TOP

جريدة المدى > عام > "مُخْتَارَات": <اَلْعِمَارَةُ عِنْدَ " اَلْآخَرِ: تَصْمِيمًا وَتَعْبِيرًا > "بِيَاكَا اَنْغِلِيسْ"

"مُخْتَارَات": <اَلْعِمَارَةُ عِنْدَ " اَلْآخَرِ: تَصْمِيمًا وَتَعْبِيرًا > "بِيَاكَا اَنْغِلِيسْ"

نشر في: 16 يونيو, 2025: 12:02 ص

د. خالد السلطاني
عندما عملت <باحثاً علمياً> في سنة 2002 بمدرسة العمارة/ الاكاديمية الملكية الدانمركية للفون في كوبنهاغن، كان "بِيَاكَا اَنْغِلِيسْ" (1974) Bjarke Ingels (نجم العمارة العالمي الحالي كما تصفه الآن الاوساط المهنية والصحفية)، قد انهى دراسته فيها متخرجاً قبل بضع سنين منها (تخرج سنة 1999)؛ والا كنت، في ذلك الحين، "صادفته" في الدرس الاكاديمي الذي كنت احيانا اقدمه لطلبة تلك المدرسة المرموقة. وها هو، حالياً، يعد من اشهر المعماريين العالميين ومصمم نماذج "إيقونات" العمارة الفريدة، واحد الذين "غيروا" ذائقتنا المعمارية واسلوب فهمنا للفعل المعماري وادراكه وتقبله، هو الذي عدته صحيفة "وويل ستريت جورنال" Wall Street Journal بكونه ".. المعمار الاكثر ابتكاراً لعام 2011". وفي سنة 2016 ادرجته مجلة <التايم> Time في "قائمة 100 شخصية الاكثر تأثيرا في العالم"؛ هو القائل بان "العمارة تبدو متحصنة في جبهتين غير خصبتين على حد سواء: إما ان تكون طوبائية ساذجة، أو عملية بشكل مخيف. نحن نعتقد بأن ثمة طريقاً ثالثاً موجودا يتمظهر في مفهوم <العمارة الطوبائية البراغماتية>!. وقد قال عنه، مرة، المعمار الهولندي العالمي والمنظر المعروف الحائز على <جائزة بريتزكر>: "ريم كولهاس" (1944) Rem Koolhaas ".. على عكس الكثيرين، وربما بمن فيهم انا نفسي، لا اعتبر بِيَاكَا اَنْغِلِيسْ تجسيداً لهذا المعمار او ذاك من الماضي، انه يمثل نمطاً جديداً متكاملاُ، يستجيب بصورة مثالية لروح العصر الحالي. ازعم بان بِيَاكَا اَنْغِلِيسْ هو اول معمار كبير يفصل المهنة على نحوٍ تام عن القلق والهموم. لقد رمى الثقل وراءه وارتفع. انه يتساوق كلياً مع مفكري وادي السيليكون الذين ينطلعون الى جعل العالم مكاناً افضل دون ذلك القلق والتوتر الوجودي، الذين شعرت بهما الاجيال السابقة بكونه امراً حاسماً لجهة كسب المصداقية الطوبائية".
ولد "بِيَاكَا بوندغو اَنْغِلِيسْ" Bjarke Bundgaard Ingels في 2 تشرين الاول 1974 في كوبنهاغن/ الدانمرك. والده كان مهندساُ مدنيا وامه طبيبة اسنان، دخل مدرسة العمارة في 1993 وتخرج منها عام 1999، بعد ان قضى سنة في المدرسة التقنية المعمارية العليا في برشلونة/ اسبانيا. عمل لدى مكتب " ريم كولهاس في روتردام / هولندا ما بين 1998 -2001. رجع الى كوبنهاغن سنة 2001 واسس مع صديقه البليجكي "يوليان دي سميت" مكتب PLOT وصمما عدة مباني نفذت في كوبنهاغن وخارجها. وبعد انفراط مكتب PLOT في نهاية 2005، اسس بِيَاكَا اَنْغِلِيسْ في كانون الاول (يناير) 2006 مكتبا خاصا به باسم Bjarke Ingels Group (BIG). ولدى المكتب حاليا ما يقرب من 700 موظف، كما افتتح المكتب فروعاً له في برشلونة ولندن ونيويورك وزيوريخ ولوس أنجلوس وأوسلو وبكين، ويتعاطي المكتب في مجالات متعددة كتصميم المباني والتخطيط الحضري والمناظر الطبيعية وتصميم المنتجات في جميع أنحاء العالم. وقد فاز المكتب في مسابقات معمارية عدة بضمنها الجناح الدانمركي في معرض إكسبو العالمي في الصين 2010. وإلى جانب ممارسته المعمارية، يسهم "بِيَاكَا اَنْغِلِيسْ" كأستاذ زائر في كليات الهندسة المعمارية بجامعات عالمية من ضمنها الجامعات الامريكية مثل جامعة رايس، وكلية الدراسات العليا للتصميم بجامعة هارفارد، وكلية الدراسات العليا للهندسة المعمارية والتخطيط والحفظ بجامعة كولومبيا، ومؤخرًا كلية الهندسة المعمارية بجامعة ييل.
يمتلك "بِيَاكَا اَنْغِلِيسْ" رؤىً مميزة استطاع ان "يمزجها" مع نشاطة التصميمي اللافت لتخليق حدث استثنائي في المشهد المعماري وخطابه على حد سواء. فهو يتحدث عن مفهومه الخاص للعمارة ويكتب في هذا الشأن: ".. يتعين ان تكون العمارة <حرفة عالمية>، حرفة بمقدورها ان تجترح عالماً لنا، حيث لا تحدنا معرفتنا وتقنياتنا عن ذلك، وإنما تمكننا من تحويل الاحلام السريالية الى احياز قابلة للسكن، وقادرة لتغيير الخيال الى واقع"! ويشرح وجه نظره بالتصميم المعماري، قائلاً بان أحدى التحديات الرئيسية التي تواجه المعمار اليوم هو تصميم المباني التي لن يرغب الناس في هدمها بعد عشر سنوات. اذ من المعروف بان كل مبنى جيد يتمتع بشخصية وطابع خاصين، قادريّن على توصيل جوهره إلى العالم المحيط به، بمساعدة مجموعة من المكونات التي تستجيب للموقع، والمناخ، والشمس، والرياح، وما إلى ذلك. من المهم جدًا أن يكون للمبنى حمض نووي خاص به. فإذا كنت، اثناء مرحلة التصميم، خائفًا من عدم بيع عملك وعدم ملاءمته للتطوير الشامل، فسيكون من الصعب على المبنى أن يبقى على قيد الحياة. هناك فرصة أفضل أن يتم هدمه قريبًا. يجب أن يتمتع المبنى بشخصية قوية وأن يُظهر قرارات مدروسة وذكية. فكل معمار (.. حتى لو كنت "فرانك جيهري" أو "فرانك للويد رايت") لديه عدد محدود من المباني التي يمكنه تنفيذها وبنائها في حياته،. لنفترض أنك محظوظ وقمت ببناء 100 مبنٍ. وحتى هذا العدد <الكبير> يغدو، امراً طفيفاُ وتافهاً مقارنة بالقياس مع الكوكب. ولكن ما يمكن أن يقاس حقًا هو الأفكار. الأفكار التى تسهم في تقدم الحياة العصرية. وبإمكانها إلهام الملايين من الناس. إن طريقتك المميزة في حل مشاكل معينة قد تحفز أو تساعد الآخرين على التفكير بشكل مختلف. ومرة، اجاب"بِيَاكَا اَنْغِلِيسْ" عن سؤال لمحاور معه عن ما يمكن ان يتعلمه طلاب العمارة من منتجه التصميمي قائلاً ".. ليس عليك اللجوء إلى الفلسفة الفرنسية أو الكابالا لجعل العمارة مثيرة للاهتمام - فالمزيج المناسب من العناصر العملية واليومية، مثل الشقق الرخيصة، والرغبة في امتلاك منزل بحديقة، والحاجة إلى إيجاد موقف سيارات، والتوجيه الأمثل لضوء النهار والمناظر الطبيعية، يمكن أن يتحول إلى مزيج قوي من الكيمياء المعمارية، مما يخلق قيمة مضافة (إن لم تكن ذهبية) وأشكالًا جديدة من العمارة. وبدلاً من الاختيار بين العملي والمثالي، نسعى جاهدين نحو عمارة مثالية واقعية تسعى وراء جعل العالم مكانًا أفضل.
وفي مكان آخر، يتحدث بِيَاكَا اَنْغِلِيسْ عن رؤيته ورؤية مكتبه لمفهوم العمارة، حيث يؤكد " بإن العمارة، في جوهرها، هي استيعاب مستمر للخبرة الحياتية المتراكمة لدى البشرية. فالمشروع المستمر هو بمثابة مدينة، عملية وحيّة ودوما في تطور وفي تنمية، وهي بهذا متسقة مع حياتنا. الفكرة ليست إعادة إنتاج وجهة نظر واحدة للحياة، أو هي مقتصرة على جنسية واحدة، أو دين واحد، كما يؤكد المعمار الدانمركي الشاب، بل توظيف التنوع الثقافي بأكمله. لا ينبغي أن يكون المشروع الحضري مجرد <عقيدة>؛ ذلك لان المدينة هي مشروع مفتوح النهايات والذي يتعين عليه ان يوحد تلك المؤشرات جميعها ويسعى الى اتحادها معاً". وفي رأيه فان العمارة "تندثر" و"تنقرض".. و"تموت" عندما لا تجد احداً يرعاها او بحاجة اليها. ويذكر مثالا على ذلك فيقول "..في <جزر فارو > Faroe Islands (وهي مقاطعة متكونة من جزر ذات حكم ذاتي، تابعة الدانمرك، خ. س.)، توجد منازل خشبية يبلغ عمرها حوالي نصف الف عام. وهي لاتزال باقية. لم يكن بوسعها البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة لو لم يكن هناك اشخاص يقيمون بالقرب منها ويهتمون بها. بمقدور المعمار ان يجعل مشروعه "يدوم الى الابد" إذا قبله الناس وأحبوه واهتموا به.
صمم مكتب بِيَاكَا اَنْغِلِيسْ BIG عشرات من الابنية ذات اللغة التصميمية الاستثنائية في بلدان متنوعة بالعالم وحازت تصاميمه على انتباه جاد ولافت من قبل اوساط مهنية عديدة كما نالت معظمها على جوائز وتقديرات مختلفة، ويتردد اسمه منذ بعض سنوات ضمن الاسماء المرشحة لجائزة "بريتزكير" Pritzker المرموقة والتى تعد بمثابة "نوبل العمارة". لا يمكن، هنا، ببواعث تحريرية ان نتناول باسهاب نماذج ما صممه مكتب BIG لكننا سنتحدث ولو باقتضاب عن احد مبانية "الكوبنهاغنية" التى ازورها باستمرار، وهي مبنى <إسكان الجبل> (مثلما ازور دوماً، بالمناسبة، بقية تصاميميه بالعاصمة الدانمركية، حيث اقيم، مستمتعا بلغاتها المعمارية وبذكاء حلولها التصميمية). ومبنى "اسكان الجبل" او كما يسمى Bjergbolig يعود تاريخه الى عام 2008، وهو كناية عن مجمع سكني.
ما يميز مشروع "إسكان الجبل"، هو <سرديته>: السردية التي بمقدورها ان تؤسس لنفسها فضاء معماريا استثنائيا، يمكن به "استنطاق" تلك السردية، وتحويلها الى مفردات لغة تصميمية مميزة. كان "اسكان الجبل" ينطوي على تحقيق مجموعة من شقق سكنية، بالاضافة الى تأمين مواقف سيارات لاصحاب تلك الشقق وزوارهم. كما اقتضى برنامج المشروع بان يكون <ثلث> (3/1) المساحة المبنية مخصصة الى السكن و"الثلثين" (3/2) الباقيين الى مواقف السيارات. وبدلا من ان يشيد مبنيين منفصلين لتلبية متطلبات البرنامج، ارتؤي دمج هاتين الوظيفيتين بكتلة بنائية واحدة، ضمن "علاقة تكافلية" Symbiotic relationship، كما دعاها المعماريون؛ على ان ترتقي تلك العلاقة لتكون بمثابة "ثيمة سردية"المشروع الاسكاني الاساسية! وان تكون عملية "الدمج التكافلي" ذاتها هي التى يعوّل عليها في خلق "حبكة درامية" مثيرة (ومطلوبة..ايضاً!) لتلك السردية المختارة. ومرة اخرى، يثبت معماريو مكتب "بيغ" بان معطى"الافكار" السردية المفترضة، بمقدوره ان يضحى مرجعاَ تصميمياَ، يضفي القا واثارة على المنتج التصميمي المعاصر، الذي استفاد (.."ويستفيد" كثيرا) من تطور الفكر الهندسي والتقني، وتنوع المقاربات المعمارية، الخالقة لذائقة جمالية تستوعب مخرجات ذلك التطور، وتتبنى تنويعات تلك المقاربات الزاخر بها المشهد المعماري الراهن.
ادناه بعض اقوال المعمار "بِيَاكَا اَنْغِلِيسْ" صرح بها في وسائط مختلفة، جمعتها واخترت منها ما اظن بانه يعكس ذهنية هذا المعمار المجد والمتجدد.
- "الطريقة الوحيدة للتنبؤ بالمستقبل هي تصميمه"
- " العمارة الناجحة لا تقتصر على الجماليات، بل على خلق مساحات هادفة وعملية".
- "أفضل <عمارة> هي التي تُفاجئ وتُبهج، وتُثير المشاعر وتُخلق تجارب لا تُنسى".
- " الاستدامة لا تقتصر على إضافة بعض الألواح الشمسية، بل تشمل إعادة التفكير في علاقتنا بالبيئة وإيجاد حلول إبداعية لمستقبل أفضل".
- "يجب أن يكون المبنى أكثر من مجرد مأوى؛ بل يجب أن يكون حافزًا للتفاعل الاجتماعي والمشاركة المجتمعية".
- "أفضل التصاميم هي تلك التي تجعل الناس يتساءلون لماذا لم يفكروا في ذلك من قبل".
