متابعة / المدى
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الصيني شي جينبينغ بأنه «صارم للغاية، ويصعب للغاية إبرام صفقة معه»، في منشور جديد على منصة «تروث سوشيال».
يأتي هذا التعليق وسط تجدد التكهنات حول مكالمة هاتفية محتملة عالية المخاطر بين الزعيمين، في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وكتب ترامب: «أنا معجب بالرئيس الصيني شي جينبينغ، لطالما أحببته، وسأظل معجباً به، ولكنه صارم للغاية، ويصعب للغاية إبرام صفقة معه!»، مؤكداً على علاقته الطويلة مع شي، ومقراً في الوقت نفسه بتعقيدات التفاوض معه.
يأتي هذا التصريح في لحظة حاسمة. فقد صرَّح مسؤول كبير في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته، لشبكة «سي إن بي سي» بأنه من المرجح أن يتحدث ترمب وشي «قريباً جداً»، يوم الاثنين على الأرجح. وستأتي هذه المكالمة -في حال حدوثها- وسط تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين، مما يهدد بانهيار اتفاقية تجارية مبدئية توصلت إليها الدولتان قبل أسابيع فقط.
إلى ذلك، بدأت قرارت رفع الرسوم الجمركية ومضاعفتها التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تُنفذ. فما فائدتها والهدف منها؟ وماذا سيكون رد فعل بلدان الاتحاد الأوروبي؟
ويرفع القرار الجديد، الذي بدأ تطبيقه في الساعة الأولى من يوم أمس، الرسوم الأمريكية على الحديد والصلب المستوردين من 25% إلى 50% من قيمة الواردات، في الوقت الذي يسعى فيه ترامب إلى تصحيح ما يقول إنه خلل تجاري، مع تقوية صناعة الصلب والألومنيوم المحلية في الولايات المتحدة. وقال الرئيس الأميركي عند إعلانه القرار الجمعة، إن الرسوم الجمركية الإضافية الجديدة من شأنها حماية "صناعاتنا من الصلب والألمنيوم التي ستكون أقوى من أي وقت مضى". وأضاف "نريد التحقق من أن الواردات لا تهدد الأمن القومي".
وجاء في نص المرسوم "مع أن الرسوم الجمركية المفروضة حتى الآن وفرت دعما أساسيا للأسعار في السوق الأميركية، إلا أنها لم تسمح لهذه الصناعات بتطوير والمحافظة على نسبة استخدام لقدرات الإنتاج أن تكون كافية لاستمراريتها وبالنظر إلى متطلبات الدفاع الوطني".
في الوقت نفسه سيتم إعفاء منتجات الصلب والألومنيوم الواردة من بريطانيا من الزيادة لتظل خاضعة لرسوم بنسبة 25%، بحسب ما أعلنه البيت الأبيض، في ضوء الاتفاق التجاري الذي توصلت إليه واشنطن ولندن مؤخرا.
ومن المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى صعوبات أكبر في استيراد المنتجات المعنية، وإلى ارتفاع في الأسعار.
وفي عام 2024، كانت الولايات المتحدة أكبر مستورد للصلب في العالم بعد الاتحاد الأوروبي. ووفقا للحكومة الأمريكية، فإن أبرز الدول المصدرة هي كندا والبرازيل والمكسيك، وتعد ألمانيا أيضا من بين أكبر 10 دول مصدرة للولايات المتحدة.
وبحسب اتحاد صناعة الصلب الألماني، تعتبر الولايات المتحدة أهم سوق لصناعة الصلب الأوروبية. وتستورد الولايات المتحدة الألومنيوم بشكل رئيسي من كندا والإمارات العربية المتحدة والصين وكوريا الجنوبية.
وأعلن ترامب بالفعل، وهدد أو فرض العديد من الرسوم الجمركية الأخرى بهدف التوصل إلى اتفاقيات تجارية أفضل مع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. ولا يزال من غير الواضح كيف سيرد الاتحاد الأوروبي على هذا الإجراء الأخير. وكانت المفوضية الأوروبية وجهت انتقادات حادة لإعلان الرئيس الأمريكي في عطلة نهاية الأسبوع وهددت باتخاذ إجراءات مضادة قبل الصيف. ومع ذلك، فإن المحادثات مستمرة وفقا لأحدث المعلومات، ووصفت بأنها "بناءة للغاية".
ومن المقرر عقد اجتماع آخر اليوم الأربعاء في باريس بين مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش وممثل التجارة الأمريكي جيميسون جرير. وإذا أصر ترامب على قراره، قد يفرض الاتحاد الأوروبي رسوما مضادة على المنتجات الأمريكية خلال وقت قصير.
وكان قطاع الصلب والألمنيوم أول المستهدفين بالرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب مع اعتماد رسوم جمركية إضافية نسبتها 25 % اعتبارا من 12 آذار/مارس من أجل الحث على الاستثمار في الولايات المتحدة.