TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > وكلاء باكستان من المسلحين يمتدون إلى ما وراء كشمير

وكلاء باكستان من المسلحين يمتدون إلى ما وراء كشمير

نشر في: 11 يونيو, 2025: 12:01 ص

ترجمة عدنان علي
استحوذ الصراع الأخير بين الهند وباكستان على الاهتمام الدولي طوال بداية شهر أيار، ومع ذلك يجب إعادة النظر في الحدث المميت الذي أشعل فتيل هذا التصعيد الأخير في جنوب آسيا. ففي 22 نيسان نفذ مسلحون يتمركزون في باكستان من جماعة جبهة المقاومة هجوما وحشيا في بلدة باهالغام الواقعة في جبال الهميلايا في جامو وكشمير، مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرين مدنيا.
وكان هذا الهجوم الأكثر دموية الذي شنته قوة الدفاع عن النفس الهندية منذ تأسيسها عام 2019، وقد عطل الهجوم ما كان يعتبر فترة هدوء هشة في جامو وكشمير وكذلك في العلاقات بين الهند وباكستان. ومنذ ذلك الحين عادت التوترات الى الاشتعال في شبه القارة الهندية، حيث وصفت باكستان الضربات الصاروخية الانتقامية الهندية بأنها "عمل حربي" ونفت إسلام آباد أي علاقة لها بهجوم كشمير. ومع ذلك ورغم الاعتراضات، فان صلة اسلام آباد بقوة الدفاع عن النفس الهندية، وعدة جماعات أخرى لا يمكن انكارها. وستظل تهدد السلام بين الدولتين النوويتين حتى يقطع الجيش الباكستاني أخيرا علاقاته بالكيانات الإرهابية.
من جانب آخر تصر باكستان على انها لا تقدم دعما عسكريا للجماعات المسلحة في جامو وكشمير، ولكن من الصعب القول ان جبهة تحرير كشمير تتمتع بأي استقلالية عملياتبة عن جماعة عسكر طيبة. ويصر الخبراء بان عسكر طيبة تجيز كل هجوم تنفذه، بما في ذلك مذبحة نيسان في باهالغام. ويتجلى ذلك في قرار إسلام آباد تعزيز الأمن حول زعيم عسكر طيبة، حافظ سعيد، الخاضع حاليا للإقامة الجبرية في باكستان، تحسبا لانتقام سري من جهاز الأمن الهندي في أعقاب هجوم نيسان / ابريل.
وطالما اقر المحللون بان المؤسسة العسكرية الباكستانية قد رعت ودعمت جماعة عسكر طيبة منذ نشأتها وحتى إدراجها على قائمة عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وما بعدها. وان جماعة قوة الدفاع عن النفس لا تعمل دون اذن من جماعة عسكر طيبة، فان الأمر نفسه ينطبق على علاقة هذه الجماعة بجناح الاستخبارات العسكرية الباكستانية. وان ارتباط قوة جماعة الدفاع عن النفس بجماعة عسكر طيبة وقدرة عمل الأخيرة على العمل والتجنيد دون عقاب داخل باكستان، يوفر سياقا أساسيا للرد العسكري الهندي على سفك الدماء في كشمير في نيسان / ابريل.
في بداية شهر أيار أطلقت الهند "عملية سيندور" متعهدة بتدمير ليس فقط القواعد الرئيسية للجماعتين المسلحتين، بل أيضا الجماعات الإرهابية الأخرى العاملة داخل باكستان. وعقب العملية العسكرية الهندية في 7 أيار انتشر على الإنترنت مقطع فيديو لجنازة قتلى الغارات الجوية. وكان إمام الصلاة، حافظ عبد الرؤوف، أحد كبار الجماعات المسلحة المحظورة في الولايات المتحدة. وكشفت تقارير إعلامية إقليمية ان، رؤوف، كان برفقة كبار قادة القوات المسلحة الباكستانية، بالإضافة الى افراد من شرطة البنجاب والحكومة المحلية. تمثل هذه التصريحات ادانة لبلد ينفي بشدة مزاعم التواطؤ بين جيشه والجماعات المسلحة المتشددة.
هناك اعتقاد واسع ان فروع جماعة عسكر طيبة، قد عملت انطلاقا من مقر مساحته 200 فدان في منطقة موريديك. وكان هذا المجمع أيضا المكان الذي تلقى فيه مهاجمو مومباي عام 2008 تدريبهم، وكان أحد أكثر الأهداف تحصينا التي ضربتها القوات الهندية. لذا ليس من المستغرب ان يقود عضو بارز في جماعة عسكر طيبة جنازة القتلى في الغارات على موريديك. بالنسبة للهند كان قطع الشريان الذي يربط التجنيد والتدريب في البنجاب بالهجمات التي تم تنفيذها في كشمير بنفس أهمية استهداف المسؤولين المباشرين عن هجوم نيسان.
ما دامت هذه الديناميكية هي الواقع في باكستان، فإن الهدنات بين نيودلهي وإسلام آباد ستكون مؤقته. في 12 أيار، أعلن مودي نفسه ان العمليات العسكرية الهندية الأخيرة هي الوضع الطبيعي الجديد في حرب بلاده المستمرة ضد الإرهاب العابر للحدود. إذا واجهت الهند الان هجوما آخر في كشمير في المستقبل القريب، فمن المرجح ان تتصاعد التوترات بنفس القدر من التصعيد الذي شهدته الشهر الماضي إن لم يكن أكثر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

تصعيد خطير في المنطقة: إسرائيل تقصف طهران وخامنئي يتوعد بالرد

تصعيد خطير في المنطقة: إسرائيل تقصف طهران وخامنئي يتوعد بالرد

 المدى / متابعات دولية في سادس أيام الحرب، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، عن تنفيذ سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية داخل إيران، شملت منشآت لإنتاج أجهزة الطرد المركزي ومواقع لتصنيع الأسلحة في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram