بغداد / المدى
في ظل التصعيد العسكري الخطير في المنطقة إثر الضربات الجوية الأميركية التي طالت ثلاثة مواقع نووية إيرانية، أكدت الجهات العراقية المختصة أن البلاد لا تواجه أي تهديد إشعاعي في الوقت الراهن. وبينما تتزايد المخاوف الشعبية من تداعيات القصف على البيئة والسلامة العامة، طمأنت الهيئات الرسمية المواطنين بأن العراق آمن، داعية إلى عدم الانجرار وراء الشائعات غير المبنية على وقائع علمية.
وأعلنت الهيأة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية والكيميائية والبايولوجية، أمس الأحد، أن العراق لم يسجل أي تلوث إشعاعي نتيجة القصف الأميركي الذي استهدف منشآت نووية إيرانية فجر الأحد، الموافق 22 حزيران 2025.
وقال رئيس الهيأة فاضل حاوي مزبان في بيان رسمي إن غرفة العمليات المركزية للطوارئ النووية، ومنذ بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران في 13 حزيران الجاري، اتخذت الإجراءات اللازمة للتصدي والاستجابة الفورية لأي تهديد محتمل. وأوضح أن نتائج الرصد الإشعاعي في المنافذ الحدودية، وباستخدام منظومات الإنذار المبكر، لم تؤشر إلى وجود أي تلوث إشعاعي، إذ ظلت جميع القراءات ضمن المعدلات الطبيعية.
في السياق ذاته، أكد مدير مركز الوقاية من الإشعاع في وزارة البيئة، صباح الحسيني، استقرار الوضع الإشعاعي داخل العراق بشكل كامل. وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العراقية أن المنشآت النووية المستهدفة داخل إيران، مثل فوردو ونطنز وأصفهان، لا تؤثر إشعاعياً على العراق، نظراً لبعدها الجغرافي وطبيعة تصميمها الذي يجعل أي تسرب محتمل محدوداً في نطاقه.
وأوضح الحسيني أن العراق جزء من شبكة دولية للرصد الإشعاعي المبكر بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يتيح له التحقق من أي تغيّرات إشعاعية بشكل دقيق وفوري. ولفت إلى أن أقرب منشأة إيرانية هي مفاعل أراك، الذي توقف عن العمل منذ فترة، مؤكداً أنه رغم تعرضه لقصف، لم تُسجل أي مؤشرات إشعاعية في العراق.
وشدد المسؤول البيئي على أن غرفة العمليات العراقية ما تزال منعقدة بشكل دائم لمتابعة التطورات، بتوجيه مباشر من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي أوعز بتوفير الدعم الكامل للجهات المعنية. كما حذر الحسيني من تداول الشائعات غير الموثقة التي من شأنها إثارة الذعر في الأوساط الشعبية.
من جهتها، أظهرت صور حرارية التقطتها وكالة ناسا الأميركية انبعاثاً حرارياً واضحاً في منشأة فوردو، بعد ساعات من تنفيذ الضربات الأميركية، في حين لم تُظهر الصور مؤشرات مماثلة في منشأتي نطنز وأصفهان. ورغم ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم تسجل أي ارتفاع في مستويات الإشعاع داخل إيران، مشيرة إلى أنها تواصل تقييم الوضع ميدانياً مع ورود مزيد من المعطيات.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن فجر الأحد تنفيذ «هجوم ناجح للغاية» على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، رداً على الهجمات الإيرانية والإسرائيلية المتبادلة منذ منتصف حزيران. وشملت الضربات مواقع فوردو، نطنز، وأصفهان، في تصعيد يُنذر بتوسيع رقعة الحرب في الشرق الأوسط.
وبينما تتصاعد التحذيرات الدولية من انزلاق الوضع نحو كارثة بيئية أو إنسانية، تؤكد السلطات العراقية التزامها الكامل بحماية المواطنين، والتعاون الوثيق مع المنظمات الدولية لرصد ومتابعة أي خطر إشعاعي محتمل.
العراق يطمئن مواطنيه: لا تلوث إشعاعي رغم الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية

نشر في: 23 يونيو, 2025: 12:09 ص









