الموصل / سيف الدين العبيدي
تعد منطقة المجموعة الثقافية بالجانب الايسر من الموصل واحدة من اهم المناطق التجارية والتي تمتاز بكثرة حركة السكان فيها فهي تضم محلات تجارية وكذلك تتواجد عندها جامعة الموصل ونفق المجموعة الذي يشهد زحاماً كثيفاً للسيارات عند اوقات الدوام، وبذلك فهو بحاجة ماسة إلى توسعته وتشييد معبر من داخله والغاء التقاطع عنده الذي يعد السبب الرئيسي للزحام،
وبدل ذلك قامت بلدية الموصل في تغليف النفق والمجسر الذي عليه بلوحات تعبر عن الحضارة الاشورية لكنها مصنوعة من الاسمنت على ايدي ناحتين اثنين من الموصل وبطريقة عمل تضم الكثير من الاخطاء الفنية بحكم المختصين في مجال النحت، وبتكلفة مليارين و٤٠٠ مليون دينار، حيث واجه العمل انتقادات لاذعة من المختصين والشارع الموصلي على المبلغ الضخم، وإمكانية استثماره في تنفيذ مشاريع اخرى اكثر فائدة مثل المستشفيات والمدارس او توسعة الطرق.
اقدم نحاتي نينوى طلال صفاوي يقول بحديثه لـ(المدى)، انه كان من المفترض على الجهة المسؤولة عن العمل ان تقيم مسابقة على مستوى نحاتي العراق وتجلب افضل النحاتين سواء من نينوى او بغداد او البصرة، وبعد تقديم الاعمال على الورق يتبين من يستحق.
واضاف ان المكان الذي اقيم فيه العمل غير مناسب وكان يجب ان يقام في موقع يجعل من المرء يشاهد المجسمات بوضوح، مثل بانوراما نصب الحرية لجواد سليم الذي أصبح عملا يتباهى العراقيون به امام العالم.
وبين ان الاعمال الفنية للدولة الاشورية هي في منتهى التشريح والدقة والإخراج وما نفذ لا يتوافق مع القيمة التاريخية لها، وان هذه الجداريات ينقصها التشريح وكذلك نوع المواد المستخدمة سيئة جداً، واقترح على الناس ان يعرضوا العمل على كبار النحاتين من العراق وليروا ماذا سيقولون.
واضاف "تكاليف العمل مليارين و٤٠٠ مليون هذا رقم كبير جداً، ولو كان الامر بيدي لنفذتها من معدن البرونز الصيني وتكفيني ٤٠٠ مليون فقط وستبقى لمدى الحياة وانا مسؤول عن كلامي، لكن يبدو ان العمل نفذ لغرض أمور اخرى والغاية ليست فنية بحتة".
واكد صفاوي انه من المفترض ان يصمم الموصليون اعمال فنية عن ما تعرضت له ام الربيعين من دمار، لكي يعلم الجيل الحالي والقادم ما مرت به المدينة، وليس تنفيذ اعمال اشورية مضى عليها ٥ الاف سنة وهي موجودة في الاصل سواء هنا أو في متاحف دول العالم لغاية الان مثل الثور المجنح وغيره.