د. فالح الحمـراني
كانت معظم صور الأقمار الصناعية للمنشآت النووية الإيرانية المنشورة على الإنترنت تؤكد إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجد نفسه أمام خيار صعب، بشأن المجمع النووي الإيراني. وبينما يحاول الخبراء حساب ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في الحرب مع إيران، تشير أحدث البيانات على الأرض إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى تصعيد كبير للهجمات لتدمير القدرات النووية للجمهورية الإسلامية. وكانت ثمة مؤشرات على دخول الولايات المتحدة في الحرب، وصلت حاملة الطائرات نيميتز إلى الخليج العربي، ودخلت منطقة العمليات القتالية.والآن تواصل واشنطن تشكيل مجموعتها العسكرية في المنطقة واتجه طائرات سلاح الجو الأمريكي التالية إلى الشرق الأوسط.
على سبيل المثال، يقول خبراء نوويون إن صور الأقمار الصناعية تؤكد أنه بعد أربعة أيام من القصف الإسرائيلي، تعرضت المنشآت النووية لأضرار طفيفة فقط. ووفقا للصور التي التقطت في 17 حزيران، فإن الأضرار التي لحقت بمنشأة التخصيب المركزية الإيرانية في نطنز، الواقعة على بعد 300 كيلومتر جنوب طهران، تقتصر في معظمها على الأضرار التي لحقت بالمفاتيح الكهربائية والمحولات. على الرغم من أن هذه المرافق حرجة،ويعتقد الخبراء أنه يمكن ترميمها في غضون بضعة أشهر.
وقال روبرت كيلي، المفتش السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذريةلذي كان يدير سابقا أحد مختبرات التصوير عبر الأقمار الصناعية الرائدة في الحكومة الأمريكية: "لقد تسببوا في الضرر، لكنهم تركوا الكثير دون أن يمس". وتسلط الصور، التي قدمتها شركة Planet Labs PBC الأمريكية وتحليلها كيلي، الضوء على ان المخططين العسكريين الأمريكيين مترددون في اتخاذ قرار بشأن الدخول في نزاع. وقالت متحدثة باسم دونالد ترامب إن الرئيس سيقرر ضرب إيران في غضون أسبوعين مع استمرار إسرائيل في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
إن طموحات إيران في إنتاج الوقود لمحطات الطاقة النووية والأسلحة ليست مجرد نقاط على الخريطة، بل هي بنية تحتية واسعة منتشرة في جميع أنحاء البلاد. يعمل الآلاف من العلماء والمهندسين في عشرات المواقع. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مخزونات اليورانيوم، يمكن تخزينها في 16 حاوية صغيرة فقط، هي هدف متحرك. ويتحرك اليورانيوم في جميع أنحاء سلسلة الإنتاج النووي، مما يجعل من الصعب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتبع المواد التي يحتمل أن تكون قابلة للاستخدام في الأسلحة.
ومع ذلك حتى الآن، في 20 يونيو، تحاول الولايات المتحدة عن طريق حلفائها الأوروبيين، في جنيف إقناع إيران بقبول شروط الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني. لكن ثمة شكوكا قوية في أن طهران ستوافق على مطلب وقف تخصيب اليورانيوم.
وعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إيران السلام مقابل استيفاء الشروط المتفق عليها مع الولايات المتحدة وإسرائيل:- التخلي عن تخصيب اليورانيوم على أراضيها؛- وفرض القيود على برنامج الصواريخ؛ووقف دعم وتسليح حلفائه الإقليميين: الحوثيون في اليمن، وحزب الله اللبناني، والجماعات الموالية لإيران في العراق، وفصائل المقاومة الفلسطينية.
