رجاء القيسي قبل ايام قلائل ظهر مسؤولون على شاشات التلفاز انتقدوا في ظهورهم هذا العنف المستخدم ضد ثوار ثورة الياسمين في تونس وثورة اللوتس في مصر وثورة الشباب في اليمن وغيرها، وقد صرح الاستاذ المالكي في أكثـر من لقاء صحفي ومتلفز ، ان للشعوب حق التظاهر وتقرير المصير والمطالبة بحقوقها استناداً للدستور ، وقد استبشرنا خيرا بحكومتنا الديمقراطية الرشيدة ،
وهي تسترشد في أقوالها بالدستور الذي صنعه نفس الساسة المتصدين الآن للعملية السياسية . الذي حصل حقيقة ان تظاهرة الجمعة المطلبية واجهتها القوات الامنية بالعنف المفرط بما في ذلك استخدام الرصاص الحي !!قبل إصدار أوامر إطلاق النار، وهو قرار سياسي قبل ان يكون أمنياً هل سأل الساسة والمتنفذون تحديداً أنفسهم لماذا يثور الشعب؟ لماذا ينتفض الشباب؟ اذاكنتم قد استوفيتم كل واجباتكم وقدمتم للشعب اكثر حقوقه لا نقول كلها.. أبسط حق للشعب الذي كفله الدستور هو التظاهر ضد الفساد بكل أنواعه وضد الظلم العاتي ضد الجوع والفقر والبؤس ضد الهجرة والتهجير المروع . لو سأل هؤلاء السادة أنفسهم عن السبب لبطل عجبهم وقاموا بما عليهم القيام به لتلبية المطالب المشروعة للناس. لقد احتج وتظاهر الناس بسببكم فقد أنهكتم الشعب وسلبتم منه الحريات الفكرية والدينية والمذهبية وانتهكتم حقوق الانسان العراقي بأساليب القهر الموجع والفقر المتقع وخلقتم طبقة طفيلية تعيش على حساب الموجوعين من الشعب، طبقة تسرق اللقمة من أفواه الجياع.أيها السادة لقد أوصلتمونا الى مرحلة نرفض فيها ان نزرع وأنتم تحصدون وكما قال الشيخ امام (البقرة حلوب تحلب قنطار.. لكن مسلوب من حكام الدار) فالشعب لن يموت من اجلكم بل انه سيعيش من اجل أن يحقق حياة كريمة له. 25 شباط كانت عيون بغداد بين الرصاصة والجسر وشبابنا ورود الوطن لم يدروا ان فوضى القذائف ولعب العناكب والواقفين فوق السطوح وقاذفات البطش واللؤم والعدوانية كانت تترصدهم وتتربص بهم. فضلا عن إصرار خضير الخزاعي على: أنه لو خرج العراقيون كلهم للتظاهر فلن يتغير شيء لأن الحكومة لا تملك عصا سحرية. ونحن نقول له من فمك أدينك، ويبدو انه لا يعلم ان ميزانية العراق تعادل ميزانية مصر والاردن وسوريا ولبنان بعد ان تم عصرها عصرا لمصلحتهم وهي 82 مليار دينار ولا أدري هل تبخرت أم بقي جزء منها للشعب المظلوم، ويبدو انه ليس له علم بان العراق ثالث أكبر احتياطي نفطي. وكما قال الشاعر المصري (أحمد فؤاد نجم خلق فاضية، عاملة قاضية، وهي موضع اتهام ،هالهيافة في الكلام، بينما شهداءنا لسة دمهم اخضر ولسة جرحهم احمر ولسة بيوجعونا لو ننام) إذا ما اردنا ان نتجاوز المسؤولين الذين اتخمونا بالوعود ونمنا على احلام تحقيقها فإن عتبنا على السيد المالكي واللواء قاسم عطا اللذين كان من المفترض بهما الاعتراف بما جرى يوم الجمعة من إطلاق رصاص حيّ ، وليس تكذيب الآلاف التي سمعت وشاهدت..ليس من صفات القائد أو الحاكم ان يتغاضى أو ينكر الحقائق على الأرض ويموه على الحقيقة فالذي حدث في ساحة التحرير وجسر الجمهورية رأيناه بأم أعيننا وسمعناه ملء آذاننا ولم يكن سراً او كان في غرف مغلقة!!.، رأينا بأم أعيننا كيف أن القوات التي ينبغي عليها حماية المتظاهرين حسب الدستور كانت تضرب المتظاهرين بالهراوات حتى سالت دماؤهم واستخدمت أساليب الرفس بالأرجل والضرب بكعوب البنادق ثم القنابل الصوتية والمروحيات الواطئة.. ثم الرصاص الحي.. يا للعار!هل قدر العراقيين ان ينتقلوا من دكتاتورية الى اخرى، قدر العراقيين ان يظلوا يملأون ارض العراق بالشهداء الشباب الرائعين!! قدر العراقيين ان يبقوا يعانون الفقر والجوع والتشرد!!، قدر العراقيين ان حكوماتنا المتتالية تصر على هجرة المثقفين والادباء والعلماء والعباقرة الى دول العالم!، قدر العراقيين ان يبقوا كالجمل "حمله ذهب وأكله شوك"!! إنها أسئلة نوجهها للحكومة والبرلمان عسى ان يتفضل من يتفضل للاجابة عليها. ما هذا القدر الاحمق الذي يغلفنا دوناً عن الدول الاخرى؟! أقول لكم يا أيها السادة المسؤولون والحاكمون والمتحكمون بمصير الوطن والوطنيين الشرفاء من العراقيين ان موعد الثوار يبقى معقودا بالشرايين وستشهدون حدثا لم يحصل ، فغضب الشعب لا يقاوم ، فقد هد عروشاً وأطاح بالفراعنة وهدم امبراطوريات ودمر اعتى الدكتاتوريات وهزم النازية والفاشية بكل جبروتهما فغضب الشعب ليس مزاحا وثورة الشعب ليست نزهة، فوطني وشعبي يريدان الحياة وستؤرخ هذه الثورة كما اؤرخت جدارية فائق حسن وجواد سليم التي وقفنا تحت ظلها رغما عنهم.. انهم يعتقدون ان آمال الشعب كسيحة.. لا.. إنهم مخطئون لا سنأتيهم أعنف من بركان وأقواماً عاصفة أقول للثوار من شعبي العراقي الغالي احذروا وتنبهوا لأننا نعرف أن هؤلاء يحاولون ويعملون على حرق أحلامنا وحقوقنا المشروعة جداً جداً. لقد وقفت نخيل بلادي حداداً على شهداء جمعة الغضب للتغيير والإصلاح واحتجاجاً على ما أصاب الجرحى وتنديدا بمن وضع المتاريس في ساحة التحرير وجسر الجمهورية للمزيد من القتل والإرهاب . نقول لكم أيها السادة السياسيون المتنفذون والحاكمون لكم النفط
قدر العراقي ومهمات الحاكم!
نشر في: 1 مارس, 2011: 05:50 م