TOP

جريدة المدى > عام > في رواية "شارب الضباب": غويوم جاليان يكشف عن كنوز عائلته وتراثها الجورجي

في رواية "شارب الضباب": غويوم جاليان يكشف عن كنوز عائلته وتراثها الجورجي

نشر في: 11 يونيو, 2025: 12:02 ص

ترجمة: عدوية الهلالي
غويوم جاليان هو ممثل ومخرج ومروج أدبي بارز وعضو في الكوميدي فرانسيز،وفي روايته الأولى (شارب الضباب)التي صدرت عن دار ستوك للنشر، يأخذنا في رحلة على خطى جذوره الجورجية.
كان غويوم جاليان يفكر في نشر رواية منذ بعض الوقت، لكنه كان مشتتا بين المسرح والسينما والحياة،وربما كان ينقصه الوقت. وقد أتاحت له دار ستوك للنشر الفرصة المناسبة ليخوض غمار رواية (شارب الضباب) التي صدرت في السابع من آيار الجاري. وهي قصة سيرة ذاتية مؤثرة صادقة ومضحكة للغاية يروي فيها قصته من خلال الشخصيات النسائية العظيمة التي تركت بصمتها على حياته.
تنشأ فكرة الرواية من رغبة غويوم جاليان بقضاء الليل في المتحف الوطني في تبليسي، تحت صورة جدته الجورجية الكبرى، الأميرة ميليتا تشولوكاشفيلي، متخيلًا نفسه يتجول وسط روائع الأيقونات العريقة، وكنوز العصر الذهبي، ولكن، وبعد وصوله إلى هناك،كان قد تم نقل لوحة الجدة إلى المعرض الوطني، على مرمى حجر من المتحف. وهومكان معقم، بلا روح، يحرسه ثلاثة حراس أمن صامتين.وهذا يشكل الخيط الأول في قصة ستجبره على التساؤل حول تراث عائلته، وكل هذه الأشياء التي نحملها لأجيال، والتي نتجاهلها أحيانًا دون قصد، والتي نحرر أنفسنا منها، ليس من دون صعوبة.
لذا فإن هذا الغضب الذي يحمله في داخله، يعيده على الفور إلى الأب سريع الغضب، ذو اليد الثقيلة، والذي استغرق وقتًا طويلاً لتخفيف قبضته. حتى ذلك اليوم، عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، أثناء رحلة عائلية لزيارة أبناء عمومته الجورجيين، عندما تجرأ على معارضته بشكل مباشر بعد ان وبخه الأخير بشدة لوصوله متأخرًا جدًا لتناول العشاء.
يقول غويوم جاليان: "جنونُ والدي، وحاجته للحكم والتوجيه، وأن يكون كل شيءٍ مُربحًا، وأن على المرءِ قبل كل شيءٍ ألا يُضيّع وقته، ولكن تباً له! خذ وقتك بدلًا من إضاعته، تباً له! غادر الغرفة غاضبًا،تركني باهتا. انتهى الأمر. لم أعد ذلك الطفلَ المُستبدَّ المُهان، المُفتقرَ إلى الحبّ، المُضطرّ للهروب إلى أحلامِ يقظته ليعيش."
ولكن الأمر لا يقتصر فقط على قيام الممثل بكشف الجانب المظلم الذي يحمله كل شخص في داخله، إذ تتبع القصة بسرعة كبيرة مسار كل أولئك الذين يدين لهم بالكثير. جميع النساء في حياته اللواتي يقدم لهن هذا الكتاب تكريمًا رائعًا. بدءًا من جداته الجورجيات المشهورات: ميليتا (جدته الكبرى، تلك الموجودة في الصورة المعلقة في المعرض الوطني في تبليسي) وكاي التي نشأ معها (ليديا زيلينسكي، جدته من جهة أمه، وهي شخصية بروستية شيطانية). فمن الواضح أن هؤلاء النساء شكّلن الفنان الذي أصبح عليه، إذ غرسن فيه بحنانٍ بالغ حبّ القراءة والأشياء الجميلة، وخصوصيةً أرستقراطيةً فريدةً خاليةً من التكبر، وروحَ دعابةٍ ثاقبة، وفوق كل شيء، "هذه النظرة إلى الحياة كفرصةٍ لردّ الجميل.يقول: " منها، أستمدّ هذا النشوةَ من الكآبة التي أحاربها برواية القصص بكلّ الأشكال الممكنة".
وبطبيعة الحال، من المستحيل عدم ذكر الأسطر الجميلة التي يخصصها أيضًا لزوجته أماندين،بعد ان "سمح لنفسه أخيرًا أن يحب". ففي يوم زفافه، أخبرها لأول مرة أنه يحبها. كما أنه لا ينسى أخته وابنة عمه الحبيبة أليسيا، التي توفيت عن عمر يناهز 20 عامًا، والتي نشر قصائدها في عام 2020 بواسطة دار غاليمار، لأن وفاتها تلزمه بذلك.يقول: "لقد أصبح موتاي واجباً عليّ ولابد أن أتذكرهم وأنقل ابداعهم".
ولد مؤلف الرواية غويوم جاليان في عام 1972 في باريس، وهو ممثل وكاتب سيناريو ومخرج فرنسي، وعضو في الكوميدي فرانسيز.وقد حصل على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزتي موليير في عامي 2010 و2011، وأربع جوائز سيزار في عام 2014. ويعود الفضل في جزء كبير من جوائزه إلى عرضه السيرة الذاتية التي تحولت الى فيلم سينمائي(الاولاد وغويوم، على الطاولة!)، والذي يلعب فيه غويوم جاليان دور شخصيته وشخصية والدته.من ناحية أخرى، كان له بصمة على موجات راديو فرانس إنتر لمدة عشر سنوات كراوي في برنامج ترفيهي كان يبث أيام السبت بين عامي 2009 و2020.
درس غيوم جاليان لأول مرة في مدرسة جان بيير فيرنان الثانوية في سيفر، وحصل على درجة الماجستير في التاريخ. اكتشف موهبته كممثل في سن الثامنة عشرة، بعد وفاة ابنة عمه أليسيا، التي كان مرتبطًا بها بشدة: "لقد أيقظتني وفاتها في 24 كانون الاول، وإذا كان بإمكاني أن أموت غدًا، فأنا أريد أن أعمل في المسرح".لذا درس في المعهد الوطني للفنون الدرامية. ثم عمل في المسرح والسينما والتلفزيون والاذاعة، كما صدرت له كتب (الاولاد وغويوم على الطاولة) و(الوحيدون) في عام و2009 وهما سيرة ذاتية، و(صيف مع فيكتور هوغو)، عام 2016.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

خبرات التعليم والتعلّم: أن تتعلمّ وتُعلم في الوقت ذاته
عام

خبرات التعليم والتعلّم: أن تتعلمّ وتُعلم في الوقت ذاته

ديفيد روبسُن* ترجمة: لطفية الدليمي وأنا أتناولُ فطوري صباح هذا اليوم، إستمتعتُ أيّما استمتاعٍ بحديث قصير مع ميا Mia، زميلتي الجديدة في دراسة اللغة الإسبانية. استعرضتُ بعضًا من درسي الأخير، وشرحتُ ما تعلّمْتُهُ عن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram