TOP

جريدة المدى > سياسية > بعد يوم الغضب العراقي.. المثقفون يقمعون

بعد يوم الغضب العراقي.. المثقفون يقمعون

نشر في: 27 فبراير, 2011: 07:29 م

ترجمة: عمار كاظم محمدحجزت قوات الأمن العراقية 300 شخص بضمنهم صحفيون بارزون وفنانون ومحامون من الذين شاركوا في تظاهرات يوم الجمعة الماضية في ما يسمى عملية إخافة للمثقفين في بغداد الذين تتذبذب قبضتهم على الرأي العام. في يوم السبت الماضي كان هناك اربعة صحفيين عراقيين، وهم الزملاء علي السومري، علي عبد السادة، حسام السراي، هادي المهدي، تم اطلاق سراحهم بعد ان تم اعتقالهم بعد مغادرتهم للاحتجاجات التي شهدت الالاف في ساحة التحرير وسط بغداد وقالوا بانه قد تم عصب عيونهم وتم ضربهم وتهديدهم بالاعدام من قبل جنود في استخبارات الجيش العراقي.
يقول الشاعر والصحفي حسام السراي"لقد بدا الامر كما لو انهم يتعاملون مع افراد من القاعدة وليس مجموعة من الصحفيين"وقد أضاف أن هناك المئات من المحتجين الذين تم إلباسهم قلنسوات سود في مركز الاعتقال مضيفا"لقد كان يوم امس اختبارا لصورة الديمقراطية الجديدة في العراق الجديد". لقد كانت الاحتجاجات في العراق مختلفة عن الكثير من الاحتجاجات التي تكتسح الشرق الاوسط وشمال افريقيا بسبب ان المتظاهرين كانوا يدعون الى القيام باصلاحات وليس باسقاط الحكومة. كانت مطالبهم تتراوح بين مطالبة المزيد من الكهرباء والوظائف وانهاء الفساد وهو الامر الذي يعكس الاستياء المتزايد من عمل الحكومة التي تقطعها المحاصصة الطائفية ومصالح الكتل، مع ذلك فان الاحتجاجات مشابهة لأخريات بطريقة تنظيمها في كونها تم تنظيمها من الطبقة الوسطى والمثقفين والعلمانيين حيث بدا العديد منهم بانشاء مجموعات على الفيس بوك فقد كتبوا وقدموا مقابلات دعما للتظاهرات. رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي شكل مؤخرا حكومة تحالف هشة كان على ما يبدو قلقا من تلك الاحتجاجات الذي سمي يومها ب"يوم الغضب"حيث امر بحظر التجوال على المركبات وحث العراقيين على البقاء في بيوتهم كما حذر الناطق باسم الحكومة من"الإرهابيين الذين قد يستعملون كواتم الصوت وعمليات القنص لاستهداف الحشود. وكانت قوات امنية قد داهمت مقر لجنة الحريات الصحفية التي اشتركت في تنظيم الاحتجاج لكن على الرغم من ذلك خرج عشرات الالاف من العراقيين للاحتجاجات التي بدأت سلمية لكنها تدهورت بعد ذلك حينما اطلقت قوات الامن خراطيم المياه وقنابل صوتية والرصاص الحي لتفريق الحشود. وكانت حصيلة الخسائر في الأرواح قد ارتفعت يوم السبت الى 29 قتيلا كما ان المسؤولين قد ذكروا ان ستة محتجين آخرين بما فيهم شاب بعمر 14 عاما قد توفي من جروح نتيجة اطلاق الرصاص وكانت هذه الوفيات قد تم تسجيلها في ثمانية أماكن بما فيها الفلوجة والموصل وتكريت.  وكان حسام السراي ورفاقه قد انضموا الى الاحتجاجات في ساحة التحرير حيث كان البعض منهم يلفون انفسهم بشراشف بيضاء اشارة للسلام ومع الغروب انقضت المروحيات على الحشد وهي اشارة لبداية القمع وفي الساعة الرابعة مساء ذكر فيصل الياسري مدير قناة الديار الذي اذاع التظاهرات ان قوات الامن قد هاجمت المحطة وضربت احد العاملين واعتقلت سبعة آخرين بضمن ذلك مدير ومنسق الاخبار ثم قامت باغلاق المحطة.  في ذات الوقت كان السراي ورفاقه يجلسون في مطعم في الهواء الطلق على بعد ميلين من ساحة التحرير وطبقا للمقابلات التي اجريت معهم دخلت سيارتان عسكريتان من نوع"همفي"ونزل منها دزينة من الجنود حيث اندفعوا الى منضدة يجلس عليها هادي المهدي صحفي ومدير مسرح كان يجلس مع ثلاثة من اصدقائه وبدأوا بضربهم.  هادي المهدي قال:ما الذي فعلناه، نحن نعمل كصحفيين لكنهم قاموا بارغامهم على الصعود الى السيارات ثم نقلوهم الى شارع فرعي حيث قاموا بضربهم مرة ثانية ثم عصبوا عيونهم حيث نقلوهم بعد ذلك الى بناية قال المهدي انه عرفها كبناية تابعة لوزارة الدفاع السابقة التي هي الان مكان استخبارات الفرقة 11.  وقال هادي المهدي انه قد اخذ بعد ذلك لوحده في غرفة حيث تم ضربه بالعصي والأحذية والقبضات ثم قاموا بخلع حذائه ثم بللوا أقدامه واستخدموا معهم الصدمات الكهربائية. كان الجنود الذين في الوسط يقومون باستجوابه حيث قال انهم اتهموه بانه اداة للغرباء في الخارج الذين يتمنون اسقاط الحكومة. وكان احد الجنود قد اتهمه بالخيانة وقام بضربه ، بعد ذلك تم اخبارهم بانه سيتم اطلاق سراحهم ثم ادخلوا في غرفة تحتشد بالناس وكلهم يرتدون قلنسوات على وجوهم والكثير منهم كان يئن وقمصانهم مدماة بينما اغمي على رجل كبير السن معهم ويضيف هادي قائلا"ان ما حصل هو رسالة الينا والى كل شخص".عن: واشنطن بوست

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

«رعب ترامب».. الحكومة تخالف «الإطار» وتفاوض لـ«دمج فصائل» و«النجباء» تتراجع
سياسية

«رعب ترامب».. الحكومة تخالف «الإطار» وتفاوض لـ«دمج فصائل» و«النجباء» تتراجع

بغداد/ تميم الحسن اقترب «الرعب» – كما يسميه محمد شياع السوداني، رئيس الحكومة، في وصفه لدونالد ترامب، الرئيس الأمريكي – من الجلوس في البيت الأبيض، ومعه تراجعت «الفصائل»، وقدمت بغداد وصفة حل تمهيدية لأزمة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram