TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > سقطة أخرى للحكومة

سقطة أخرى للحكومة

نشر في: 28 فبراير, 2011: 04:54 م

عدنان حسينهذه ثاني سقطة لحكومة نوري المالكي بعد سقطتها الأولى التي تمثلت في ان تشكيلها كان طويل الأمد جدا (منذ إعلان نتائج الانتخابات أو حتى منذ عقد الجلسة الاولى لمجلس النواب)، وإن تشكيلتها جاءت محاصصية جدا ومتضخمة جداً وناقصة كثيراً (حتى الآن لم تكتمل)!
نعم سقطت حكومة السيد المالكي الثانية في اختبارها الثاني: تظاهرات 25 شباط .. فهذه التظاهرات لم تأت بالصورة التي هوّلت منها الحكومة ومعها المؤسسات الدينية كلها.. بل إنها جاءت في صورة مناقضة تماما، فبدلاً من أن تكون رهينة وخطيفة للبعثيين والقاعدة، كما حذرت الحكومة والمؤسسات الدينية، رأينا بأم العين، في ساحة التحرير ومناطق التظاهر الأخرى في 15 محافظة، الشعارات المناهضة للبعث والقاعدة الى جانب تلك المنددة بالفساد والمحاصصة والمطالبة بالحق في حياة حرة كريمة مرفهة لشعب يعيش في بلد بالغ الثراء.هذه المرة أيضا سقطت الحكومة، بكل أطرافها من الكتل المؤلفة لها.. الكبيرة منها: التحالف الوطني وائتلاف العراقية والائتلاف الكردستاني، والصغيرة كذلك، فالجميع شركاء في مساعي هذه الحكومة لإجهاض تظاهرات الجمعة عبر التهويل من خطر قيادة البعثيين والقاعدة لها وسيطرتهم عليها، وعبر فرض إجراءات غير مبررة لا سابق ولا مثيل لها: حظر التجوال حتى للأفراد وقطع الطرقات والجسور والمبالغة في قمع المتظاهرين والإعلاميين، كما تجسّد على نحو خاص في ساحة التحرير ببغداد (لاحظوا انه حتى أنظمة بن علي ومبارك والقذافي وصدام الصغير - اليمن - وآل خليفة لم تتفتق أذهانها عما أقدم عليه نظامنا من استخدام طائرات الهليكوبتر ضد التظاهرات وملاحقة الإعلاميين حتى في مكاتب عملهم.. بل حتى في المطاعم التي قصدوها للغداء!).وكما في سقطة تشكيل الحكومة على النحو القائم، فإن الخاسر الأكبر في السقطة الأخيرة، هو رئيس الوزراء السيد المالكي الذي لم يتنبّه الى ان شركاءه هم، في معظمهم، على درجة من عدم النزاهة  بحيث دفعوه ليكون في (بوز) المدفع في مواجهة المتظاهرين بالإيكال إليه شخصيا إلقاء بيان التهويل المتلفز عشية التظاهرات (بعض هؤلاء الشركاء وضعوا رجلا هنا وأخرى هناك بإعلان تأييدهم للتظاهرات من دون المشاركة فيها او المشاركة على استحياء). وبالإضافة الى الشركاء غير النزيهين لم يتنبّه رئيس الوزراء أيضاً الى أن مساعديه ومستشاريه الكُثر هم على درجة من عدم الكفاءة بحيث ان أحداً منهم لم ينصحه بان بيانا متلفزا منه شخصيا لا يكون إلاّ عندما تواجه البلاد حدثا كبيرا (مناسبة وطنية أو كارثة طبيعية مثلا)، وإن أحداً من هؤلاء المساعدين والمستشارين، على كثرتهم، لم يشر إليه إلى أن أي تهمة البعث والقاعدة إهانة سافرة للمتظاهرين الذين معظمهم من الشباب، ضحايا دكتاتورية البعث وإرهاب القاعدة، التوّاقين إلى ديمقراطية حقيقية توفّر لهم فرص العمل والعيش الهانئ والى نظام مدني يضمن لهم الحرية والكرامة... لم ينصحه أحد، في الأقل، بان يترك مهمة التحذير والتهويل الى أحد الناطقين باسمه ولا يتولاها بذاته فيقطع على نفسه خطوط العودة عن هذا الخطأ.ليس للبعثيين وإرهابيي القاعدة قدرة على تنظيم التظاهرات وقيادتها.. هذا ما كان على رئيس الوزراء ومساعديه ومستشاريه أن يدركوه مثلما أدركه المتظاهرون أنفسهم .. كما كان على رئيس الوزراء ومساعديه ومستشاريه أن يلتفتوا أيضا الى ان البعثيين بالذات ليسوا في حاجة إلى تنظيم التظاهرات وقيادتها، فهم موجودون بوفرة في الدولة: البرلمان ومجلس الوزراء وأجهزة الحكومة ودوائرها كافة بما فيها الأجهزة الأمنية، ودوائر القضاء .. إنهم، كما نرى ذلك بأم العين ونلمسه لمس اليد، يعملون على تغيير النظام وإسقاطه من داخله، بخلاف المتظاهرين الذين يريدون إصلاح النظام ... من داخله. في الأسبوعين الأخيرين عاد السيد المالكي الى الشكوى علنا من معاناته من عيوب العملية السياسية وبالذات نظام المحاصصة الذي يعرقل تنفيذ ما يطمح إليه هو وحكومته، وكان عليه أن يجعل من المتظاهرين أصدقاء وأنصاراً له ويتخذ من تظاهراتهم سندا وعونا يعزز من أطروحته هذه إلى الدرجة التي يمكنه بها الضغط على شركائه غير النزيهين لإعادة تشكيل الحكومة بما يقلل من عيوب ومثالب تشكيلتها الحالية التي إن بقيت على حالها ستكون وبالاً عليه وعلى حزبه، وهذا ما ستبينه نتائج الانتخابات المحلية والبرلمانية القادمة .. وإذا لم يصدّق فليراهني!adnan255@btinternet.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram