 ذي قار / حسين العامل

أعرب أهالي محافظة ذي قار عن قلقهم إزاء سلسلة من جرائم القتل والحوادث المرورية التي شهدتها أيام عيد الأضحى، والتي وقعت في أماكن عامة، وسط انتقادات واسعة من ناشطين اعتبروا ما جرى خرقاً أمنياً غير مبرر. في المقابل، أكدت قيادة الشرطة وقوع هذه الجرائم، ودعت مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى التحلي بالدقة في نقل المعلومات.

وسجّلت المحافظة خلال عطلة العيد ست حالات وفاة وعدداً من الإصابات، نتيجة ثلاث جرائم قتل وحادث مروري. وأفادت مصادر أمنية لوسائل إعلام محلية بالعثور على جثة شاب يبلغ من العمر 20 عاماً قرب الجسر العائم في صوب الشامية وسط مدينة الناصرية، مشيرة إلى توقيف اثنين من المتهمين في القضية.
وفي التاسع من حزيران الجاري، وقعت جريمتا قتل؛ الأولى في حي الشموخ وسط الناصرية، حيث قُتل شخص بإطلاق نار، والثانية في قضاء الشطرة، وأسفرت عن مقتل آخر، فيما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الجاني وضبطت السلاح المستخدم.
وأثارت الأخبار المتداولة عن ارتكاب جرائم في أماكن عامة موجة استياء بين المواطنين ورواد مواقع التواصل، ما دفع قيادة شرطة ذي قار إلى إصدار سلسلة بيانات توضيحية.
وذكرت القيادة في بيان تابعته «المدى» أن بعض الصفحات “المغرضة” تناولت حادثة قتل باعتبارها نفذت من قبل عصابة في الشارع العام، موضحة أن “الحادث وقع داخل باحة منزل أحد المواطنين في منطقة الشموخ، نتيجة مشاجرة أدت إلى إطلاق نار في الرأس”. وأضافت أن “القوات الأمنية طوقت موقع الحادث، وضبطت سيارة الجاني وسلاح الجريمة، ولا يزال البحث جارياً عنه لتقديمه للعدالة”.
ودعت القيادة الصفحات الإخبارية على مواقع التواصل إلى توخي الدقة وعدم الانجرار خلف جهات “لا تريد الأمن والاستقرار للمحافظة”، حسب وصف البيان.
وفي بيان لاحق، أعلنت القيادة إلقاء القبض على متهم بجريمة قتل وسط الناصرية، مؤكدة أنه مطلوب وفق المادة 406 من قانون العقوبات العراقي، وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.
كما أشارت القيادة إلى تنفيذ عملية أمنية في قضاء الشطرة، أسفرت عن اعتقال 10 متهمين بجرائم قتل، وضبط أسلحة نارية شملت ثلاثة رشاشات BKC، وسلاح GC، وبندقيتين كلاشنكوف، بالإضافة إلى أعتدة متنوعة.
من جهتهم، اعتبر مواطنون أن وقوع جرائم قتل خلال مناسبة عامة مثل عيد الأضحى يمثل خرقاً أمنياً واضحاً. وقال أحد الناشطين لـ«المدى» إن “ارتكاب هذا العدد من الجرائم في مناسبة اجتماعية يفترض أن تُرافقها خطة أمنية مشددة، يدل على ضعف في تنفيذ عمليات فرض القانون”.
وأضاف أن “التركيز الأمني على ملاحقة المتظاهرين أغفل جانباً مهماً يتمثل في انتشار السلاح والعصبية القبلية”، مشيراً إلى أن “بطء الإجراءات القانونية بحق الجناة يدفع الأهالي نحو الثأر، ما يسهم في تصاعد دوامة العنف”.
وفي سياق متصل، شهد اليوم الأخير من عيد الأضحى حادثاً مرورياً أسفر عن مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة رابع بجروح خطيرة، إثر انقلاب مركبة على الطريق الرابط بين قضاء الفجر وقلعة سُكّر شمال الناصرية، بحسب ما أفاد به شهود عيان لـ(المدى).
وكان المؤتمر التحليلي الثاني عشر للواقع الأمني والجنائي في ذي قار، الذي عقد يوم 6 شباط 2025 بمدينة أور الأثرية بحضور وزير الداخلية، قد كشف عن تسجيل 4091 جريمة جنائية خلال عام 2024، من بينها 80 جريمة قتل عمد و7 جرائم قتل خطأ، كما أشار إلى ارتفاع غير مسبوق في حالات الانتحار بنسبة 34%، بواقع 117 حالة.
وسبق أن أعربت الجهات الأمنية والقضائية والحكومة المحلية، مطلع شباط 2022، عن قلقها من ارتفاع معدلات الجريمة بنسبة 17%، داعية إلى معالجات اقتصادية واجتماعية للحد من الفقر والبطالة بين الشباب.
يُشار إلى أن مؤتمر الأمن التاسع في مطلع 2022 سجل ارتفاعاً في جرائم الانتحار والمخدرات والسرقة، مقابل تراجع في جرائم القتل العمد، وأفاد بأن الأجهزة الأمنية كشفت عن 94% من الجرائم المسجلة.