من الواضح إن هذا عرض استسلام في الواقع بأصعب الشروط الممكنة، لكن الإيرانيين لن يوافقوا على هذه الشروط. منذ بداية الصراع هددالإسرائيليون باغتيال اية الله السيد علي خامنئي، لكنهم تركوا الرئيس مسعودبزيشكيان على قيد الحياة عمدا حتى يكون هناك من يتفاوضوا معه، عندما وفق حساباتهم تتهيأ الظروف لانهيار النظام باسره. ولكن، حتى الآن لا توجد علامات على ذلك. لكن يبقى السؤال ما إذا كانت إيران قادرة على حماية منشآتها النووية وترسانتها الصاروخية من الدمار.
وهذا يعني أنه من المرجح أن تدخل الولايات المتحدة الحرب ضد إيران في المستقبل القريب جدا. بالمناسبة، كان ترامب قد ألمح قبل ضرب المنشآت النووية الايرانية أنه "سينظر في المفاوضات بين إيران والأوروبيين". الآن هذا كل شيء، نظرت ُاليه".
إلى ذلك، تغير الوضع في الحرب الجوية بين إيران وإسرائيلإبانالايام الماضية. فنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي يتعطل بشكل متزايد، والصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية تشن ضربات أكثر دقة على أهداف على المنشئات والاهداف الإسرائيلية ليلا ونهارا. وثمة الكثير من الدمار في جميع المدن الرئيسية هناك. ولا يبدو أن صواريخ إيران تنفد. وأخيرا، تظل الموضوعة الرئيسية - ماذا لو تمكنت إيران من صنع أسلحة نووية، وإن كان عددها ضئيلا؟ علاوة على ذلك، لا تظهر إيران وقيادتها علامات ضعف، في حين قلص سلاح الجو الإسرائيلي نشاطه بشكل ملحوظ. عندها لن تحسد القوات الأمريكية أو الدول العربية في الخليج العربي أو إسرائيل.
إن طموحات إيران في إنتاج الوقود لمحطات الطاقة النووية والأسلحة ليست مجرد نقاط على الخريطة، بل هي بنية تحتية واسعة منتشرة في جميع أنحاء البلاد. يعمل الآلاف من العلماء والمهندسين في عشرات المواقع. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مخزونات اليورانيوم، يمكن تخزينها في 16 حاوية صغيرة فقط، هي هدف متحرك. ويتحرك اليورانيوم في جميع أنحاء سلسلة الإنتاج النووي، مما يجعل من الصعب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتبع المواد التي يحتمل أن تكون قابلة للاستخدام في الأسلحة.
وتتمثل المهمة الرئيسية للوكالة الدولية للطاقة الذرية في تتبع حتى جرامات اليورانيوم في جميع أنحاء العالم والتأكد من عدم استخدامه لأغراض عسكرية. واضطرت الوكالة التي تتخذ من فيينا مقرا لها بالفعل إلى مراجعة النتائج الرئيسية التي توصلت إليها بناء على بيانات الأقمار الصناعية الجديدة التي تشكك إيران وعدد من الدول بصحتها.
وهناك جانب مهم آخر يتعلق بأنشطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي لفت إليه مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة. فحتى الآن، لم تدين هذه المنظمة الضربات الإسرائيلية على أهداف إيرانية. وعلاوة على ذلك، فإن إسرائيل نفسها لم تخضع لأنشطةرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأنها لم توقع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. ويطرح سؤال منطقي تماما - على أي أساس يتعامل الإسرائيليون مع القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني على الإطلاق ومن سمح لهم بالقيام بأعمال عسكرية؟ مثل هذه الإجراءات هي من اختصاص مجلس الأمن الدولي، الذي لم يدين بعد العمل العسكري الإسرائيلي.على أي حال، من الواضح بالفعل أنح العمل العسكري المشترك بين اسرائيل والولايات المتحدة، سيسعى الى تدمير البنية التحتية النووية الحالية لإيران.غلا ان السؤال هل سينتهي الصراع النووي في الشرق الاوسط. أم ان ايران لن تتخلى عن طموجاتها في مجالمجال النووي.
المادة اعتمدت على تقارير معهد الشرق الأوسط في موسكو










