TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ

الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ

نشر في: 23 يونيو, 2025: 12:07 ص

 علي إبراهـيم الدليمي

استضافت قاعة الأورفلي في عمان، مساء الاثنين الماضي 16/ 6، المعرض الشخصي للفنان العراقي المغترب صبيح كلش، تحت عنوان: "كلكامش: رموز ودلالات". وهي مبادرة فنية رائعة تسلط الضوء على عمق التراث العراقي وثرائه. والذي كرّس فيه الفنان وقتاً كبيراً لهذا المشروع، ما أثمر عن إنتاج مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية الضخمة، التي تتخطى قياساتها ما بين 100سم إلى 200سم وأكثر، والتي ترتقي وتعكس روعة موضوعاتها التاريخية المستوحاة بدقة.

استلهام رائع حقاً أن يحققه فنان بحجم وقامة صبيح كلش في "ملحمة كلكامش" الخالدة ويجسدها بريشته وألوانه. ويحولها من نص مقروء إلى نصوص فنية بصرية مبهرة، حيث تعد الملحمة، كنزاً إنسانياً وفنياً غنياً، ولغتها البصرية تفتح آفاقا واسعة للمبدعين في شتى المجالات.
إن اختيار الفنان صبيح كلش لـ "الملحمة" كمصدر إلهام لمشروعه الجديد/ معرضه، يعكس عمق فهمه للتراث العراقي وثرائه. فملحمة كلكامش ليست مجرد قصة قديمة، بل هي رحلة إنسانية عميقة تتناول مفاهيم الخير والشر، الحياة والموت، الصداقة والخلود. هذه الثيمات الخالدة تظل صالحة لكل زمان ومكان، مما يجعلها مادة خصبة لأي فنان يسعى للتعبير عن التجربة الإنسانية.
بالنظر إلى خبرة الفنان صبيح كلش الطويلة وتمرسه في الفن منذ طفولته المبكرة، وتأثيره على أجيال من الفنانين العراقيين، فان لوحاته المستوحاة من هذه الملحمة العظيمة تعتبر إبداعات فريدة، قدمها بأسلوبه الخاص، ورؤيته البصرية مستفيدا من قدرته الفائقة على ترجمة النصوص الأدبية إلى صور مرئية معبرة.
إنَ تحويل النصوص السومرية القديمة إلى لغة الرسم يمثل تحدياً فنياً كبيراً، ولكنه في الوقت نفسه يتيح فرصة لإعادة إحياء هذه التحفة الأدبية وتقديمها لجمهور أوسع بلغة بصرية معاصرة. نتطلع بشدة لرؤية كيف سيتناول الفنان صبيح كلش شخصيات الملحمة مثل " كلكامش" نفسه، وصديقه "إنكيدو"، وتصويره للأحداث والمشاهد الرئيسية، مثل رحلة البحث عن الخلود، أو مواجهة الوحوش، أو لقاء أوتنابيشتم.
من المؤكد أن هذا "المعرض الشخصي/ الإنجاز" سيكون إضافة قيمة وطيبة للمشهد الفني داخل العراق وخارجه، عموماً، وسيساهم في تسليط الضوء على الإرث الحضاري للعراق القديم بطريقة فنية ومبتكرة. إنها فعلاً دعوة للتأمل في العلاقة بين الفن والأدب والتاريخ، وكيف يمكن للفنان أحياناً أن يكون جسرا يربط الماضي بالحاضر، ويقدم رؤى جديدة لمفاهيم إنسانية خالدة.
الفنان العراقي الكبير صبيح كلش، المتمرس حد النخاع الشوكي بالفن منذ طفولته، ولا يزال، وهو الأستاذ خرجت من تحت يده عشرات الفنانين المبدعين، فاجئنا بأجمل نتاجاته الفنية الأخيرة، النابعة من رحم تاريخ العراق القديم وحضاراته وفنونه وأدبه، لقد أختار زاوية مهمة من زوايا الإبداع التي خلدها العقل العراقي، ألا وهي "ملحمة كلكامش" العظيمة بكل مفاهيمها وتعبيرها الإنساني ما بين الخير والشر، في دروس أخلاقية أزلية إلى مدى الحياة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

جلسات حوارية مع النجوم وعروض أفلام تتواصل فعاليات المهرجان

جلسات حوارية مع النجوم وعروض أفلام تتواصل فعاليات المهرجان

جدة / علاء المفرجي تتواصل عروض مهرجان البحر الاحمر بدورته الخامسة والمقامة في جد، في مختلف المسابقات التي يضمها المهرجان، فقد قدم المخرج الفرنسي زافين نجار فيلم تحريك عنوانه "بيرَاهِيما" صبي في العاشرة من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram