الموصل / سيف الدين العبيدي
اختتمت جمعية التحرير للتنمية مشروع «غير» الذي امتد لعامين، مستهدفًا تعزيز التواصل بين الشباب والحكومات المحلية في محافظات نينوى، كركوك، وصلاح الدين، بالإضافة إلى وزارتي العمل والتربية، والمدارس والجامعات. شهد المؤتمر الختامي حضور وكيل وزير العمل، ونائب رئيس مجلس محافظة نينوى، ورئيسي جامعتي نينوى والموصل، إلى جانب ممثلين عن الحكومات المحلية في المحافظات الثلاث، ومجموعة من الشابات والشبان المشاركين في المشروع، الذين تم اختيار 30 منهم من أصل أكثر من 4 آلاف متقدم.
جلسات حوارية ومبادرات بيئية واجتماعية
أوضح عبدالكريم الجربا، مدير المشروع، لـ(المدى) أن الشباب نفذوا 24 جلسة حوارية، وأطلقوا 12 مبادرة متنوعة في كل محافظة، شملت التوعية باستخدام الأكياس الورقية بدلاً من البلاستيكية، وتعريف العمال بحقوقهم في التسجيل بالضمان الاجتماعي، فضلاً عن مبادرات تربوية مثل تحويل المدارس الكرفانية إلى مباني دائمة. من جانبها، أشارت رسل أحمد، وهي مدافعة عن حقوق الإنسان من كركوك، إلى تأسيس منتدى يحتضن جميع مكونات المدينة. ولفتت إلى وجود تقبل وتسامح بين العرب والأكراد والتركمان، مع حفاظهم على تقاليدهم، مضيفة أن المشروع تطرق أيضاً إلى التوعية بأضرار الانبعاثات الغازية الناتجة عن آبار النفط وارتباطها بارتفاع الإصابات بالسرطان.
تحديات التمثيل والتواصل مع السلطات
عبدالله مظهر، أحد أعضاء المشروع في كركوك، أكد لـ(المدى) أن العمل ركّز على إشراك جميع القوميات وعدم استبعاد أي طرف، مع محاولة جمع أعضاء مجلس المحافظة، سواء المقاطعين أو المشاركين، لطرح مشكلات السكان عليهم. وفي صلاح الدين، بيّن سعد الدرويش أن الفريق عمل على توعية العاملين في القطاع غير الرسمي بضرورة التسجيل في الضمان الاجتماعي، لا سيما العاملين في المحال والشركات غير المسجلة.
مطالب بالاستدامة وتوسيع نطاق التأثير
طالب المشاركون بضرورة استمرار المبادرات الإنسانية التي أطلقها المشروع، وتوثيق قصص النجاح على مواقع التواصل الاجتماعي لتعزيز الأثر بين أوساط الشباب. وشددوا على أهمية التركيز على قضايا المناخ والبيئة، منها انخفاض منسوب مياه نهر دجلة، وجفاف عدد من العيون والآبار، أبرزها عين كبريت في الموصل القديمة. كما دعوا إلى إلغاء قرار حكومي يقيد تسويق محصول الحنطة، محذرين من تأثيره السلبي على مستقبل الزراعة. وأكدوا ضرورة تشجيع الشباب على العمل في القطاع الخاص، وتغيير ثقافة الاعتماد على الوظائف الحكومية، بالإضافة إلى التوعية بأهمية قيادة المركبات بشكل آمن، ومنع سير السيارات الملوثة، كما يحدث في إقليم كردستان.
أخيراً، لفت الحاضرون إلى معاناة الفلاحين في تسويق محاصيلهم بسبب ما وصفوه بـ«المساومات» التي يتعرضون لها في السيطرات الأمنية، حيث يُطلب منهم دفع مبالغ مالية مقابل السماح بمرورهم.










