علي إبراهـيم الدليمي
على قاعة (The Gallery) في بغداد، أقام الفنان المغترب نشأت الألوسي معرضه الشخصي السابع لفن النحت، فضلاً عن معارضه الثلاثين للرسم.. ومشاركاته العديدة داخل العراق وخارجه، منذ السبعينيات.
وضم معرضه الجديد، أخر تجربته مع فن النحت، على الخشب، الذي ولجه في فترة متأخرة من مسيرته الفنية، بعدما بدأها رساماً متميزاً، في دار ثقافة الأطفال، ومجلة ألف باء، ومجلات دار المأمون للترجمة والنشر، وفي بعض الصحف والمجلات، طوال العقد السبعيني وما بعده طويلاً.. وكانت تخطيطاته متميزة جداً في قوة الخط وإستلهام أفكارها الشعبية الجميلة.
الألوسي، أتخذ من الفن عموماً متنفساً جمالياً وإنسانياً، وفق رؤيته الشخصية، تارة يرسم مشاهد من الفولكلور العراقي، أو صور من الإنطباعية، وتارة أخرى ينحت قطعه النحتية بمواد الخام كافة.. ولكنه اختار النحت على مادة الخشب، كونها أكثر صدق تخرج من خلجات الروح، وتعتمد على الثقة المطلقة بالنفس وهو يزاول تشذيب قطعه الخشبية، لتنتج بالتالي صور تعبيرية مجسمة.
النحت قد فرض عليه، عندما توفرت له كل عوامل نجاحه، من الخامات إلى الأدوات، إلى الهواية أو العشق لهذا الفن، فضلاً عن النحت عالم غريب ولا بدّ من التحدي عند دخوله، فهو بمثابة صراع داخلي ما بين الخشب وتحدي الفنان لهذه القطع النحتية الجامدة وكيفية استنطاقها تعبيرياً.
كما أن الألوسي لا يريد أن يخرج من معطف نحات معين، فهو في حالة ولادة في لحظاتها، فكل قطعة نحتية لا تمت إلى الأخرى بشيء من الأسلوب الفني، حتى أفكارها، فانها تستلهم موضوعات إنسانية قائمة في حينها. كما لا يريد الألوسي، أن تكون ألوان منحوتاته بلونها العادي، بل يدخل عليها الألوان المتنوعة، وهي أكيد فيها الرمزيات التعبيرية التي تدل على مكنونات المنحوتة.
الألوسي، لا يكتفي بالنحت على خاماته الخشبية حسب، بل عندما يكون في حالة إسترخاء، يلجأ إلى (الكتابة النثرية) أو إلى (التخطيطات – الإسكيجات) التي تكون مشاريع فنية مستقبلية.
الفنان نشأت الألوسي، مواليد محافظة الأنبار 1948. درس الرسم في (Ecole des Beaux) الفرنسية، ثم في معهد الفانسانت، وبعدها عاد إلى العراق، مما ساهم في تكوين رؤيته الفنية المتنوعة بين الحداثة والتجريد وفن الجداريات. ليساهم في تأسيس توجهات فنية جديدة. وكان أول من أدخل توثيق الرياضة الجماهيرية إلى الفن التشكيلي العراقي. يعيش الآن في الأردن.