متابعة/ المدىاعلن رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، امس الاحد، عن تشكيل لجنة للتحقيق في احداث تظاهرات الجمعة في الموصل، محملا قوات الجيش مسؤولية إضرام النار بمبنى المحافظة، فيما دعا إلى التحقيق في ما تعرض له المتظاهرون في عموم المحافظات.
وقال رئيس البرلمان اسامة النجيفي خلال مؤتمر صحافي عقده بمبنى البرلمان إن"البرلمان العراقي شكل، اليوم الاحد، لجنة للتحقيق في أحداث التظاهرات التي شهدتها مدينة الموصل، الجمعة الماضية، مؤكدا أن"اللجنة حظيت بموافقة رؤساء الكتل السياسية وستباشر عملها خلال الايام القليلة المقبلة".وشهدت محافظة نينوى، الجمعة الماضية، تظاهرة حاشدة للمطالبة بتوفير الخدمات ومفردات البطاقة التموينية وإقالة المحافظ، كما أضرم المتظاهرون النار بمبنى المحافظة، الذي أكد شهود عيان أن رئيس البرلمان اسامة النجيفي وشقيقه اثيل النجيفي كانا داخله لحظة وقوع الحريق، فيما سقط عدد من المتظاهرين بين قتيل وجريح بنيران القوات الأمنية قرب مبنى المحافظة.وأضاف النجيفي أن"تظاهرات الموصل شهدت العديد من الخروق منها مقتل ستة متظاهرين وإصابة عدد منهم، كما نقلت قوات الجيش المتظاهرين من عدة مناطق إلى مبنى المحافظة"، محملا"قوات الجيش مسؤولية اقتحام مبنى المحافظة من قبل المتظاهرين بعد كسر أبوابه الخارجية". ودعا النجيفي الى"فتح تحقيق عاجل في ما تعرض له المتظاهرون في عموم المحافظات العراقية وخاصة التي شهدت مقتل وإصابة عدد من المتظاهرين".وكانت وكالة السومرية نيوز نقلت عن مصادر أمنية وطبية عراقية قولها أن حصيلة ضحايا التظاهرات التي شهدتها المحافظات العراقية يوم الجمعة الماضي بلغت، ثمانية قتلى من المتظاهرين، فيما أصيب 227 بينهم 80 عنصر أمن بجروح مختلفة، مشيرة إلى أن المصابين موزعون على المستشفيات في المحافظات ويخضعون للعلاج.واعلن رئيس الوزراء نوري المالكي، أمس الاول، عن تشكيل لجنة تحقيقية عاجلة لمحاسبة مطلقي النار على المتظاهرين في الموصل.وشهد العراق، الجمعة الماضية، تظاهرات جابت أنحاء البلاد تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة، نظمها شباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت. الى ذلك، رفض المتحدث باسم (تظاهرة الشباب) امس الاحد، الاتهامات التي وجهتها جهات حكومية بتسييس تظاهرات يوم الجمعة الماضي، مطالبا بانضمام ودعم مزيد من رجال الدين العراقيين الى تلك التظاهرات، فيما طالب اخرون بتوحيد جهود التظاهرات المقبلة وضبط النفس بشكل اكبر.وقال ثائر العراقي لوكالة كردستان للانباء"خرجنا في جمعة الغضب احتجاجاً ضد الفساد، ولم تكن تظاهراتنا تابعة لاية جهة سياسية او حزبية كما اتهمتنا الحكومة"لافتا الى ان"تظاهراتنا نابعة من الشعب العراقي، ومن أجل الوطن العراقي لا غير وهو شعار رفعناه لإفشال تلك التصريحات بالضد من التظاهرات".واضاف بالقول"بات الشعب العراقي لا ينخدع بإجهاض ثورته على الفساد باستخدام أساليب قديمة ومفضوحة كالبعث والارهاب، فمثل هذه الامور قد توضحت للشعب، وما المراد منها الا ابقاء الناس على الذل والهوان والفقر والحرمان الذي اصاب شعبنا"على حد تعبيره.ويرى مراقبون ان"تظاهرة الغضب"يوم 25 شباط الجاري في ساحة التحرير كانت نقطة تحول كبيرة في التاريخ العراقي الحديث كونها رغم تقهقرها، كسرت جدار الرهبة من السلطة الحاكمة فلم يعد المواطنون العراقيون يخشون التعبير عما بدواخلهم وهو ما أظهرته بوضوح اطلاق الشعارات بالاسماء الصريحة للمسؤولين خلال التظاهرات وصولا الى رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي واتهامه بالكذاب".وكانت لجنة حقوق الانسان النيابية وصفت اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بانه"جريمة بشعة"وعلى مرتكبيها والآمرين بها المثول أمام القضاء.وقال سليم الجبوري في وقت سابق ان"استهداف الناس العزل جرائم بشعة"مشددا بالقول"يجب محاسبة من اصدر للقوات تلك الاوامر، وستكون المسألة مهمة مجلس النواب الأولى في اقرب جلسة".الى ذلك، تظاهر المئات من أساتذة وطلاب وموظفي جامعة الموصل، امس الأحد، احتجاجا على سوء الخدمات وتردي الأوضاع الأمنية، مطالبين بإقالة المحافظ ومجلس المحافظة وعدد من القادة الأمنيين، فيما رددوا هتافات تطالب بمعاقبة المفسدين.وتجمع المتظاهرون داخل مبنى الجامعة حاملين لافتات تطالب بإجراء إصلاحات في المؤسسات الحكومية، مرددين هتافات تدعو لمعاقبة المفسدين وحرية التعبير وتوفير الخدمات للمواطنين.
البرلمان يحقق في الانتهاكات وشباب الاحتجاج يرفضون ركوب موجتهم

نشر في: 27 فبراير, 2011: 07:33 م