د. فالح الحمـراني
لم يتضمن جدول أعمال فلاديمير بوتين في الأسبوع الماضي، الاجتماع التقليدي الذي يعقده مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي. ويبدو من المقرر أن تعقد هذه الهيئة الحكومية، التي يُفترض أنها استشارية ولكنها في الواقع هيئة استراتيجية، اجتماعًا شاملًا قريبًا.
وانتشرت على نطاق واسع تصريحات بوتين حول ان قرار القيام بأعمال التخريب والإرهاب الأوكرانية الحالية صدر من اعلى مستوى سياسي في كييف، وحول من المستحيل التوصل إلى اتفاقات أو حتى مفاوضات جوهرية مع هؤلاء الإرهابيين الواضحين. وفي هذا السياق لم تستبتعد صحية "موسموفسكي كومسمولتس" استهداف الضربات الروسية الشخصيات التي تصنع القرار في اوكرانيا المتورطة بالهجمات على المواقع الحساسة والمدنية والبنية التحتية غير العسكرية، وكشفت الصحيفة عن الاوكار تحت الارضية التي من المحتمل ان تدار فيها العمليات وتبني القرارات.
وبعد أن استحسن الرئيس بوتين إجراء اتصالات فنية ومشاورات إنسانية فقط مع أوكرانيا، أعلن بيانًا مهمًا أكد فيه: "سنناقش جميع جوانب هذه المسألة مع بعض الزملاء. وسنتحدث مع وزير الخارجية وممثلي الكتلة الأمنية في الاجتماع القادم لمجلس الأمن". ومن الممكن أن يكون هذا الاجتماع مشابهاً لسيناريو ذلك الاجتماع الشهير لمجلس الأمن الروسي، الذي بدأت بعده العملية العسكرية الخاصة في اوكرانيا.
وتحاول أوكرانيا الرد على الهجوم النشط للجيش الروسي في منطقة العمليات الخاصة بشن غارات على منشآت روسية ذات أهمية استراتيجية. ففي 3 يونيو توقفت حركة المرور على جسر القرم مرتين، بينما أبلغ جهاز الأمن الأوكراني عن محاولة مهاجمة هذه المنشأة المهمة للبنية التحتية للاتحاد الروسي، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير طائرات مسيرة فوق شبه جزيرة القرم. ويستعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي، ويطالب رئيس مكتبه، أندريه يرماك، بعد وصوله إلى الولايات المتحدة، بفرض أشد العقوبات على الاتحاد الروسي ومواصلة إمدادات الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا. وتعتزم كييف مواصلة عملياتها العسكرية، آملةً في الحصول على دعم غربي.
مع ذلك، لم تصدر أي تصريحات رسمية من المسؤولين الروس بشأن الوضع على جسر القرم الذي قالت اوكرانيا انها زرعت الغام في قاعدته. وفي الوقت نفسه، أفاد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي باعتقال مواطن من القرم، قام، بناءً على تعليمات من جهاز الأمن الأوكراني، بصنع قنبلة محلية الصنع لتنفيذ هجمات إرهابية في شبه جزيرة القرم.
في ظل هذه الظروف، تسعى كييف لتغيير ميزان الحرب لصالحها عن طريق شن أكبر عدد ممكن من الضربات على المنشآت الروسية المهمة في خطوط المواجهة وفي عمق روسيا. ووفقًا ليفغيني باليتسكي، رئيس منطقة زابوريزجيا في الاتحاد الروسي، فقد أدى هجوم مكثف بطائرات مسيرة ليلة 3 يونيو إلى انقطاع التيار الكهربائي عن 457 مستوطنة في المنطقة في محطة الكهرباء الفرعية، مما أثر على أكثر من 600 ألف مشترك. وفي منطقة خيرسون، ونتيجة للقصف، "انقطع التيار الكهربائي عن خط جانكوي-ميليتوبول للجهد العالي 150 كيلو فولت بشكل طارئ"، وفقًا لرئيس المنطقة فولوديمير سالدو، الذي أفاد بأن أكثر من 227 ألف شخص و44 منشأة اجتماعية مهمة قد انقطعت عنهم الكهرباء والمياه. كما سُجلت هجمات بطائرات مسيرة في منطقتي بيلغورود وكورسك. ووفقًا لمعطيات النائب السابق في البرلمان الأوكراني، أوليغ تساريف، الخبير السياسي، فقد أصيب 88 شخصًا في الفترة من 26 مايو إلى 1 يونيو نتيجة هجمات شنتها القوات المسلحة الأوكرانية.
وقد جرى فرض حالات طوارئ في منطقتي بريانسك وكورسك ليلة 1 يونيو، بعد انهيار جسرين، وخروج قطارات عن مسارها. وصنفت لجنة التحقيق الروسية الحادث على أنه هجوم إرهابي، وفقًا للممثلة الرسمية للجنة، سفيتلانا بيترينكو. وأضافت: "إن إرهابيين "دبرا" تدمير الجسرين بناءً على تعليمات من نظام كييف".
ولفتت وسائل الإعلام الغربية الانظار إلى فرض حالات الطوارئ على طرق النقل والمطارات العسكرية في مناطق مورمانسك وإيركوتسك وإيفانوفو وريازان وآمور التي تعرضت في في الأول من يونيو لهجمات الطائرات الأوكرانية المسيرة. وكما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن ممثل وزارة الدفاع في إحدى الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو، فإن هجمات أوكرانيا أجبرت الحلف على التفكير في ضرورة الانتباه إلى "نقاط ضعفه". ويشير الخبراء الذين أجرت نيويورك تايمز مقابلات معهم إلى أن الطائرات المسيرة التي استخدمتها كييف لمهاجمة المطارات الروسية "قد تُغير مفهوم الحرب."
وفي معرض تحليله للتكتيكات الجديدة لاستخدام الطائرات المسيرة ضد المنشآت الاستراتيجية للاتحاد الروسي، يعتقد ديمتري روجوزين، عضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد، أن " الهجوم الواسع والمتزامن بالطائرات المسيرة" سيشكل ضغطا على نظام الدفاع الجوي. ويضيف روجوزين: " وينبغي ان نتوقع هجمات مماثلة في الأشهر المقبلة ضخمة ومتزامنة". ومُدمجة أيضًا - باستخدام وسائل متنوعة: صواريخ كروز، وطائرات هجومية بدون طيار، وعمليات تخريب باستخدام طائرات هجومية انتحارية من طراز مروحيات، كما رأينا يوم الأحد"، وأشار إلى أنه لحماية المنشآت في المناطق الأمامية والخلفية، بما في ذلك العاصمة، "سيتعين علينا اللجوء بسرعة إلى وسائل وقوات دفاعية غير تقليدية".
في غضون ذلك، وخلال إحاطة إعلامية في فيلنيوس عقب قمة بوخارست التسعة ودول الشمال الأوروبي، صرّح فلاديمير زيلينسكي بأن أوكرانيا تلقت دعوة لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي يومي 24 و25 يونيو. وحسب قوله، فقد تم بالفعل التوصل إلى اتفاقيات جديدة بشأن الدعم العسكري والتكامل الأوروبي لأوكرانيا. وأشار إلى أن "الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد بدآ بالاتفاق على حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا"، والتي ستسمح لكييف بتغطية "ما يصل إلى 40% فقط من احتياجاتها من الأسلحة". وصرح رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، بأن كييف لا تزال تنتظر أسلحة بعيدة المدى لضرب الطرق اللوجستية الروسية. وأشار إلى أن كييف "لا تحتاج إلى قوات أوروبية، بل إلى مزيد من الذخيرة والمعدات العسكرية". وصرح نائب وزير الدفاع الأوكراني، أوليكساندر كوزينكو، خلال حديثه في منتدى حوار شانغريلا الأمني في سنغافورة، بأن كييف قد ارتقت بصناعة إنتاج الطائرات المسيرة إلى مستوى جديد، وتعمل على تطوير حلول مبتكرة جوًا وبرًا وبحرًا. وأضاف كوزينكو أن صناعة الدفاع الأوكرانية قادرة الآن على إنتاج 10 ملايين طائرة مسيّرة مختلفة سنويًا، وأن "الطائرات المسيّرة تُسبب 80% من الهزائم في ساحة المعركة".
جميع التعليقات 1
زاهر الشاهين
منذ 4 أسابيع
هذا الاعوبة ولينسكي ليس بيديه شيء. العصابة في كييف هي التي تامره على عذه الافعال. انهم عنصريون ونازييون . هم مالدواعشيين والجولانيبن.