروبيين الحاملين للجنسية "الإسرائيلية" المشاركين في الحرب على غزة، قائلا "اتركوا الجيش، لا تشاركوا في ارتكاب الجرائم. من يرسل إليكم الأوامر اليوم سيترككم لاحقا لمصيركم أمام العدالة".
وفي ختام المقابلة، انضمت إلى اللقاء النائبة ريمة حسن، ممثلة حزب "فرنسا الأبية" في البرلمان الأوروبي، والمشاركة في الرحلة البحرية، التي قالت "أشعر بالفخر لكوني جزءا من هذه المهمة، ونحن الحزب الوحيد الذي يمثل مؤسساته رسميا على متن هذا القارب. نحن هنا لدعم أهل غزة، ويمكنكم الاعتماد علينا".