ترجمة عدنان علي
اندلعت موجة جديدة من الاحتجاجات المرتبطة بحركة خالستان في كندا قبل أيام من قمة مجموعة السبع، مما أثار المخاوف من النشاط المتطرف والنفوذ الخارجي. هذه المرة، تفاقم الجدل مع رؤية العلم الباكستاني يرفرف الى جانب رايات خالستان، وهي خطوة يرى العديد من المراقبين انها ليست محض صدفة، بل هي إشارة واضحة الى الدعم الخارجي للحركة.
وبينما يستعد رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، لحضور قمة مجموعة السبع التي ستقام في كندا للفترة من 15 الى 17 حزيران الجاري، أعلنت جماعات السيخ المرتبطة بحركة خالستان عن سلسلة من الاحتجاجات تهدف الى مهاجمة سياسات مودي من بدايتها الى نهايتها. وأصدر المستشار العام لحركة خالستان، غورباتوانت سينغ، المصنف إرهابي من قبل الهند، تصريحات ومقاطع فيديو استفزازية، متعهدا بمحاسبة مودي على اغتيال هارديب سينغ نجار، المواطن الكندي والمدافع عن خالستان الذي قتل العام الماضي. وتهدف الاحتجاجات الى الضغط على دول مجموعة السبع لمواجهة الهند بشأن مؤامرات القتل المأجور المزعومة التي تستهدف نشطاء خالستان في الخارج.
وكان مقطع فيديو قد انتشر مؤخرا عن سيرة مؤيدة لخالستان في فانكوفر، يظهر انصارا يحملون اعلام خالستان وباكستان، الى جانب دمى لقادة هنود. وهذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها مثل هذه الصور في فعاليات مرتبطة بخالستان في كندا. فقد شهدت احتجاجات سابقة أيضا رفع أعلام باكستان وخالستان معا.
من جانب آخر اشارت تقارير استخبارية الى دعم باكستان طويل الأمد لحركة خالستان، لا سيما من خلال جهاز الاستخبارات الباكستاني. وقد اقر مدير جهاز الاستخبارات الأمنية الكندي مؤخرا بدور باكستان في التأثير على السياسة الكندية ودعم خالستان، واصفا مشاركة إسلام آباد بأنها محاولة لمواجهة نفوذ الهند. وبينت تحقيقات وتقارير مراكز أبحاث كيف تستغل باكستان جماعات حركة السيخ للعدالة لزعزعة استقرار الهند، مع وجود روابط عميقة بين نشطاء خالستانيين رئيسيين ومواطنين باكستانيين.
من جانب آخر أفاد صحفيون ومراقبون كنديون بتصاعد التطرف والترهيب المرتبط باحتجاجات خالستان. وتعرض، موكا بيزيرغان، وهو صحفي استقصائي يغطي الأنشطة المرتبطة بخالستان، للاعتداء مؤخرا أثناء تغطيته لمظاهرة مؤيدة لخالستان في فانكوفر. ووصف بيزيرغان الحركة بأنها من تنظيم حركة السيخ للعدالة وذلك بغطاء سياسي من منظمات مثل المنظمة العالمية للسيخ، وأشار الى احجام السياسيين الكنديين عن النأي بأنفسهم عن هذه الجماعات. كما شهدت الاحتجاجات تمجيدا للعنف مما أثار المزيد من المخاوف بشأن تطرف شريحة هامشية من الجالية الهندية في الخارج.
وكانت الاحتجاجات المؤيدة لخالستان صاخبة وواضحة، فيما أعربت عدة جماعات هندية كندية عن دعمها القوي لزيارة رئيس الوزراء مودي، مؤكدة ان المتظاهرين لا يمثلون سوى جزء ضئيل من الجالية السيخية في كندا، والبالغ عددهم مليوني نسمة. ومع ذلك، فقد أدت هذه الاحداث الى توتر العلاقات الهندية – الكندية، حيث أعربت نيودلهي مرارا عن قلقها إزاء النشاط المتطرف على الأراضي الكندية، وواجهت أوتاوا انتقادات لما اعتبرته تقاعسا.
وينظر على نطاق واسع الى ظهور العلم الباكستاني الى جانب رايات خالستان في الاحتجاجات الكندية على انه رسالة موجهة ولست مصادفة. تشير الأدلة، من معلومات استخبارية وتصريحات، الى ان أبرز عناصر حركة خالستان في الخارج لا يعملون بمعزل عن الاخرين، بل هم جزء من حملة أوسع نطاقا مدعومة من الخارج لزعزعة استقرار الهند. ان الرسالة واضحة من اجتماع العلمين وهي ان القوى التي تدعم حركة خالستان ليست خفية ولا عرضية، بل هي جزء من ستراتيجية مدروسة ومستمرة تواصل تحدي السلطات الهندية والكندية على حد سواء.
راية باكستان بجانب راية خالستان رسالة ضد مشاركة الهند بقمة مجموعة السبع في كندا

نشر في: 16 يونيو, 2025: 12:02 ص









