 المدى / متابعات دولية

في سادس أيام الحرب، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، عن تنفيذ سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية داخل إيران، شملت منشآت لإنتاج أجهزة الطرد المركزي ومواقع لتصنيع الأسلحة في محيط العاصمة طهران، في تصعيد هو الأخطر منذ اندلاع المواجهات بين الجانبين في 13 حزيران الجاري.

وقال بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي إن «قواتنا تهاجم أهدافًا عسكرية في طهران»، مؤكدًا استمرار العملية العسكرية ضد إيران. وشهدت العاصمة الإيرانية انفجارات عنيفة، وفقًا لما نقلته وكالة «فرانس برس»، حيث دوت عدة انفجارات في شرقي طهران، وسط تفعيل أنظمة الدفاعات الجوية الإيرانية. وأفادت مصادر إعلامية بأن انفجارًا آخر وقع شمالي العاصمة، مع إغلاق جزئي لطريق رئيسي، بينما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من أحياء شرقية، بالتزامن مع تقارير عن استهداف مواقع في مدينة كرج بمحافظة البرز.
ومنذ فجر الجمعة، تواصل إسرائيل عدوانها على إيران، والذي يشمل قصف منشآت نووية وقواعد عسكرية، واغتيال قادة بارزين. وأسفر القصف عن مقتل 224 إيرانيًا وإصابة 1277 آخرين، بينما ردت إيران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، ما أسفر عن مقتل 24 إسرائيليًا وإصابة المئات، وفق مصادر متطابقة.

إيران تتوعد برد قاسٍ
ردًا على الغارات، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي، في خطاب له الأربعاء، أن القوات المسلحة الإيرانية «جاهزة للدفاع عن طهران، ومدعومة من المسؤولين والشعب بأكمله»، مشددًا على أن بلاده «لن تقبل فرض حرب أو سلام عليها». وأضاف خامنئي: «إيران لن تستسلم، وأي هجوم أميركي ستكون له عواقب وخيمة لا يمكن إصلاحها»، محذرًا من أن «الكيان الصهيوني ارتكب خطأً فادحًا ولن يُغتفر له انتهاكه لأجواء إيران». وتابع: «الإيرانيون لا يستجيبون للغة التهديد. تاريخهم معروف»، مؤكداً أن طهران لن تنسى «دماء شهدائها». من جهته، حذر سفير إيران لدى الأمم المتحدة، علي بحريني، من أن طهران «سترد على الولايات المتحدة إذا ثبت تورطها المباشر في الهجمات الأخيرة»، بينما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن «إسرائيل تسعى إلى فرض حرب لا نهائية على المنطقة»، محذرًا من أن «المجتمع الدولي لن يتحمل تداعيات هذه الحرب».

تهديدات أميركية وتحريض إسرائيلي
في سياق التصعيد، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، مهددًا باغتيال خامنئي بشكل مباشر، قائلاً: «نعرف مكانه، إنه هدف سهل، لكن لا نريد القضاء عليه الآن»، مطالبًا إيران بـ«استسلام غير مشروط»، ومؤكدًا أن «الصبر الأميركي بدأ ينفد».
وفي اليوم ذاته، وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة للشعب الإيراني لـ«التخلص من نظامه»، زاعمًا أن الغارات الإسرائيلية تمثل «فرصة تاريخية» لتغيير النظام في طهران. وفي تصريح لافت، قال نتنياهو: «سنرى شرق أوسط مختلفًا لم نره من قبل»، في إشارة إلى نتائج ما وصفه بـ«الضربة القاصمة» التي وجهتها إسرائيل لإيران، متعهدًا بـ«تدمير مستودعات إنتاج الصواريخ الإيرانية، والقضاء على مشروعها النووي».

روسيا تحذر من الانزلاق
بدورها، وجهت روسيا تحذيرًا شديد اللهجة للولايات المتحدة من تقديم أي دعم عسكري لإسرائيل، واعتبرت ذلك خطوة نحو «زعزعة جذرية للاستقرار» في المنطقة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن «أي تدخل أميركي مباشر سيؤدي إلى نتائج كارثية».

أردوغان يهاجم نتنياهو
من جهته، قال الرئيس التركي طيب رجب أردوغان الأربعاء، إن إيران لديها حق "مشروع" في الدفاع عن النفس ضد الضربات الإسرائيلية، موضحا أن بلاده تستعد لأي سيناريو بشأن التداعيات المحتملة لهذه الهجمات.
وأكد أردوغان: "إن من حق إيران الطبيعي والمشروع والقانوني تماما الدفاع عن نفسها ضد إرهاب الدولة الإسرائيلي" غداة نعته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو بأنه "أكبر تهديد لأمن المنطقة".
وأضاف الرئيس التركي: "هذه الهجمات شنت بينما كانت المفاوضات النووية الإيرانية جارية".
وتابع: "إسرائيل التي تملك السلاح النووي ولا تعترف بأي قواعد دولية... لم تنتظر انتهاء المفاوضات بل شنت عملها الإرهابي من دون انتظار النتيجة". وأوضح أردوغان: "نتابع عن كثب هجمات إسرائيل الإرهابية على إيران. كل مؤسساتنا في أعلى درجات التأهب بشأن تداعيات محتملة لهذه الهجمات، على تركيا". وأضاف "نستعد لأي سيناريو. وينبغي ألا يجرؤ أحد على اختبارنا".