كلما أوغلنا في موسوعة (البصائر والذخائر) لأبي حيان التوحيدي، ازداد انتقاء ما يلائم ذوق العصر منها صعوبة. لكن الحصيلة تأتي دائما طيبة، كما نظن. وهذا هو "مسواك" هذه الحلقة من "تراثيات" التوحيدي "المعاصرة".
- قيل لبعض السلف: ما شيء أغنى من البحر؟ قال: القانع. قيل فما شيء أقسى من الحجر؟ قال: قلب الكافر. قيل فما شيء أحرُّ من النار؟ قال: شَرَهُ الحريص. قيل فما أبرد من الزمهرير؟ قال: اليأس.
- قال عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كلُّ أمةٍ بجناتها، وجئنا بالحجاج بن يوسف لغلبناها.
- قيل للشَّعْبي: أكان الحجاج مؤمنا؟ قال: نعم بالطاغوت، كافرا بالله.
- أتى رجل من الخوارج الحسن البصري فقال له: ما تقول في الخوارج؟ قال: هم أصحاب دنيا. فقال: ومن أين قلت وأحدهم يمشي في الرمح حتى ينكسر فيه ويخرج من أهله وولده؟ قال الحسن: حدثني عن السلطان أيمنعك من اقامة الصلاة وايتاء الزكاة والحج والعمرة؟ قال: لا، قال: فأراه انما منعك الدنيا فقاتلته عليها.
- سئلت أعربية: ما أحسن عزاءك عن ابنكِ؟ فاجابت: إن فقدي ابني أمّنني من المصائب بعده.
- قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: قيمةُ كلِ امرىءٍ ما يُحسنه.
- قال جعفر بن محمد رضي الله عنهما: أربعة القليل منها كثير: النار والعداوة والفقر والمرض.
- قال بعض الظرفاء: غضب العاشق مثل مطر الربيع.
- كان بالبصرة رجل يلقب بقبة الاسلام من موالي سليمان بن علي، وكان له إبن خليع، وكان ابوه ينهاه عن المجون فلا ينتهي، فجاءه يوما وقال له: يا ابَه إني أريد الحجَّ، فسر بذلك أبوه، وقال الإبن: ولا أحُجُّ إلا مع خواصِّ إخواني، قال: سمهم لي، فقال: منهم ابن سِرْقِينَة، وعثمان خَراها، وأبو السُّلَاح، وعمر خريَة. فقال له ابوه: ويلك تريد أن تُسَمِّد الكعبة بهؤلاء؟!
- يقال: اذا كان فقه الرجل حجازيا، وسخاؤه عراقيا، وطاعته شامية، فقد كَمُل.
- قال أعرابي وذَكَر قوما: هَرِمَتْ بعدهم الدنيا.
- سمعت أعرابية كلاما اعجبها فقالت:هذا كلام يشبع منه الجائع.
- عرّف احدهم البلاغة بالقول: هي ما أدى المعنى الى القلب في أحسن صورة من اللفظ.
- سئل صوفي: ما صناعتك؟ قال: حسن الظن بالله وسوء الظن بالناس.
- سأل رجل عن جارة له أراد ان يتزوجها، فقيل له: إن كنت تريدها خالصة لك من دون المسلمين فلا تطمع.
- سئل ابن المبارك: ما التواضع؟ قال: التكبر على المتكبرين.
- علي بن عبيدة: قلت ابياتا من الشعر ووجَّهت بها الى اسحق الموصلي، وقلت انها عارية فاكسُها، فغنى فيها.
قال فيلسوف: المُحسِنُ معان والمُسيء مُهان.
- دخل زهرُّ المخنث حماما فرأى شيخا قد أنْعَظَ، فقال: فديتك ما لهذا قائما؟ قال: ذكر صديقا له بالعراق، قال: إفتأذن في تقبيله فقد انقطع الوفاء إلا منه.
- يقال في المثل: الدخان وإنْ لم يحرقِ البيت سوَّده.
- سئلت أم هارون الرشيد: اتحبين الموت؟ قالت لا. قيل ولم؟ قالت: لو عَصَيتُ مخلوقا ما أحببت لقاءه فكيف وقد عَصَيتُ الله؟!
قال ابراهيم الخواص: العارف لا يكدِّره شيء، ويصفو به كَدَرُ كل شيء.
تراثيات معاصرة
[post-views]
نشر في: 11 ديسمبر, 2012: 08:00 م