المدى/بغداد
كرّمت قمة الإعلام العربي في دورتها الأخيرة التي أقيمت يومي 28 و29 مايو في دبي، الناشر والكاتب والسياسي العراقي فخري كريم، بمنحه لقب «شخصية العام الإعلامية»، وهي الجائزة الأرفع ضمن جوائز الصحافة العربية التي يرعاها منتدى الإعلام العربي برئاسة منى غانم المرّي.
ويعدّ فخري كريم من أبرز رموز الثقافة والإعلام في العالم العربي، إذ يمتلك مشروعًا ثقافيًا استثنائيًا يقوم على الإيمان بأن الإعلام وسيلة للتنوير لا أداة للتزييف، بحسب ما كتبه الكاتب عماد الدين حسين في مقاله المنشور على «بوابة الشروق».
وأشار حسين إلى أن تكريم كريم يمثل تكريمًا للكلمة الحرة والصحافة الجادة التي لم تنحنِ أمام الأزمات أو تغرها الإغراءات، لافتًا إلى دور دار المدى، التي أسسها كريم، في نشر أبرز ترجمات الأدب العالمي، وخصوصًا أدب أمريكا اللاتينية، إلى جانب مساهماتها في قضايا العدالة الاجتماعية ومقارنة الأديان.
واستعاد الكاتب جانبًا من سيرة فخري كريم، مشيرًا إلى أنه انضم لنقابة الصحفيين العراقيين عام 1959 وكان أصغر أعضائها آنذاك، ثم تولى رئاسة تحرير عدد من الصحف المهمة، من بينها “الفكر الجديد” و”طريق الشعب”، كما أصدر مجلة “النهج” في المهجر لتكون منبرًا للأحزاب الشيوعية العربية.
تعرض كريم خلال مسيرته للاعتقال ومحاولات اغتيال، قبل أن يغادر العراق ليستقر لفترة في بيروت ثم دمشق، حيث أسس عام 1994 «دار المدى للثقافة والفنون والنشر»، التي نظمت عبر سنوات أسابيع ثقافية شارك فيها كبار المثقفين العرب، قبل أن يعود إلى بغداد بعد عام 2003 ليؤسس جريدة «المدى» اليومية، ثم مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، وصندوق التنمية الثقافية الذي قدم الدعم لأكثر من 500 مثقف عربي.
واختتم عماد الدين حسين مقاله بالتأكيد على أن فخري كريم، رغم كونه كرديًا لا يتحدث الكردية، كان أحد أبرز المدافعين عن اللغة العربية، وأنه يمثل نموذجًا فريدًا لناشر ومثقف ومفكر كرّس حياته لخدمة العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر والتعصب، مؤمنًا بدور الكلمة في التغيير وبقدرة الإعلام والثقافة على بناء الجسور بين الشعوب.