علي إبراهـيم الدليمي
نظمت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين فرع البصرة، المعرض الشخصي الخامس للخطاط الفنان رعد عبد الرحمن، تحت عنوان (جماليات الحرف العربي)، الذي ضم مجموعة من لوحاته في فن الخط العربي، مع مجموعة من (المجسمات) الحروفية، التي تصلح لأن تكون نصب عملاقة في الساحات العامة، وفق رؤية فكرية متفردة، وهو يتلاعب بكل حرية وبصرية رائعة في حروف خطيّ (الديواني) و(الجلي ديواني)، اللذان يعتمدان على الخيال البصري المتدرب، ولكنه ظل ملتزماً بقواعدهما الصارمة.
الفنان رعد الخطاط، يستخدم ثقافته البصرية الفنية وهو يتناول أنواع الخطوط العربية، بشيء من المفهوم المعاصر والمتميز، في إخراج أعماله الفنية.. وقد وضع بصمته الشاخصة على جميع لوحاته منذ بداياته وحتى الآن.
هذا المعرض، كما يعبر عنه الفنان رعد: هو رحلة بين ضفاف الخط العربي ومجسماته ومحاولة لإحياء جماليات الحرف الذي حمل عبر العصور رسالة الجمال والحكمة. في رحاب الحرف واللون حيث يمتزج جمال الكلمة بروعة التشكيل وتتجلى روح التراث في ثوب معاصر. هنا، بين يديكم، آيات قرآنية تتنفس بهاء، وحكم تزهو بحروفها، وأشعار تتدفق كالنهر بين سطور اللوحات حاملة نبض الوطن وصدى الإنسان. أما المجسمات الحروفية، فهي محاولة لتجسيد الحرف في فضاء ثلاثي الأبعاد، ليكون جسدا يحكي قدمه ويحدثكم بلغة الشكل والفراغ.
رعد الخطاط، عاش ردحاً من الزمن مغترباً، ما بين المغرب، واسبانيا، والكويت، مما اكتسب خبرة عميقة في فن التصميم والطباعة والخط والزخرفة وغيرها.
يستذكر لنا بداياته مع هذه التجربة الغنية: "في عام 1989 أقيم في المملكة المغربية بالعاصمة الرباط التي كنت مقيما فيها (مهرجان المغرب العربي الأول للخط العربي والزخرفة الإسلامية) وقد تمت دعوة كل من الأستاذين يوسف ذنون، ومحمد سعيد الصكار. وأنا..
وقد خصصوا لنا نحن الثلاثة ركناً جميلاً ومستقلاً من قاعة العرض.. حقيقة كنت سعيدا جداً بلقاء أساتذيّ وفخوراً بهما وبتواجدهما كونهما قامتان عراقيتان في هذا المحفل الجميل، ومعرض مشترك لي معهما.. وقد كانا من ضمن لجنة اختيار الفائزين، فضلاً عن محاضرة للأستاذ محمد الصكار أدارها الاستاذ يوسف ذنون عن تكنولوجيا الطباعة الحديثة وضرورة المحافظة على جمالية الحرف العربي وإيجاد ابتكار أجمل ما يمكن رفده في صناعة الحرف طباعياً. ولا أنسى أبداً أنه لم يدع خطاطين معروفين آخرين من دول أخرى ما عدا الخطاطين الشباب المشاركين في المهرجان. وقد أهداني الراحل الصكار رحمه الله عددا من لوحاته المستنسخة بالألوان وذكر لي كيف أن الجمارك الفرنسية لا تسمح بخروج أي عمل فني إلا بموافقة وتوقيع وزارة الثقافة".
كان هذا دافعاً مبكراً، لاعتلاء ناصية التجدد والابتكار في هذا الفن الرفيع. ويومياً يبحث عن شيء جديد في كتابة وتصميم اللوحة الخطية المتميزة.
رعد الخطاط. مواليد البصرة/ 1954. عضو كل من: نقابة الفنانين العراقيين. وجمعية التشكيليين العراقيين/ البصرة. وجمعية الخطاطين العراقيين. رئيس اتحاد الرواد التشكيلي/ البصرة (2007 – 2009)
من أعماله: نصب تذكاري/ مدينة تافوغالت شمالي المملكة المغربية ارتفاع 6م/ 1996. ونصب تذكاري مدينة البصرة (الشراع) على الكورنيش ارتفاع 9م/ 2006. ونصب الشهداء مدينة البصرة (ساحة الطيران سابقاً) ارتفاع 22م/2008. كتاباته على العملة المغربية الورقية والمعدنية. وتصميم عناوين مغربية ومجلات ما زالت تصدر. عمل مصمماً للإعلانات في الصحافة الكويتية (جريدة السياسة 1976 – 1977). عمل مصمما وخطاطا في جميع الصحافة المغربية. عمل بصفة رسام في إسبانيا.