TOP

جريدة المدى > سياسية > مطران عراقي: عشنا الحرب وندعو إلى الدبلوماسية والحوار لإيقافها في المنطقة

مطران عراقي: عشنا الحرب وندعو إلى الدبلوماسية والحوار لإيقافها في المنطقة

قال إن مسيحيي الشرق الأوسط مُهددون إذا استمرت النزاعات

نشر في: 25 يونيو, 2025: 12:08 ص

 ترجمة / حامد أحمد

في مقابلة له مع وكالة UCA News للأخبار الكاثوليكية، تحدث رئيس أساقفة أربيل، المطران بشار وردة، عن الأوضاع الدائرة في المنطقة والحرب بين إيران وإسرائيل، مستذكرًا ما حدث للمسيحيين والأقليات الدينية في العراق على يد داعش عام 2014، ونزوح الآلاف باتجاه أربيل، وأنه يدعو إلى وقف فوري للعنف واللجوء إلى الحوار، محذرًا من مغبة استمرار العنف الذي قد يشكل تهديدًا وجوديًا لمسيحيي الشرق الأوسط.

وقال رئيس أساقفة الكنيسة الكلدانية في أربيل، بشار وردة، إنه لم يتمكن من التواصل مع زميله رئيس أساقفة طهران، المطران عماد خوشابه، وذلك في أعقاب الضربات الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل على مواقع متعددة في إيران. وأوضح ذلك بالقول: «حاولت الاتصال به عدة مرات دون جدوى، وسأواصل المحاولة».
وخلال تحذيراته من كوارث الحرب، تحدث المطران وردة عن الصراع الحالي من منطلق تجربة شخصية مؤلمة، مستذكرًا ما حدث في عام 2014 عندما شنّ مسلحو داعش هجمات مدمرة على الأقليات الدينية في منطقة سهل نينوى شمالي العراق، وهروب الآلاف من المسيحيين والإيزيديين باتجاه أربيل، مع تعرض آلاف النساء الإيزيديات للاستعباد الجنسي.
وفي ظل تصاعد الهجمات بين إيران وإسرائيل، والهجمات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، دعا المطران وردة إلى وقف فوري للعنف.
وقال وردة: «كشخص شهد الدمار الذي تخلفه الحروب، وكيف يتم تفريغ قرى من أهلها وتتشتت العوائل وتتعمق جراح الهوية، لا يسعني إلا أن أردد كلمات البابا لاوون الرابع عشر في ندائه الأخير للسلام».
وأضاف قائلًا: «الحرب لم تجلب لنا أبدًا سلامًا دائمًا. نحن في العراق نحمل ذاكرة مدن محطمة وشعوب مشردة. كل صراع جديد يفتح جراحًا قديمة ويهدد بمحو ما تبقى من وجودنا الهش كمسيحيين في هذه الأرض».
وفي دعوته لضرورة اتباع أسلوب الحوار والمصالحة، قال وردة: «حان الوقت لإيقاف آلة الحرب، حان الوقت للعودة إلى الحوار والدبلوماسية والعمل الصعب المليء بالأمل للتفاوض».
وأردف قائلًا إن الشرق الأوسط، الذي مزقته الحروب لعقود طويلة، لا يحتاج إلى مزيد من الدمار، بل إلى التعافي والشفاء ومساحة للناس لكي يتنفسوا من جديد ويبنون من جديد.
وأوضح المطران وردة أنه يتحدث «ليس فقط كرجل دين، بل كإنسان من هذه الأرض المجروحة، العراق»، مشيرًا إلى أنه البلد الذي كان موطنًا للمسيحيين منذ أكثر من 2000 عام.
ومضى بقوله: «كانت هذه أرضًا ازدهرت فيها المسيحية، حيث كان الإيمان والثقافة متجذرَين في التربة، واليوم هذه التربة جافة ومتشققة، ليس فقط من حرارة الشمس، بل من نار العنف والخوف».
وقال إن صلواتنا موجهة لكل المدنيين العالقين في نيران هذا النزاع، والنازحين الذين أُجبروا على ترك منازلهم وأحبّائهم.
وحذّر المطران وردة بقوله: «إذا لم يتحرك العالم الآن، وإذا لم يُصرّ المجتمع الدولي على السلام، فقد يصبح اختفاء المسيحية من مهدها أمرًا لا رجعة فيه. لسنا بلا أمل، الأمل هو ما نفعله لأبنائنا هنا كل يوم، والأمل هو ما نتمسك به الآن. أرجو أن تكونوا صوتًا من أجل السلام».
من جانب آخر، أدان التحالف المسيحي في إقليم كردستان في بيان له التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في العاصمة السورية دمشق، والذي يذكّرهم بما حصل لمسيحيي العراق في كنيسة سيدة النجاة على يد داعش عام 2010، وتهجير المسيحيين في سهل نينوى.
وجاء في البيان أن «التحالف المسيحي يدين هذا العمل الإرهابي، وهو جرح ليس جديدًا، بل هو تذكير دامٍ بأن سكاكين الإبادة لم تُغمد يومًا منذ حادثة كنيسة سيدة النجاة وتهجير شعبنا في سهل نينوى».
وكان تفجير إرهابي قد وقع يوم الأحد، 22 حزيران، استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة شرقي دمشق أثناء إقامة قداس، وأسفر عن استشهاد 22 شخصًا وإصابة 59 آخرين، عندما اقتحم انتحاري الكنيسة وأطلق النار قبل أن يفجر نفسه.

• عن موقع UCA News

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

سباق محتدم: مفاوضات صعبة لتحديد رئيس البرلمان القادم
سياسية

سباق محتدم: مفاوضات صعبة لتحديد رئيس البرلمان القادم

بغداد/ تميم الحسن يقترب ما بات يُعرف بـ«الإطار السني» من لحظة اختيار رئيس جديد للبرلمان. لكن الإعلان، على ما يبدو، لن يكون وشيكًا، إذ ما زال مرهونًا بموافقة بقية المكونات وشبكة تفاهمات أعقد مما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram