TOP

جريدة المدى > محليات > البصرة تنفق المليارات وتهمل الترفيه: خور الزبير بلا مدينة ألعاب رغم ثرواتها النفطية

البصرة تنفق المليارات وتهمل الترفيه: خور الزبير بلا مدينة ألعاب رغم ثرواتها النفطية

نشر في: 11 يونيو, 2025: 12:03 ص

 البصرة / عمّار عبد الخالق

في الوقت الذي تضخ فيه مدينة البصرة مليارات الدولارات سنويًا عبر موانئها النفطية، وتشيّد مشاريع كبرى مثل النفق المغمور الذي يربط ميناء الفاو الكبير بشبكة الطرق الدولية، تبقى بعض مناطقها كخور الزبير محرومة من أبسط مقومات الحياة المدنية، وفي مقدمتها المرافق الترفيهية للأطفال والعائلات.
خور الزبير، المدينة الصناعية التي تضم ميناءً نفطيًا ومئات الشركات والمصانع، لا تمتلك سوى دولاب هواء متهالك وعربة صدئة تُعرف محليًا بـ«عربانة أم الحصان»، في مشهد يعكس ما وصفه سكانها بـ«الاختلال العميق في أولويات التنمية».

غياب العدالة التنموية
يرى حسنين مخلد، متعهد لعبة الدولاب في خور الزبير، أن المدينة تعاني من «إجحاف مزمن» في الحقوق التنموية، رغم مساهمتها الكبيرة في دعم الموازنة العامة للبلاد. وقال في حديث لـ(المدى) إن المدينة «تفتقر لأي مرافق ترفيهية حديثة، وإن طفولة أبنائها تختزل في ألعاب متهالكة لا تراعي أدنى معايير السلامة».
ويضيف: «في كل دورة انتخابية، تتكرر الوعود بإنشاء متنزهات ومرافق ترفيهية، لكنها تتبخر بعد انتهاء الاقتراع، لتبقى الخيبة وحدها حاضرة». كما يشير إلى أن موقع خور الزبير، الذي يبعد 35 كيلومترًا عن مركز البصرة، يجعل من الصعب على العائلات الوصول إلى أماكن ترفيهية خارج مدينتهم، في ظل غياب البدائل المحلية.
الناشط المدني عامر ناجي وصف الوضع في خور الزبير بـ«النكوص المدني»، مشيرًا إلى أن المدينة التي تُديرها أنظمة تشغيل صناعية ضخمة، تغيب عنها أبسط مقومات التنمية الإنسانية. وقال لـ(المدى) من ساحة ألعاب المدينة: «الدولاب الحديدي لا يزال يدور، لا لأنه صالح، بل لأنه لم يمت بعد، وعربة الحصان ما زالت تصدر الصرير ذاته، لا لأنها تعمل، بل لأنها تعاند الصدأ واليأس».
وتابع: «خور الزبير لا تعيش على هامش الجغرافيا، لكنها منسية على خارطة الضمير الحكومي. تُبنى الأنفاق وتُعبد الطرق للشاحنات، بينما يظل الطفل يتأرجح على قطعة حديد صدئة، في مشهد يلخّص فلسفة تنموية غير متوازنة».
ناجي شدد على أن مطالب أهالي المدينة لا تتعلق برفاهية زائدة، بل بإنشاء مدينة ألعاب آمنة ولائقة، ومنتزهات عامة تحفظ كرامة الأطفال. واختتم بالقول: «نضحك مع أبنائنا، لا لأن الواقع يدعو للضحك، بل لأن البكاء بات ترفًا لا نُحسن ممارسته».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الحكومة تروج لفرص
محليات

الحكومة تروج لفرص "السكن" والشباب يرونها عبئاً مستحيلاً!

بغداد / تبارك عبد المجيد رغم الخطط الحكومية والإعلانات المتكررة عن مشاريع إسكان "عملاقة"، ما يزال حلم امتلاك منزل بعيد المنال لكثير من العراقيين، خصوصاً من فئة الشباب وذوي الدخل المحدود. حيث يعتقد الجيل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram