السليمانية / سوزان طاهر
في ظل استمرار الحرب المتبادلة بين إيران وإسرائيل، واحتمالية دخول الولايات المتحدة على خط الأزمة، فإن الأسواق المحلية في إقليم كردستان تبدو قد تأثرت بشكل كبير، وزادت هذه الحرب من حالة الإرباك والركود التي تعيشها تلك الأسوق.
وعادت أزمة رواتب موظفي إقليم كردستان إلى الواجهة مجددا في العراق، بعد قرار وزارة المالية الاتحادية بقطع تمويل رواتب شهر أيار، بسبب ما أسمته تجاوز الإقليم لحصته من الموازنة الاتحادية وعدم التزامه بتسليم الإيرادات النفطية وغير النفطية لبغداد.
وكانت وزيرة المالية طيف سامي قد أبلغت رسمياً، حكومة الإقليم بتعذّر استمرار الوزارة في تمويل الرواتب، مرجعة ذلك إلى "تجاوز كردستان الحصة المقررة لها ضمن قانون الموازنة الاتحادية والبالغة 12.67%".
وتعد أزمة الرواتب الحالية امتداداً لخلافات عميقة بين بغداد وأربيل تتعلق بإدارة الموارد النفطية وحصص الموازنة.
وتأتي بوادر الأزمة الأخيرة في وقت يستعد فيه العراق لخوض الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في الـ 11 من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ما قد يؤثر على سير التحالفات والتفاهمات السياسية المقبلة.
الاعتماد على البضائع الإيرانية
وأكد الباحث في الشأن الاقتصادي فرمان حسين أن الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، زادت من ركود الأسواق في الإقليم، لأنها بالأساس تعاني من أزمة الرواتب، وتأثيرها على الحركة.
وبين في حديثه لـ(المدى) إن "أسواق الإقليم، وخاصة محافظتي حلبجة والسليمانية تعتمد بنسبة 75% على المنتجات الإيرانية، والآن الوضع مازال طبيعياً، والبضائع تدخل كردستان أيضاً، ولكن إذا استمرت الحرب وتطورت، فنحن أمام مشهد كارثي".
وأضاف أن "الإقليم ليس هو المستهلك الوحيد لمنتوجات إيران، بل أنه ممر لدخول البضائع إلى المحافظات الأخرى، وبالتالي استمرار الحرب، قد يضاعف الأسعار الأسواق، ويزيد من مشاكل السوق".
وذكر أن "أسعار صرف الدولار زادت هي الأخرى بمجرد بدء الحرب، وفي طريقها للارتفاع، إذا لم تتوقف الأزمة والصراع بين إيران وإسرائيل، ويجب على حكومة الإقليم، البحث عن بدائل احتياطية لتعويض السوق الإيرانية، في حال توقفت".
وفجر الثلاثاء أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيراً شديداً إلى الحكومة الإيرانية، فيما دعا أهالي طهران لمغادرة العاصمة، بسبب دخول الولايات المتحدة في الحرب.
زيادة في الأسعار
من جانب آخر قال عضو غرفة التجارة في السليمانية سلام عبد الله إن وضع السوق حتى الآن هو في حدود الطبيعي، مع ملاحظة وجود زيادة في الأسعار.
ولفت في حديثه لـ(المدى) أن "أسواق الإقليم، هي الأكثر تأثراً بالحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، لعدة أسباب، أهمها أن الإقليم هو جار إيران، واعتماده بشكل كبير على البضائع الإيرانية، فضلاً عن كون كردستان تعاني من أزمة مالية خانقة، نتيجة تأخر صرف رواتب الموظفين، والأسواق تعيش بركود كبير".
وأشار إلى أن "المخزون الغذائي متوفر داخل مخازن كردستان ويكفي لفترة، ولكن هناك بضائع أخرى، مثل الخضار والأشياء اليومية التي يستهلكها المواطن، وهذه لا يمكن خزنها، وتأتي بشكل يومي عبر الحدود البرية، وإذا توقفت الحدود لمدة أسبوع، فذلك سيؤثر على الأسواق، ويرفع الأسعار".
وشكلت وزارة التجارة والصناعة في إقليم كردستان لجنة برئاسة المدير العام للتجارة في الاقليم نوزاد الشيخ كامل، لمراقبة اسواق الاقليم بشكل عام، وبالأخص البضائع المستوردة، مؤكدة ان الغذاء متوفر بشكل أمن في ظل العمليات العسكرية التي تشهدها المنطقة.
وأكد اتحاد المستوردين والمصدرين في إقليم كردستان أن حركة تنقل البضائع والأفراد عبر المنافذ الحدودية مع دول الجوار تسير بشكل طبيعي، دون أن تتأثر بالتطورات العسكرية الإقليمية، مشيرًا إلى توفر كميات كافية من المواد الغذائية في الأسواق والمخازن، وتكفي لسد حاجة المواطنين لأشهر عدة.
ارتفاع سعر الدولار
إلى ذلك قال عضو بورصة السليمانية عمر محمد أمين أن هناك تخوفا كبيرا من المواطنين، وإقبال شديد على شراء الدولار، بسبب الحرب الدائرة حالياً بين إسرائيل وإيران.
وأوضح في حديثه لـ(المدى) أن "أسعار صرف الدولار غير مستقرة، بسبب حالة الإرباك التي تعيشها البورصة العالمية بشكل كبير، والجميع متخوف من اتساع الحرب، ودخول دول أخرى، مثل أمريكيا والصين".
وتابع أن "المواطن لايثق بالدنيار، ويلجأ للدولار، كخيار أضمن، ونحن نحاول السيطرة على الأسعار، وعدم استغلال السوق السوداء للموقف، والبنوك ما تزال تبيع الدولار للتجار بسعر الحكومة، ولكن هناك تجار يريدون شراء بضائع أكثر، لتخزينها، ولهذا يعوضون نقص الدولار من السوق السوداء".
حرب إيران وإسرائيل تزيد من إرباك الأسواق في كردستان

نشر في: 18 يونيو, 2025: 12:10 ص