TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: آخر محطات الصغير والمدرس

العمود الثامن: آخر محطات الصغير والمدرس

نشر في: 12 يونيو, 2025: 12:07 ص

 علي حسين

أفضل وأغنى رواية عن خراب الأمم، تركها لنا مواطن نمساوي اسمه ستيفان تسفايج، ففي لحظة فارقة من تاريخ البشرية يكتب هذا الرجل النحيل مذكراته عن عالم مضى.
ما هو الشعور الذي سيخامرك وأنت تقرأ حكاية صعود القوى الكارهة للحياة، كما يصفها في مذكراته “عالم الأمس”؟ لا أدري.. حاول أن تقرأ.
يقول تسفايج: " الكاره للحياة لا يعرف إلا طريقا واحدا هو طريقه، لا يقبل حلا وسطا، يتوهم أنه وحده الذي يعلم، وعلى الآخرين أن يتعلموا منه " .
لا أحب أن ألقي عليكم دروسًا عن الكتب، لكن لا مفر من مراجعة تجارب الآخرين، لنعرف بأن العالم كله كان في يوم من الأيام مسرحًا للعبث والخراب.
هذا الخراب والخوف من المجهول يريد لنا أن نعيش معه إلى النهاية، فالساسة الذين سبحوا بحمد الأمريكان وقدموا سيوف الذهب إلى رامسفيلد وكانوا لا ينامون قبل أن يطمئنوا إلى أن بول بريمر راض عنهم، نجدهم هذه الأيام يطلبون منا أن نمرغ انف ترامب في التراب.
معطم سياسيينا مولعين بلقطات الأكشن، وفي كل تصريح نجد ذلك الإصرار في البحث عن لقطة مثيرة يستدرّون من خلالها آهات الإعجاب، وكان آخرها عروض "الشو" المثيرة التي يقدمها هذه الأيام مثنى السامرائي وهو يتنقل من دروس "لفلفة عقود وزارة التربية" إلى التغني بالنزاهة البرلمانية إلى التجول برتل من سيارات التاهو التي تعرف بالتأكيد من اين حصل عليها.. وكيف؟! .
الذين انتظروا الديمقراطية من الأحزاب التي تحكمنا يعانون من سذاجة مثلي، لأنهم يعتقدون أنهم يعيشون في ظل أحزاب تحترم الآخر. اليوم هناك قواعد جديدة للخراب السياسي، عبَّر عنها بعض خطباء الأحزاب. في الايام الاخيرة اخبرنا الخطباء سنة وشيعة بأن عدم الاشتراك في الانتخابات حرام، فيما يواصل الشيخ جلال الدين الصغير دعوتنا لمحاربة امريكا، بينما سينتظرنا الشيخ في قصره العامر الذي لا تنقطع عنه الكهرباء ولا " المالات " ، ولم ينس الشيخ ان يخبرنا ان الرفاهية والعدالة الاجتماعية والخدمات غير مهمة، فهي تخلق شعبًا خانعًا، فلا يهم ان ترتفع نسبة البطالة وتسرق اموال الكهرباء، المهم ان نتحول الى نموذج مثل اليمن. وخرج علينا الشيخ سعد المدرس، ليطالب بهدم كنيسة في الناصرية، لماذا يا شيخ؟ يقول لك: انها مؤامرة على العراق.
ربما يقول البعض: يا رجل هل أنت سعيد بوجود قوات أميركية في العراق؟.. ياسادة أنا ومعي ملايين العراقيين لم نطالب الأمريكان بغزو بلادنا، ولم نرحب بهم.. الذين ملأت الفرحة وجوههم هم الذين استقبلوا جورج بوش بالأحضان والابتسامات.. ومن يريد التأكد عليه ان يصعد في سفينة موقع غوغل ، وسيرى صورهم يتسامرون مع "العم سام".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram