لعلَّ كثيرين ما عادوا يذكرون اسمها، لكن أجيالاً من الفرنسيين يحفظون صوتها الهامس وهي تُصاحب موسيقى فيلم «رجل وامرأة» للمخرج كلود ليلوش وتُدندن «دا با دا با دا...». إنها المغنّية والراقصة نيكول كرواسيّ نجمة الاستعراض التي رحلت، الأربعاء، عن 88 عاماً.
وُلدت في حيّ باريسي راقٍ، وكان أبوها منظِّماً للرحلات ووالدتها عازفة بيانو هاوية. وقد نشأت الطفلة الوحيدة على سماع الموسيقى الكلاسيكية، وحلمت منذ صباها بالعمل في الفنّ رغم أنّ أباها عارض رغبتها. وفي سنّ البلوغ، اكتشفت مقاهي حيّ «السان جيرمان» ونوادي الجاز، وقالت في مقابلة معها إنها شعرت بأنها وُلدت مع تلك الموسيقى.
أخذت الصبية ذات الشعر الأشقر القصير دروساً في التمثيل مع مارسيل مارسو، نجم الفنّ الإيمائي، والتحقت بفرقته للقيام بجولة فنّية في أميركا الجنوبية، عام 1957، ثم في الولايات المتحدة، 1960. وهناك وقعت الممثلة الشابة تحت سحر المسرح الاستعراضي الراقص وانبهرت بالنجمات جودي غارلند، ومارلين ديتريش، وشيرلي ماكلين. كما تمكنت من الحصول على عقود عدّة للعمل هناك. لكن فرصتها الحقيقية جاءتها عند عودتها إلى باريس ولقائها بالمخرج كلود ليلوش، عام 1966، الذي دعاها إلى أداء الأغنية الخاصة بفيلم جديد كان يصوّره، ولقي نجاحاً كبيراً، ونال سعفة مهرجان «كان» الذهبية. لقد حقَّقت الأغنية التي وضع موسيقاها فرنسيس لاي دوياً بفضل سهولة ترديدها واقتصارها على إيقاعات صوتية قليلة، فكان الشبان والبنات يدندنون «دا با دا با دا» في كل مكان.
أدَّت كرواسيّ مختلف الأنواع الموسيقية، ولم يعرف لها الجمهور لوناً معيّناً. لم يكن لها مدير أعمال ولا منتج ولا شركة أسطوانات تحتكر نتاجها. وقد واصلت العمل حتى سنّ الـ83، وكان آخر استعراض كبير لها على مسرح «كازينو دو باري» عام 2014. وعام 2020، عاودت الظهور في مسرحية «لا تصغِ إلى السيدة» للمؤلّف والمخرج ساشا غيتري أمام المغنّي ميشيل ساردو. وفي مطلع 2023، ودَّعت جمهورها في مسرحية بعنوان "ليلة الإحباط".
نجمة الاستعراض الفرنسية نيكول كرواسي تغادر الحياة عن 88 عاماً

نشر في: 5 يونيو, 2025: 12:10 ص