الكتاب: تثقيف طفل تحت الحماية البريطانيةالمؤلف: تشينوا آتشيبيترجمة: عبد الخالق علي أول رواية للكاتب النيجيري تشينوا آتشيبي كانت " أشياء تتداعى و هي عبارة عن تصوير اقتصادي شفاف لمجتمع قبلي يتصدع تحت ثقل السياسة الاستعمارية، لدرجة ان قراءتها أصبحت مطلوبة في الكثير من المدارس الثانوية الأميركية. انها ترقى، في الأدب الأفريقي الحديث، إلى مستوى رواية " كيف تقتل طائرا مغردا ".
في عام 2007 نال السيد آتشيبي جائزة (مان بوكر) الدولية عن انجازاته خلال سني حياته. لكن بقدر ما تملأ أخباره الصحف فأنه صامت على الصفحات. المجلد الجديد " تثقيف طفل تحت الحماية البريطانية " – عبارة عن مجموعة مقالات – هو اول كتاب له منذ إصابته بالشلل النصفي عام 1990 في حادث سيارة في نيجيريا. انها عودة طيبة. الذين يتابعون السيد آتشيبي عن كثب لا يجدون جديدا في هذا الكتاب. انه يتناول موضوعات كان قراؤه يحبون الاطلاع عليها في 2009، مثل تأثير صدمة الحادث على حياته و على أعماله، لكنه في هذا الكتاب يتشابك أكثر مع الوساوس التي ميزت أعماله: الاستعمار، الهوية، العائلة، استخدام اللغة و إساءة استخدامها. و يعود الى بعض الخلافات التي لازالت تتّقد و التي أطّرت شهرته، مثل تحليله في عام 1975 للعرقية التي تكمن في رواية جوزيف كونراد " قلب الظلام "، و دفاعه ضد النقاد الذين هاجموه لكتابته أدبا أفريقيا بلغة المستعمر، الانكليزية. نشأ السيد آتشيبي في مستعمرة نيجيريا البرطانية. هذا الكتاب يأخذ عنوانه من التأشيرة المطبوعة على جواز سفره عندما سافر لأول مرة خارج بلده عام 1957 للالتحاق بمدرسة كوادر بي بي سي في لندن. جواز السفر يقرأ " شخص تحت الحماية البريطانية ". يقول السيد آتشيبي بمكر " انها كانت حماية مستبدة ". في نيجيريا التحق السيد آتشيبي بمدارس من طراز المدارس الحكومية البريطانية، و قرأ الروايات الانكليزية الكلاسيكية، الكثير منها عن أفريقيا. يكتب بوضوح عن تجربته الأولى مع هذه الروايات و كيف ان الغشاوة قد انقشعت عن عينيه:" لم اكن ارى نفسي أفريقيا في تلك الكتب. كنت انحاز الى جانب الرجل الابيض ضد الوحوش. كان الرجل الأبيض طيبا، منطقيا، ذكيا و شجاعا. الوحوش الذين اصطفوا ضده كانوا خبثاء، أغبياء و ماكرين. كنت اكره جسارتهم. لكن عند بلوغي السن المناسبة، حان الوقت لكي أدرك ان اولئك الكتّاب كانوا يعبثون معي! لم اكن على ظهر مركب مارلو الذي يبحر الى الكونغو في " قلب الظلام " ; و انما كنت واحدا من تلك المخلوقات المنفرة التي تتقافز على ضفة النهر و تفعل بوجوهها أشكالا قبيحة ". لقد ضاق صدره بما يقرأه في " قلب الظلام". يتحدث كونراد عن الأفارقة و كأنهم وحوش " بأرواح بدائية ". (عن الغارديان)
أول كتاب للكاتب تشينوا آتشيبي منذ عشرين عاماً
نشر في: 28 فبراير, 2011: 04:50 م