 ميسان / مهدي الساعدي

رغم افتتاح مستشفى الحكيم التعليمي (التركي) في مدينة العمارة وإدخاله إلى الخدمة، إلا أن القطاع الصحي في محافظة ميسان لا يزال يواجه انتقادات حادة، كان آخرها من رئاسة الحكومة المحلية التي وصفت الواقع الصحي بـ«الصادم». وتختلف آراء المواطنين حول جودة الخدمات الصحية المقدمة في المؤسسات الحكومية، في ظل ازدياد الاعتماد على المستشفيات الأهلية والعيادات الخاصة.

زيارة مفاجئة تكشف الواقع
أفاد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس محافظة ميسان، الدكتور مصطفى دعير، بأن زيارة مفاجئة أجراها الأخير إلى مستشفى الحكيم التعليمي كشفت عن «إهمال صادم» في تقديم الخدمات الطبية. وأظهرت الزيارة أوضاعًا وصفها بـ«المزرية»، تمثلت في غياب الرعاية الطبية الأساسية، وانعدام وجود أطباء مختصين في قسم الطوارئ، مما يعرض حياة المرضى للخطر.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الموجهة إلى مؤسسات القطاع الصحي من قبل الأهالي، وسط تراجع ملحوظ في جودة الخدمات العامة، بحسب مسؤولين ومراقبين محليين.

اتهامات بالفساد والمحاصصة
قال عضو مجلس محافظة ميسان الأسبق، غازي جلوب، في تصريح لصحيفة (المدى)، إن «الواقع الصحي في ميسان شهد انتكاسة حادة، إذ لم تعد المستشفيات الحكومية تقدم الخدمات التي كانت تقدمها في السابق». وأرجع ذلك إلى سببين، الأول هو «المحاصصة السياسية التي تُخضع دائرة الصحة لتوازنات الأطراف النافذة في المحافظة»، والثاني هو «التوجه المادي السائد في الإدارة والمجتمع، والذي حول المرافق الصحية إلى مشاريع ربحية تخضع لمصالح شخصية وحزبية». وأضاف جلوب: «الوضع الطبي متردٍّ، والدليل عليه هو تزايد أعداد المرضى الذين يسافرون للعلاج في الخارج، واستمرار التعامل غير الإنساني من قبل بعض الأطباء، الذين يحمّلون المرضى تكاليف مرهقة بدوافع مادية».

أجهزة معطلة
أوضح المكتب الإعلامي لرئيس المجلس أن من أبرز الملاحظات التي تم تسجيلها خلال الزيارة، تعطل أجهزة السونار والمفراس في المركز الطبي التشخيصي، فضلاً عن إهمال في صيانة المرافق ونقص في الأدوية والمستلزمات الأساسية، ما يزيد من معاناة المرضى ويضعف ثقة المواطنين بالمؤسسات الصحية.

شهادات مواطنين
قال المواطن حيدر علي لصحيفة «المدى» إنه راجع قسم الطوارئ في مستشفى الحكيم التعليمي مرة واحدة فقط، وقرر عدم العودة مجددًا بسبب «قلة عدد الأطباء مقارنة بأعداد المراجعين، وانعدام التواصل، إذ لم يتلقَّ أي إجابة من الطاقم الطبي رغم تكرار استفساراته، ما دفعه إلى مغادرة المستشفى». أكد المكتب الإعلامي لرئيس المجلس أن الزيارة تأتي ضمن جهود لرصد أوضاع المؤسسات الخدمية في المحافظة، داعيًا وزارة الصحة والجهات المعنية إلى التدخل العاجل لتصحيح الوضع وتوفير بيئة صحية آمنة. وشدد على أن «صحة المواطن أولوية لا تقبل المساومة»، مع التزام المجلس بمتابعة الملف مع الجهات العليا في بغداد ومحاسبة المقصرين.