اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > عالم تسوده العدمية

عالم تسوده العدمية

نشر في: 28 فبراير, 2011: 04:51 م

الكتاب: كل الأشياء تبرقتأليف: هيربرت دريفوس وشون كيليترجمة: إبتسام عبد الله يقول الفيلسوف هيربرت دريفوس وتلميذه السابق شون كيلي: أن عالم اليوم تسوده العدميّة، أي إن الناس فيه لا يؤمنون بشيء، وأنهم لا يعرفون كيفية اختيار الشيء الذي يلتزمون به، من بين الأمور كافة. وهما من عليائهما في جامعتي هارفرد وبير كلي، يقولان،" إن تردد الإنسان، يعمّنا جميعاً،" ولذلك يقدمان في كتابهما،"كلّ الأشياء تبرق"
، نماذج من نصوص كلاسيكية، للاستدلال على كيفية وصوله إلى هذه المرحلة وكيفية التقلب عليها.وعلى الرغم من كونه مختصراً، فإنه كتاب مهم،ى يقدم آراء في مؤلفات هومر، دانتي، ديكارت وكانت، مضافاً إلى ذلك، نصوصاً لروائيين ومنهم هيركان ميلفيل، ديفيد فوستر والاس. ويؤمن المؤلفان أن الكتب العظيمة هي،"أماكن للتجمع"، حيث تتمركز فيها القوى الأساسية للثقافة، وهي قادرة على تخطيط رسم بياني لانحدارنا من هومر وهو يدين بالعرفان لعديد من الآلهة إلى والاس وهو عاجز أمام خيارات شتى.والكتاب لا يطرح أسئلة حول الإغريق و ولائهم أو الأمريكيين وكيفية اختيار قراراتهم. إذ يتحدث الفيلسوف بشكل عام عن الممارسات الدينية والفقر دون أن يلعب النوع دوراً في الأمر.ويعتقد دريفوس وكيلي شأنهما شأن فلاسفة آخرين مثل هارولد بلوم والآن بلوم وديفيد دينبي، أن النصوص الكلاسيكية تشير إلى قلقنا في هذا العصر. وهما في تركيزهما على موضوعات فلسفية، معتمدين على فلسفة هيدغر، يفسران علاقة التكنولوجيا بخيبة الإنسان المصقولة حالياً، ففي عقود زمنية سابقة، وقبل ان تتشكل فلسفة سقراط وأفلاطون، كان الناس في العرب مفتوحين أمام مختلف الأشياء الساحرة. ولكننا عندما بدأنا البحث عن الحقيقة، وأحاطت بنا حلقات من اليقين والشك، وفي خلال بحثنا عن أصل الخلق، لم نتواصل إلى يقين ثابت، ولذلك بدأ انحدارنا بعدئذ بنحو العديمة، وعندما أردنا الخروج من ذلك الشرك، انزلقنا أكثر نحو الأسفل، وغدا الكفاح جزءاً من المشكلة.وبالنسبة لهيدغر خاصة بعد تحالفه المزري مع النازية، وجد سبيلاً للإصغاء إلى الأعمال الكبيرة في الفنون والفلسفة، وأيضاً سماع دروس من الشعراء والحرفيين، وكان بذلك أملنا للانعطاف من الفراغ المعاصر وتغافل الوعي.ويرى المؤلفان في الماضي القديم أبان هوميروس،"الشكل الأعلى للتميز الإنساني، وأن أبطال هوميروس كان بإمكانهم الانفتاح على تنوّع من الآلهة. وفي قراءتهما لنصوص هوميروس وغيرها، يعتمدان بقوة على مفهوم هيدغر في،"التناغم".وبالنسبة لهما، فإن دانتي مصدر إعجاب لأنه يركز على التحفظ على مختلف أشكال الرغبة، وعبارة دانتي هذه ليست الجواب للعدمية ولكنها خطوة متقدمة نحوها.ومن أفضل فصول كتاب،"كلّ الأشياء تبرق"،ذلك الخاص بهيرمان ميلفيل وروايته،"موبي ديك" حيث يجد المؤلفان شخصية أهاب تتمتع بقوة الإرادة، وهي تميل إلى وحدانية السلطة، وفي خلال إدراك ميلفيل للحوت، تكمن فكرة أن لا معنى للكون ما وراء سطح الأحداث.إن كتاب"كلّ شيئ يبرق"، كتاب ممتع، ويستحق القراءة، لأنه يأخذ القارئ إلى آفاق جديدة، إلى ما وراء الدراسات الأكاديمية وبحوثها., وحتى إن كان القارئ غير متفق مع آراء الفيلسوف دريفوس وكيلي، في وصول العالم إلى مرحلة العدمية في قراراته، فإن التناغم مع أفكار ووجهة نظرهما، تمنحه قدراً من الانغماس في النصوص المستقاة من المفكرين أو الروائيين في الغرب ومنهما بشكل عميق.عن/ النيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram