طالب عبد العزيز
ليس هناك من قلبٍ عربيٍّ انسانيٍّ لا تثلجه الصواريخُ الإيرانية التي تسقط على إسرائيل، ولن يرفَّ جفنُ عربي لسقوط آلاف الجثث من أنصار اليمين المتطرف، واتباع نتنياهو المتوحش، ومع كلِّ صاروخ يسقط ترتفع الأصوات، عالياً: الله أكبر، وليت السماء تظل تمطر صواريخ ومسيراتٍ على تل ابيب والمدن اليهودية. الله وأنبياؤه وأولياؤه والبشر جميعاً يتطلعون الى اليوم الذي تزول إسرائيل فيه، ذلك لأنَّ زوالها يعني الحياة الحرةَّ الكريمة، واستعادة الحرية، وحق تقرير المصير لملايين العرب الفلسطينيين.
مطعون في شرفه العربيِّ والآدمي كلّ من لا يتناغم مع (النصر) الإيراني في الحرب الدائرة اليوم، بل وقذرٌ وبشعٌ ولا يحقُّ له هواء الحياة كلُّ من يأنس ويتشفى بموت عالم نوويٍّ، إيراني أو انسان، أيّ انسان في طهران والمدن الإيرانية الأخرى. من يعرف الشعب الإيراني يشعر معي بحجم الطيبة والفطرة والجِبلة الإنسانية التي فطر عليها أولئك، الذين لا حول لهم ولا قوة، من الناقمين على النظام أو حتى المتّسقين معه. من لا ينظر الى المرأة الإيرانية بعين الاجلال والاكبار فليقرأ قصائد فروغ فرحزاد، وليشاهد أفلام عباس كيا رستمي، ومحمد رسولوف، وبيت مخلمباف، وليتذكر المناضلة العظيمة مهستي أميني، التي صنعت معنى الثورة، أو ليذهب سائحاً في المدن والقرى الجبلية الجميلة، وليطّلع بنفسه على حقيقة الشعب الإيراني، ذي التاريخ العريق، والمحب للطبيعة والحياة والجمال، والذي لا يشعر الانسان معه بأيِّ نفس طائفيّ.
ولو أتيحت الحدود لرأينا أنفسنا أول المتقدمين لدحر إسرائيل، ولجعلنا أبناءنا وأحفادنا في مقدمة الصفوف، لا لدين ولا لطائفة ولا لثأر تاريخي أبداً، إنما لكي تحيا أجيالنا بسلام، فهذه الغدة السرطانية التي زرعت في الجسد العربي لا بدَّ أن تزول. ما فعله اليمين المتطرف ونتنياهو بغزة يدعونا الى قول وفعل كل ما يوجب الزوال. منذ إعلان إسرائيل الحرب على حماس بعد السابع من أكتوبر 2023 والى اليوم والشهداء من الرجال والنساء والأطفال يسقطون في غزة، إذْ لم يمرَّ يوم واحدٌ دون شهداء، فإسرائيل تعمل على وفق قاعدة يهودية تلمودية تقضي بقتل الاغيار، وهي شريعة وحشية، تتجاوز في فهمها حدود الأرض والمستعمرات، أو ما فعلته حماس.لم تعد الحرب مع اليهودي الحاكم في تل أبيب حرباً بمقاسات الخلاف على شكل الأنظمة، التي يمكن أن تتعايش معها الدولة العبرية، القضية بالنسبة لهم تتجاوز الفهم التقليدي للخلاف التاريخي الى الوجود العبري وعدمه.
لكن، إذا كان الشرق الأوسط والعرب والمسلمون والبشرية رهينة إسرائيل ونتنياهو اليوم فأنَّ العراق ولبنان والخليج والشرق الأوسط والشعب الإيراني رهينة النظام الثيوقراطي في طهران أيضاً. إذن، نحن، أزاء نظامين يتحاربان بنا وعلينا وفينا، ولن تُحلَّ أزماتنا، بل، ولن نجد منفذاً آمنا لحياتنا ببقاء أحدهما. ما تتطلع اليه شعوب المنطقة ليس نصر هذا على ذاك، ولا الصلح بينهما، ولا التهادن. نعم، الحياة والمستقبل، وكلُّ ما هو لطف ورفقة ونور يكمن بزوال دولة إسرائيل، وقيام دولة فلسطين العربية، لكنَّ الحياة والحرية والعيش الكريم والطموح الإنساني غير مضمون في ظل النظام الثيوقراطي الإيراني اليوم. وإذا عدنا بالتاريخ سنقول بأنَّ الشرق والخليج العربي والعراق أيضاً كان آمناً، هانئاً قبل سنة 1979 ووصول السيد الخميني من باريس وقيامة النظام هذا. كانت العلاقات بين دول المنطقة مستقرة، وقائمة على أساس الاحترام والانتفاع المتبادل قبل مشروع تصدير الثورة الذي جرَّ المنطقة الى التناحر والتحارب والاختلاف، والذي منه أوقدت نار الطائفية، وهي السبب المباشر وغير المباشر في ظهور الوهابية، بوصفها الضدَّ النوعي للتطرف الشيعي.
ولكي لا نوصم بشيئ، مما في ضمائر المختلفين معنا نقول: مع كل ما عانينا منه، نحن العراقيين، بالذات، من ويلات ومقاتل وتناحر ومع كل الخراب السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي، ومشاكلنا المستعصية، التي حلّت بالعراق على أيدي النظام الإيراني وأتباعه وعملائه في ثورة تشرين، على وجه الخصوص نقول: اللهم إجعل النصر على أيديهم، واهلك إسرائيل ونتنياهو.
جميع التعليقات 2
Nagih Al-Obaidi
منذ 4 أسابيع
ومن يمنعك أنت وأبناءك وأحفادك من أن تتقدم الصفوف لدحر إسرائيل. يا لبؤس المتاجرات!!!
احمد سالم
منذ 4 أسابيع
آمين، ان شاءلله هذه الحرب ستكون نهاية كل المتطرفين اليهود.