- "لا تقتصر العمارة على الهيكل المادي فحسب، بل تُعنى أيضًا بخلق شعور بالمكان، وارتباط بالبيئة والسياق المحيط".
- "يجب أن يتكيف المبنى مع مستخدميه، وليس العكس. يجب أن يكون مرنًا ومستجيبًا لاحتياجاتهم ورغباتهم".
- "يجب أن تكون العمارة شاملة، وسهلة الوصول، ومرحبة بالجميع. يجب أن تحتفي بالتنوع.وتعكس قيم المجتمع الذي تخدمه".
- "أعتقد أن العمارة، كأي شيء آخر في الحياة، فانها عملية تطوريّة. الأفكار تتطور؛ فهي لا تأتي من الفضاء الخارجي وتصطدم بلوحة الرسم".
- "في الصورة الكبيرة، تبدو العمارة بكونها فناً وعلماً يسعيان الى التأكيد من أن مدننا ومبانيها تتناسب مع الطريقة التي نتوق أن نعيش حياتنا بها ".
- "بالنسبة اليً، العمارة وسيلة وليست غاية. إنها وسيلة لجعل أشكال الحياة المختلفة ممكنة".
- على المعماريين ان لا يقتصر جهدهم على تصميم واجهات جميلة أو منحوتات بديعة، بل ان يكونوا مصممي أنظمة بيئية وأقتصادية، عندها بمقدورنا ان نُوجّه ليس فقط تدفق الناس وانما التحكم بفيض الموارد، من خلال مدننا ومبانينا.
- "في التخطيط الحداثي التقليدي الذي أنشأ الضواحي، انت تُموضع المباني السكنية في أحياء الضواحي، والابنية المكتبية في حدائق محيطة، والمحلات التجارية في مراكز التسوق. لكن هذا التخطيط يفشل في استغلال إمكانية التكافل أو التوليف بهذه الطريقة".
- "أعتقد أن العمارة نادرًا ما تكون نتاجًا لأيديولوجية واحدة، بل إنها أقرب إلى فكرة عظيمة. يمكنها استيعاب العديد من أشكال الحياة".
- " العمارة هي فن وعلم، معنية في تجديد سطح كوكبنا باستمرار ليتناسب مع أسلوب حياتنا. مع تطور الحياة، يجب أن تتطور مبانينا ومدننا أيضًا، حتى يكون لدينا إطار مادي مُصمم خصيصًا لأنماط حياتنا المثالية، بدلًا من أن نُجبر على العيش بطرق فرضتها علينا هياكل قديمة. الهندسة المعمارية ليست الهدف، بل هي جسر للوصول إلى الهدف. الهدف هو تعظيم إمكانات تطوير الحياة البشرية إلى أقصى حد. وبطريقتنا المتواضعة، هذا ما نسعى إليه".
- "أعتقد باني في أي موقف تقريبًا، أستطيع أن أفهم وجهة نظر أخرى، قد لا أتفق معها بالضرورة، ولكن يمكنني التعاطف معها ومحاولة فهم سبب تصرف شخص ما بهذه الطريقة وليس بشكل مغاير. هناك قوة عظيمة في هذا: التخلي عن عقيدة "دوغما" Dogma واحدة ومحاولة فهم ما يريد هذا الشخص أو هذه المجموعة من الأشخاص قوله حقًا. في نهاية المطاف، معرفة الغير (او التعاطف) Empathy هو قوة عظمى لا تصدق. في العمارة والفن والعلم، التعاطف يجعل من الممكن قبول أشخاص مختلفين لديهم وجهات نظر مختلفة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

حركة الشعر الحر: مواقف وتأثيرات

دراسة بالروسية: لطفية الدليمي من رواد السرد العراقي الحديث

موسيقى الاحد: سياحة موسيقية في ألمانيا

العمارة الاسلامية في تميزها.. وتنوعها

متعة اللقاء مع الشاعر الكبير شيركو بيكه س

مقالات ذات صلة

محمد حياوي: عمل المخيلة يبقى غامضًا وعصيًا على الفهم ويتفاعل بطرق غامضة
عام

محمد حياوي: عمل المخيلة يبقى غامضًا وعصيًا على الفهم ويتفاعل بطرق غامضة

حاوره/ علاء المفرجي ولد الروائي والفنان محمد حياوي في مدينة الناصرية، واكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها وتخرج من معهد الإدارة، عمل في مجال الصحافة الثقافية كمحرر في القسم الثقافي لجريدة الجمهورية. وبدأ نشر كتاباته...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram