السليمانية / سوزان طاهر
تلقي الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران بظلالها على جميع أوضاع المنطقة، ومنها إقليم كردستان، الذي يرتبط بمصالح كبيرة مع إيران، ولديه قواعد عسكرية أمريكية، وشركات ومصالح خاصة بالولايات المتحدة.
وتعرض إقليم كردستان وتحديداً عاصمته أربيل إلى سلسلة قصف كبيرة بالصواريخ والطائرات المسيرة، حتى توقفت قبل أشهر، وكان الإقليم يتهم من الفصائل المسلحة، ومن إيران، بوجود مقرات سرية للموساد الإسرائيلي داخل مدينة أربيل، لكن هذا الأمر نفته لجان التحقيق التي شكلتها الحكومة والبرلمان العراقي.
ومع استمرار توتر الأوضاع بين إسرائيل وإيران، واحتمالية دخول الولايات المتحدة الأمريكية على خط المباشر، فإن الكرد يخشون من عودة مسلسل المسيرات التي كانت تسقط على أربيل، وسط مطالبات بإبعاد الإقليم عن ساحة الحرب، لأنه لا يحتملها.
وناقش مجلس وزراء إقليم كردستان في جلسته الأخيرة، التطورات الحاصلة في المنطقة داعياً إلى إنهاء التوتر، واعتماد لغة الحوار الدبلوماسي.
الابتعاد عن سياسة المحاور
في الأثناء أكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني شيرزاد حسين بأن الإقليم يريد الابتعاد عن سياسة المحاور، والأفضل اللجوء للحوار الدبلوماسي، كما أن وجود الولايات المتحدة ضروري جداً كقوة دولية كبيرة.
ولفت خلال حديثه لـ(المدى) إلى أن "بعض القوى الشيعية والفصائل ما تزال تواصل الاتهام المباشر لإقليم كردستان وبث أكاذيبها، مثل وجود الموساد، واستخدام أربيل لضرب إيران، في حين يعلم الجميع بأن إسرائيل استخدمت الأجواء العراقية، ولم تستطيع الحكومة فعل شيء، فكيف يطلبون من الإقليم لا يمتلك قوة جوية، أن يتصدى للخروقات".
وأضاف أن "الوضع في المنطقة خطير، وهو أشبه بالقنبلة الموقوتة، ويحتاج إلى أن يكون الموقف العراقي موحداً، ولا يسمح لكل فصيل أو حزب أن يعبر عن رأيه، ونحن في الإقليم عبرنا عن استنكارنا لاستهداف إيران، ونحن نعتز بعلاقتنا معها، ونتمنى لهم أن يخرجوا من هذه الأزمة، لكن لا نريد الدخول في هذا الصراع، مع أي طرف".
وكانت رئاسة إقليم كردستان قد دانت الهجوم الاسرائيلي على جمهورية إيران الاسلامية، مضيفا انه من واجب المجتمع الدولي ان يكون له رد فعل سريع وفعال وان يعمل على منع تفاقم التعقيدات والتوترات أكثر من ذلك.
وقالت في بيانها إن "المواجهة والحلول العسكرية تزيد الوضع سوءاً. في هذا الوقت الحساس، ومن واجب المجتمع الدولي أن يكون له رد فعل سريع وفعال وأن يعمل على منع تفاقم التعقيدات والتوترات أكثر من ذلك، وأن يُحال دون تصعيد الوضع أكثر في أقرب وقت ممكن".
صديق واشنطن وطهران
إلى ذلك أكد الباحث والمحلل السياسي علي إبراهيم أن هنالك عدة أطراف تحاول زج الإقليم بالصراع الإسرائيلي الإيراني، وبكل الطرق.
وأوضح في حديثه لـ(المدى) أن "الإقليم لا يريد أن يكون محوراً في الصراع الحاصل في الشرق الأوسط، وليس لديه أصلاً الإمكانيات الاقتصادية التي تؤهله لأن يكون مع أي جهة، خاصة إذا دخلت أمريكا على خط المواجهة، فهو صديق واشنطن وطهران في ذات الأثناء".
وذكر أن "الأمريكيين قدموا مساعدات كبيرة للكرد، ومازالوا يدعمون البيشمركة ويدربونها، ويقدمون لها الأسلحة، فيما طهران ساعدت كردستان في حربها ضد داعش، ولدينا علاقات اقتصادية مهمة معها، ولكن بعض وكلائها في العراق يريدون استهداف الإقليم بأي طريقة".
ومنذ أيام تتبادل إيران وإسرائيل الضربات الجوية المباشرة، والتي جزء منها يسقط داخل الأراضي العراقية وأراضي إقليم كردستان.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدخول الولايات المتحدة إلى الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، وطالب طهران بالاستجابة السريعة للمفاوضات، قبل ما اسمه فوات الآوان.
واتخذت القوات الأمريكية الموجودة في أربيل، إجراءات أمنية مشددة، وشغلت منظومة الدفاع الجوي، تحسباً لأي استهداف عسكري لها.
وهددت فصائل مسلحة باستهداف القواعد والمصالح الأمريكية في العراق، في حال دخلت واشنطن بشكل مباشر، ودعمت إسرائيل في حربها ضد إيران.
إضعاف الإقليم
من جانب آخر يشير عضو برلمان إقليم كردستان السابق إدريس شعبان إلى البعض يريد اتخاذ الصراع الحالي بين إسرائيل وإيران، حجة لإضعاف الإقليم واستهدافه، كما جرى في الفترة السابقة.
ويضيف في حديثه لـ(المدى) أن "العلاقة مع إيران حالياً، علاقة طيبة، ورئيس الإقليم زارهم، وكردستان أدنت القصف الذي تعرضت له المدن الإيرانية، ولكن البعض يصر على إرسال الرسائل السلبية، واتهام الإقليم".
وتابع أن "هناك حاجة للوجود الأمريكي، في ظل التهديدات الأمنية التي ماتزال موجودة، وقد يكون الصراع الحالي، فرصة لظهور التنظيمات الإرهابية، ومنها تنظيم داعش، ولهذا فوجود القوات الأمريكية ضروري جداً".
كما أن "التهديدات المتواصلة من قبل الفصائل المسلحة، قد تؤدي لسحب الشركات الأمريكية والمنظمات للعاملين معها من العراق وإقليم كردستان، وهذا يضر بشكل كبير اقتصادياً وسياسياً بالإقليم".
تهديدات ترامب تثير المخاوف في كردستان من عودة الاستهداف بـ«الدرونات»

نشر في: 19 يونيو, 2025: 12:39 ص









