TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > المدى تستذكر شيخ المعماريين محمد مكية: استلهام الماضي بروح جديدة

المدى تستذكر شيخ المعماريين محمد مكية: استلهام الماضي بروح جديدة

نشر في: 16 يونيو, 2025: 12:05 ص

متابعة المدى

جلسة جديدة أقامها بيت المدى للثقافة والفنون ضمن جلساته الأسبوعية، وكانت هذا الأسبوع مخصصة لاستذكار رائد العمارة البغدادية المعماري الراحل محمد مكية، وذلك بمناسبة مرور عشرة أعوام على رحيله، واكتظت قاعة بيت المدى بالمتخصصين بفن العمارة والمثقفين ومحبي المعماري الراحل من الأكاديميين والمعماريين والفنانين التشكيليين، إضافة إلى عدد من طلابه القدامى.

 

وبدأت الجلسة بكلمة مقدمها رفعة عبد الرزاق حيث قال: محمد مكية هو واحد من أهم رواد الهندسة المعمارية في العالم العربي. صمم كثيراً من المباني في عدة بلدان عربية وإسلامية، وحصل على جوائز عالمية ودولية من هيئات هندسية متخصصة عن أعمال صممها. وُلد الدكتور محمد صالح مكية في عام 1914، في محلة صبابيغ الآل المجاورة لجامع الخلفاء ومنارته الشهيرة بمنارة سوق الغزل في بغداد. واصل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فيها، وسافر في عام 1935 في بعثة لوزارة المعارف العراقية إلى بريطانيا والتحق بجامعة ليفيربول، ودرس الهندسة المعمارية فيها، وحصل على الدكتوراه عام 1946 من جامعة كامبردج البريطانية. انتُخِبَ عام 1952 خبيراً في الأمم المتحدة، ثم رئيساً لجمعية التشكيليين العراقيين في بغداد في عام 1955، فعضواً للمجلس الدولي للنُصب التذكارية في روما عام 1967. حصلَ على جائزة أفضل إنجاز مدى الحياة في مدينة دبي، وهو الذي أسَّس ديوان الكوفة في لندن، وتوفي عام 2015. وأسس الدكتور محمد مكية قسم الهندسة المعمارية في كلية الهندسة بجامعة بغداد عام 1959، وكذلك صمم جامع الخلفاء عام 1960 ثم أضاف التوسع إليه عام 1980 وكان هذا التصميم المبتكر قد أحتوى على التراث الذي أضفى فيه الطابع الإقليمي على الشكل.
وتوالى بعدها ضيوف الجلسة متحدثين ومستذكرين الراحل، وبدأت بالتدريسية في قسم الهندسة المعمارية، بجامعة بغداد، شذى عباس والتي قالت: تعلمنا من محمد مكية كيف نصمم عمارة نابعة من جذورها، ليست عمارة ضعيفة، ولا عمارة يمكن وضعها في أي مكان. بل هي عمارة نابعة من مكانها، والذي أعنيه هو أنها محملة بجذورها وتاريخها، وممزوجة بروح العصر في الوقت نفسه.
قبل وفاته بعام أو عامين، جاء إلى جامعة بغداد، وكنا محتفين به جداً. وزار القسم المعماري، وألقى كلمة مهمة للخريجين وللتدريسيين، كانت مؤثرة على الصعيد المهني والأكاديمي.
وأهم ما زرعه في داخلنا هو كيف نصمم عمارة عراقية معاصرة، وهذا أمر بالغ الأهمية، وتعلمنا منه، وليس من أي شخص آخر، وقدم نصيحة مهمة للمعماريين بشكل عام، قال فيها: “ارسم بيدك لا بأس إن كانت هناك تكنولوجيا حديثة وبرامج معمارية متقدمة، لكن يجب أن نواكبها، ويجب أن تكون البذرة الأولى نابعة من عقلك أنت، لا من الكمبيوتر”.
ثم أسهم الأكاديمي والمعماري موفق جواد الطائي، بكلمة استذكر تفاصيل حياتية ومهنية من مسيرة محمد مكية فقال: محمد مكية ينتمي إلى فئة المبتكرين، وليس المبدعين، لأنه يبدأ من عناصر أساسية في التراث والتاريخ، ومن خلالها يبتكر أشياء جديدة. يتميز محمد مكية بأسلوبه القائم على العودة إلى عناصر إنشائية من الماضي، يستلهم منها ليُنتج الشكل الجديد. كان المفهوم الأساسي لدى محمد مكية هو أن “التراث محفّز للتنمية”، وأكثر إنسان كان يحبه محمد مكية في حياته هو مصطفى الكاظمي، فكان يحمله، ويطعمه، ويشاركه آراءه. وهو من ساعد مصطفى الكاظمي على الدخول إلى عالم السياسة. ورئيس الوزراء الأسبق مصطفى الكاظمي يعرف من العمارة ما لا يعرفه كثيرون. أنا عملت معه لأربع سنوات. حتى في آخر محطات حياة محمد مكية، رافقه فيها مصطفى الكاظمي. واضاف: نحن بحاجة إلى أن نفهم الفرق بين الفن التشكيلي والعمارة، فكثير من الناس يقولون إن العمارة تشكيل، وآخرون يقولون إنها هندسة، فكلا القولين غير دقيق. فالتشكيل هو لغة العاطفة، أي أنه يعتمد على المشاعر والحدث، بينما الهندسة هي لغة الحُسن والتنظيم. العمارة تحتاج إلى الاثنين معاً.
المعماري علي نوري قال: تربطني علاقة قوية بالراحل، وقد كنت معه في نفس المحلة ففي صبابيغ الال وفي نفس المدرسة الابتدائية، التي كان فيها زميلا لعمي شمس الدين موسى، دخلت القسم المعماري بعد انتهاء دراستي الأولية وكان هو رئيسا للقسم، وكان يحرص على مقابلة كل طالب متقدم لدراسة العمارة، فقابلني وسألني ان كنت استطيع أن ارسم كوخا عراقيا.. والى حد الخامس كان هو رئيس قسمنا، عملت معه على مشروعين، الأول مشروع جامعة الكوفة، والثاني جامع الخلفاء، وهذا الجامع انتقده عليه د. كمال السامرائي ورد عليه مكية.. وجامعة الكوفة كان احمد الشالجي وهو والد زوجتي سكرتيرا للجامعة.. فقد طلبوا منا ومنهم صالح مهدي عماش واتهمهم اتهامات باطلة.
ثم تحدث الاكاديمي د. معتز عناد قائلا: وجه شكره للمدى التي تذكرنا دائما.. سأتحدث عن جانب من حياة من حياة محمد مكية، الذي يقول أن العمارة هي أم الفنون، وكان دقيقا في وصفه للعمارة، وكان واضحا في اعماله بهذا الامر، فقد قدم مع القحطاني المعماريين عوني والمدفعي وكذلك اشراك الفنانين الأطباء مثل خالد القصاب، ونوري بهجت، وقتيبة الشيخ نوري وكثيرين، ان الفن ليس ملك للمتخصصين بل لجميع من يهنم الفن.. فقد كانت علاقته بجواد سليم وثيقة جدا. ومما اذكر كجعل كلمة (علي) في واجهة عمارة جامعة الكوفة، وهذه قادت لسجالات عديدة مع صالح مهدي عماش كما ذكر د. علي نوري.
الفنان والناقد التشكيلي د. جواد الزيدي اثنى على مبادرة المدى، في بداية حديثه وقال "ماذا اتحدث عنه بعد ما تحدث المعماريون المتخصون.. محمد مكية عاش قرنين من الزمن، وهذه تحققت فيها أشياء كثيرة ربما كان محمد مكية شاهدا عليه، فهل هو الأستاذ هل هو المعماري، انا اراه مربي وراعي لاجيال عديدة من المعماريين".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

يوسف ذنون ظاهرة خطية فريدة ومرجعا تراثيا

بيت المدى يقدم قراءة ثقافية واجتماعية لثورة الـ20

ظهور نادر لعادل إمام بعد غياب طويل

براد بيت يعترف بالندم على إرتباطه بأنجلينا جولي

هناء مال الله تبدأ بحثها الفني في المتحف البريطاني

مقالات ذات صلة

رحيل إقبال نعيم بعد مسيرة فنية تجاوزت الاربعين عاما

رحيل إقبال نعيم بعد مسيرة فنية تجاوزت الاربعين عاما

 متابعة المدى ودع الوسط الفني العراقي أمس الاربعاء واحدة من أهم الأصوات الإبداعية، وهي الفنانة والمخرجة إقبال نعيم، عن عمر ناهز 67 عامًا، بعد مسيرة زاخرة بالعطاء، كان فيها المسرح بيتها الأول والأخير،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram