واسط / جبار بچاي
أعلنت اللجنة الزراعية في محافظة واسط عن انتهاء موسم التسويق لموسم 2024 ــ 2025، وبلغت الكميات المسوقة من القمح 637 ألف طن، بزيادة تصل الى مائة ألف طن عن الموسم الماضي، وذكر رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في المحافظة أن شح المياه وانحسار الأمطار أطاح بآمال الفلاحين في واسط وأدى الى تراجع الانتاج بمقدار 160 ألف طن عن الموسم السابقة التي وصل مجموع الكميات المسوقة من الحبوب الى 800 ألف طن.
وذكر رئيس اللجنة الزراعية العليا في واسط، المحافظ محمد جميل المياحي أن "موسم الحصاد والتسويق لمحصولي القمح والشعير انتهى كلياً وتم تسويق جميع الكميات المنتجة في الحقول والمزارع من محصول القمح الى مخازن وزارة التجارة".
وأضاف أن "مجموع كميات القمح التي تم تسويقها من قبل الفلاحين والمزارعين بلغت هذا العام 736 ألف طن، وبزيادة مقدراها مائة ألف طن عن الموسم الماضي".
مؤكداً أن "الموسم الحالي كان من أفضل مواسم التسويق بعد أن كانت عمليات الحصاد والتسويق تتم بانسيابية عالية نتيجة استنفار الجهود الفنية والادارية وتسخير جميع ملاكات وزارة الزراعة إضافة الى ملاكات الشركة العامة لتجارة الحبوب في وزارة التجارة وبدعم وإسناد من الحكومة المحلية بشقيها التنفيذي والتشريعي إضافة الى الجهات الساندة الاخرى كالأجهزة الامنية ورجال الدفاع المدني وكل ذلك من أجل السيطرة على آليات التسويق وعدم التلاعب بحقوق الفلاحين وإضاعة جهودهم".
داعياً "وزارة التجارة إلى الإسراع في صرف مستحقات الفلاحين بأسرع وقت ممكن دون تأخيرها لأن ذلك يزيد معاناتهم ويضاعف الخيبة عندهم بعد التراجع الكبير في المساحات المزروعة تحت ضغط الشحة المائية التي يعاني منها البلد عموماً ومحافظة واسط على وجه الخصوص التي تمتلك مساحات زراعية كبيرة وكانت الخطط الزراعية فيها للمواسم السابقة تصل الى مليون و350 ألف دونم مقارنة بنحو 600 دونم خطة الموسم المنصرم".
من جانبه قال رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في محافظة واسط عبد الرحمن كاظم الخالدي إن "موسم الحصاد والتسويق المنتهي كان استثنائيا من حيث مضاعفة جهود الفلاحين وتسخير كل الطاقات المتاحة من أجل تسويق كل الكميات المنتجة من القمح والشعير الى مخازن وزارة التجارة".
وأضاف لـ (المدى)، أنه "بالرغم من أن الكميات المسوقة بلغت 637 ألف طن من القمح لكن هذا ليس طموح الفلاح الواسطي الذي بعد تراجع الكميات المنتجة بمقدار يصل الى أكثر من 160 ألف طن نتيجة تقليص الخطة الزراعية جراء شح المياه".
وطالب الجهات العليا في وزارتي الزراعة والموارد المائية بـ "ضرورة إعطاء محافظة واسط في الموسم الزراعي المقبل حصة استثنائية من المياه تتناسب وحجم الاراضي الزراعية المعروف عنها بارتفاع الغلة الإنتاجية والتي تصل في بعض المناطق الى طن ونصف الطن في الدونم الواحد".
وأعلنت وزارة التجارة مطلع الاسبوع الحالي عن انتهاء موسم تسويق الحنطة المحلية في المحافظات الجنوبية ضمن موسم "البركة والبناء" 2025، مؤكدة أن الموسم حقق نجاحاً كبيراً نتيجة التنسيق العالي بين الجهات المعنية.
وتوقعت الوزارة في بيان لها "وصول كميات التسويق هذا العام إلى نحو خمسة ملايين طن". وشهد نيسان الماضي تظاهرات للفلاحين في محافظة واسط احتجاجا على قرار الحكومة بتخفيض خطة التسويق الى 20 بالمئة من مجمل الانتاج لكل فلاح بالسعر المدعوم وترك باقي الانتاج أو شرائه بسعر 450 ألف دينار في وقت تبلغ كلفة الطن الواحد نحو 400 ألف دينار.
وتكررت تلك التظاهرات أمام الشعب الزراعية في الوحدات الادارية وهي تطالب الحكومة والبرلمان برفع الحيف عن الفلاح العراقي من خلال الغاء قرار تخفيض خطة التسويق وفتحها بصورة كاملة وتامة مما يتيح للفلاح تسويق كامل إنتاجه بالسعر المدعوم، وبالتزامن مع تلك التظاهرات التي جرى خلال التهديد بغلق حقل الاحدب النفطي في واسط، كشف محافظ واسط عن تلقيه وعداً من السوداني بالموافقة على معالجة استلام المحصول خارج الخطة وتوحيد السعر كما كان مقرر في العام الماضي وهو ما تم فعلا أثناء التسويق.
وتقدر المساحة الصالحة للزراعة في محافظة واسط بنحو 2556626 دونماً منها 47847 دونماً أراضي مستصلحة و151550 دونم أراضي شبه مستصلحة في حين تقدر مساحة الأراضي غير الصالحة للزراعة 2035489 دونماً، ويعد نهر دجلة المصدر الرئيس لسقي تلك المساحات حيث أنه يخترق المحافظة من الشمال الى الجنوب الشرقي وبطول 327 كم. وتصنف محافظة واسط أنها عاصمة العراق الزراعية لما تتميز به من انتاج نباتي وحيواني، إذ وصل معدل انتاج الحنطة فيها في الأعوام السابقة الى أكثر من 800 ألف طن، وتكتفي واسط بـ٣٠٪ فقط من انتاجها الزراعي والحيواني العام وتسوق الـ ٧٠٪ الفائضة منه (خضر - فواكه - بيض مائدة - لحوم - أسماك - إضافة الى المخاليط العلفية) الى العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى، كما تساهم في تأمين نسبة 37% من احتياجات العراق الغذائية الإجمالية وهي المحافظة التي تربعت على صدارة جميع المحافظات بانتاج محصول الحنطة.