شوقي بزيع
لم أعرف وأنا أتلقى خبر نيلك جائزة الاعلام العربي في دورتها الحالية، من الفائز بالآخر، أنت أم الجائزة. وأنا لا أقول هذا الكلام على سبيل المحاباة، بل على سبيل الشهادة للحقيقة، في زمن باتت فيه الحقيقة يتيمة وعزلاء وبلا ظهير. ولطالما تساءلت بيني وبين نفسي، كيف أمكنك يا أبا نبيل أن تفعل ما فعلته في حياة واحدة، واهباً بعض نفسك لمقارعة الطغيان والنضال من أجل الحرية، وبعضها الثاني لمقارعة التخلف والجهل وسياسة الامتثال و"الثغاء القطيعي"، وبعضها الثالث لإعلاء شأن الصحافة والإعلام وثقافة التنوير، وبعضها الرابع لرفع راية المعرفة والتواصل مع الآخر، من خلال واحد من أهم دور النشر وأرفعها مستوىً في بلاد العرب، وبعضها الخامس للحب والعشق والافتتان بالجمال، بشقّيه المحسوس والمجرد، المرئي واللامرئي، وبعضها الخامس للوفاء وكرم النفس والصداقات الوثيقة وغير القابلة للاضمحلال.
ولكثرة ما حملته على كاهلك من مهام وأعباء، يخيل لي أحياناً أن فخري كريم ليس شخصاً بعينه، بل هو الاسم الحركي لقبيلة من المنقبين عن الفرح الخلاصي في أحافير الشقاء والظلام المطبق. مع خالص التهاني وكامل الاعتزاز.