متابعة / المدى
أعلنت إيران، أمس الإثنين، أن الهجوم الأميركي على منشآتها النووية أدى إلى توسيع نطاق «الأهداف المشروعة» لقواتها المسلحة، ووصفت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ«المقامر» لانخراطه في الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد طهران.
وقال إبراهيم ذو الفقاري، المتحدث باسم مقر خاتم الأنبياء العسكري في إيران، إن الولايات المتحدة ستواجه «عواقب وخيمة» نتيجة هذا التصعيد، مضيفًا في نهاية بيان مصور باللغة الإنجليزية: «سيد ترامب، المقامر، قد تبدأ هذه الحرب، لكننا من سينهيها».
وكانت إسرائيل قد شنت هجمات على إيران في 13 حزيران/يونيو، أسفرت عن مقتل عدد من القادة والعلماء الإيرانيين. وردت طهران بإطلاق صواريخ ومسيرات استهدفت إسرائيل، وألحقت بها أضرارًا بشرية ومادية. وبعد انضمام الولايات المتحدة رسميًا إلى العمليات العسكرية ضد إيران، اعتبرت طهران أن ذلك يشكل أكبر هجوم غربي على البلاد منذ عام 1979، رغم دعوات دولية لضبط النفس والعودة إلى الحوار الدبلوماسي.
ضربات فوردو وموقف الوكالة الدولية
وأفادت صور أقمار صناعية تجارية أن الهجوم الأميركي على محطة فوردو النووية ألحق أضرارًا كبيرة بالموقع، لكن لم تصدر تأكيدات رسمية بشأن حجم تلك الأضرار. الرئيس ترامب قال عبر منصته «تروث سوشيال» إن الضربات سببت «أضرارًا جسيمة» لجميع المنشآت النووية المستهدفة، وأشار إلى أن أكبر الأضرار وقعت في أعماق تحت سطح الأرض.
من جهتها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم تسجيل أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج المواقع المستهدفة. وقال المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، لشبكة «سي إن إن» إن تقييم الأضرار الواقعة تحت الأرض لا يزال غير ممكن في الوقت الحالي. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر إيراني رفيع أن غالبية اليورانيوم عالي التخصيب المخزن في فوردو قد نُقل إلى موقع آخر قبل تنفيذ الهجوم. وأطلقت إيران بعد الضربات وابلاً من الصواريخ على إسرائيل، ما تسبب بإصابة العشرات وتدمير مبانٍ في تل أبيب، في رد وصف بأنه الأعنف منذ بداية التصعيد.
طهران تطلب دعماً من موسكو
أرسل المرشد الإيراني علي خامنئي وزير الخارجية عباس عراقجي إلى موسكو لطلب دعم إضافي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وخلال اللقاء، وصف بوتين الضربات على إيران بأنها «عدوان غير مبرر»، مؤكدًا أن روسيا «تحاول مساعدة الشعب الإيراني». من جانبه، قال عراقجي إن التحركات الأميركية والإسرائيلية «غير شرعية»، وشكر روسيا على موقفها الرافض.
وأكد مصدر إيراني لـ«رويترز» أن عراقجي يحمل رسالة رسمية من خامنئي إلى بوتين تتضمن طلبًا مباشراً للدعم. ولم تُكشف طبيعة هذا الدعم، في حين أبدت طهران عدم رضاها عن حجم المساندة الروسية في هذه المرحلة.
وقال الكرملين إن بوتين سيستقبل عراقجي دون تحديد جدول المناقشات. وأعرب الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، عن أسفه للتصعيد العسكري، قائلاً إن «الوضع مقلق للغاية».
مقترحات وساطة روسية
أفادت وكالة «تاس» الروسية أن إيران وروسيا تنسقان مواقفهما بشأن التطورات في الشرق الأوسط، في وقت جدّد فيه بوتين عرض بلاده التوسط بين واشنطن وطهران. وأكد أن موسكو قدمت للطرفين مقترحات تهدف إلى تسوية النزاع مع الحفاظ على حق إيران في امتلاك برنامج نووي سلمي. وتلعب روسيا دورًا أساسيًا في المفاوضات النووية بصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن وأحد الموقعين على الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحب منه ترامب في عام 2018 خلال ولايته الأولى.










