TOP

جريدة المدى > سياسية > فصائل عراقية تهدد بالتصعيد إذا تدخلت واشنطن عسكرياً دعماً لـ"إسرائيل" والحكومة تحذر من صراع إقليمي

فصائل عراقية تهدد بالتصعيد إذا تدخلت واشنطن عسكرياً دعماً لـ"إسرائيل" والحكومة تحذر من صراع إقليمي

أمريكا تراقب عن كثب تحركات الجماعات المسلحة

نشر في: 22 يونيو, 2025: 12:08 ص

 ترجمة/ حامد أحمد

مع تصاعد مخاوف بلدان منطقة الشرق الأوسط من احتمالية انضمام الولايات المتحدة للحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل دعما للأخيرة وتحذير حكومات إقليمية ودولية من اتخاذ هكذا قرار، فقد حذرت بغداد فصائل مسلحة من عدم اتخاذ أي اجراء عسكري ضد مصالح أميركية في البلد من شأنه ان يحول العراق لساحة حرب إقليمية ستكلفه ثمنا باهظا.

وأشار تقرير لموقع، ذي ناشنال الاخباري ترجمته (المدى)، الى ان جوا من عدم اليقين يحيط بقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن احتمالية تدخله في حرب إسرائيل ضد إيران. حيث يتزايد القلق في جميع انحاء المنطقة من ان تؤدي الضربات الأميركية على إيران الى ردود أفعال انتقامية وتجعل القواعد الأميركية هدفا لفصائل مسلحة مدعومة من إيران في المنطقة.
ولطالما كانت طهران خصما لواشنطن ومصدر قلق دولي بشأن طموحاتها النووية، فقد حذرت حكومات الشرق الأوسط والمجتمع الدولي الولايات المتحدة من ان مشاركتها في هذه الحرب قد تكون لها عواقب وخيمة مدمرة. بل انه حتى إيران نفسها حذرت من "جحيم" في المنطقة إذا تدخلت الولايات المتحدة.
وبينما يدرس ترامب التدخل المباشر للقوات الأميركية، لا تزال احدى أكبر شبكات الدعم الإيرانية متغلغلة بعمق في العراق. وتراقب فصائل مسلحة عراقية عن كثب التطورات وتصعد تهديداتها باتخاذ اجراء عسكري لدعم إيران.
مصادر مقربة من الحكومة العراقية قالت لموقع ذي ناشنال، الاخباري ان قسما من أكثر الفصائل المسلحة نفوذا في البلد قد افصحت هذا الأسبوع عن ان أي تدخل أميركي قد يقابل برد فعل من قبلها.
وقال أحد المصادر "لقد أخبروا الحكومة بأنهم سيتحركون وانهم لا يتفقون مع القرار بالبقاء على جنب وعدم اتخاذ أي اجراء."
وكانت بغداد قد قررت منذ بداية الحرب انها لن تكون طرفا فيها. وتريد الحكومة تجنب تحويل البلاد الى ساحة صراع لحرب إقليمية.
وقال أحد المصادر إن الحكومة العراقية "قد حذرت أصلا الفصائل بعدم التدخل" خشية حدوث تصعيدات أكبر.
وأضاف قائلا: "ستكون هذه مخاطرة كبيرة وقد يدفع العراق ثمنا باهظا لا يقدر عليه. العراق قد بدأ توا بإعادة البناء والاعمار وترسيخ الامن والاستقرار كبلد."
وأضافت المصادر الحكومية بان هناك فصائل مسلحة عراقية تعمل وفق اجنداتها الخاصة، مشيرين الى ان أي تحرك عسكري منهم لدعم إيران سيكون تحركا غير مباشر وقد تنجم عنه تبعات خطيرة. وقال أحد المصادر، إن "الولايات المتحدة تعرف جيدا اين تتواجد هذه الفصائل وبإمكانها ازالتهم بسهولة إذا أرادوا ذلك وتستطيع استهدافهم."
حسن الجنابي، السفير والوزير العراقي السابق، قال إن "من الواضح ان الفصائل المسلحة سترى في التدخل الأميركي فرصة لتنفيذ هجمات على مواقع أميركية، بضمنها السفارة في بغداد."
وأضاف الجنابي: "رغم ان التدخل الأميركي المباشر في الحرب لن يكون مفاجأة، ولكنه سيزيد من غضب العراقيين المعادين لإسرائيل والولايات المتحدة وكذلك الفصائل المسلحة الموالية لإيران". واشار الى ان موقف الحكومة العراقية هو التضامن مع إيران واستنكار العدوان الإسرائيلي، محاولة تجنيب بلادها تداعيات الحرب والابتعاد عن أي تدخل عسكري.
وتابع التقرير، ان التهديد باندلاع حرب إقليمية واسعة هو أكثر خطورة الان من أي وقت عبر السنتين الماضيتين. وإذا ما أرسل ترامب طائرات حربية لإسناد إسرائيل، فانه من غير المحتمل ان تبقى الفصائل المسلحة ساكنة.
ورغم ان التهديد ليس جديدا تماما، وان نطاق هذا النوع من التدخل وتأثيره المحتمل غير مؤكدين، فان هذه الفصائل العراقية بدأت تتبنى نبرة أكثر جدية مع تصاعد الصراع ودخوله أسبوعه الثاني.
في يوم الخميس هددت فصائل كتائب حزب الله في العراق في بيان لها بانها ستقدم على مهاجمة القواعد العسكرية الأميركية عبر الشرق الأوسط في حال اشتراك الولايات المتحدة في الحرب.
وقال القيادي أبو علي العسكري في بيانه: "نؤكد وبشكل جلي انه في حال دخول الولايات المتحدة هذه الحرب فان، المجنون، ترامب سيخسر جميع التريليونات التي يحلم بالاستحواذ عليها من هذه المنطقة"، مشيرا الى ان الخطط العملياتية قد تم رسمها.
فصيل مسلح آخر، فيلق الوعد الصادق، هدد أيضا بالانضمام للحرب. وأصدر الفصيل المسلح بيانا الاثنين حذر فيه من انه سيضرب اهداف إسرائيلية وحلفائها الإقليميين.
وقال قائد المجموعة، محمد التميمي، في بيان له على موقع أكس: "لقد اعلنا عن ان جميع المواقع والقواعد التابعة لإسرائيل واي جهة تساندها في المنطقة ستكون اهدافا بالنسبة لنا ."
وتأتي هذه التهديدات المتصاعدة بعد ان قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن ترامب سيتخذ قرارا خلال الأسبوعين المقبلين، مما يشير الى ان الكثير يعتمد على نتائج المزيد من المباحثات المحتملة مع إيران.
وأشار مصدر لموقع، ذي ناشنال، إلى ان "واشنطن مترددة في التدخل بشكل مباشر"، مشيرا الى ان "ترامب أعلن مرارا عن رغبته في تهدئة الصراعات في المنطقة وإنهاء الحروب الخارجية".
ريناد منصور، باحث مختص بالشأن العراقي من معهد تشاثام هاوس للدراسات في لندن، قال ان بغداد لا تريد خلق حالة عدم استقرار بعد سنوات من الهدوء ومرحلة التعافي. مؤكدا بالقول إن "ما يحصل الآن يهدد حالة التوازن التي يتمتع بها العراق."
عن: ذي ناشنال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لأول مرة بعد الانتخابات…
سياسية

لأول مرة بعد الانتخابات… "الإطار" يتسلّم "قائمة مرشّقة" لمرشحي رئاسة الحكومة

بغداد/ تميم الحسن للمرة الأولى منذ قرابة شهر، يتلقى "الإطار التنسيقي" قائمة شبه نهائية بأسماء المرشحين لمنصب رئيس الحكومة المقبلة. ورغم هذا التطور، لا تزال الافتراضات بشأن موعد حسم مرشح رئاسة الوزراء غامضة، مع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram